قبل 6 أيام من تجديد ملحقى الباقورة والغمر باتفاقية معاهدة السلام "الأردنية – الإسرائيلية" لمدة 25 عاما إضافية، قرر العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، اليوم الأحد، إنهاء العمل بملحقى الاتفاق، معتبرا أن "موضوع الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا منذ فترة طويلة".
وقال ملك الأردن أن قراره جاء انطلاقا من حرصه على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين، مؤكدا أنه تم اليوم الأحد إعلام إسرائيل بالقرار الأردنى بإنهاء العمل بالملحقين، مشددا على الباقورة والغمر أراض أردنية وستبقى أردنية، والأردن يمارس سيادته بالكامل على أراضيه.
وشهدت العاصمة الأردنية عمّان، الجمعة، مسيرات للمطالبة بالتحرك لاستعادة منطقتى الباقورة التابعة لإربد، والغمر التابعة للعقبة، على الشريط الحدودى مع إسرائيل.
وشهدت المحاكم الأردنية، مؤخرا، تسجيل مجموعة من الإنذارات العدلية ضد الحكومة الأردنية، للمطالبة بعدم تمديد تأجير أراضى منطقتي الباقورة والغمر لإسرائيل.
وتم تأجير الأراضى المذكورة لإسرائيل لمدة 25 عاما، بموجب اتفاق السلام، على أن ينتهى العقد يوم 26 من أكتوبر العام المقبل.
وتنص ملاحق اتفاقية السلام، على ضرورة الإبلاغ عن قرار رفض تمديد الإيجار قبل سنة من انتهاء مدته، وإلا يتم التجديد تلقائيا.
تعود القصة إلى عام 1950 حيث أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلى بالتوسع باتجاه الأردن والاستيلاء على أراضٍ في منطقة الباقورة فى شمال المملكة من خلال عبور نهر الأردن وفرض أمر واقع جديد وتبلغ مساحة هذه الأراضى 1390 دونمًا "هكتار".
وأبلغت الحكومة البريطانية الأردن حينها بأنها ترى أن الطريق الوحيد للتسوية هو المفاوضات وليس استعمال القوة، وعبرت الحكومة الأمريكية عن رغبتها بأن يُحل الحادث بوساطة جهاز ووسائل هيئة الأمم المتحدة، ومن أصل 1390 دونمًا "هكتار" تم احتلالها عام 1950، زعمت إسرائيل أثناء مفاوضات وادي عربة بأن هناك 830 دونمًا هي أملاك إسرائيلية خاصة، واتفق الطرفان على صيغة أشبه بالإيجار.
وكشف منذر حدادين عضو الوفد الأردنى المفاوض كيفية اقناع رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين الملك حسين بتأجير هذه الأراضى لإسرائيل، وعرض رابين فكرة الإيجار على الملك حسين قائلًا: "جلالتك، لم لا تؤجرنا الأرض لبعض الوقت؟". فردّ الملك: "فكرة الإيجار ليست مطروحة على الطاولة. لكن إلى متى تريدون البقاء فيها؟". أجاب رابين: "فنلقل 25 عامًا، تجدد برضا الطرفين". فرد الملك "يبدو ذلك معقولًا".
واتفق الطرفان على تطبيق نظام خاص على هذه المساحة من منطقة الباقورة يضمن حقوق ملكية أراض خاصة ومصالح مملوكة إسرائيلية ويبقى هذا الوضع - وفقًا للملحق 1(ب) في الاتفاقية - نافذ المفعول لمدة خمس وعشرين سنة، ويجدد تلقائيا لفترات مماثلة ما لم يُخطِر أحد الطرفين الطرف الآخر بنيته بإنهاء العمل بهذا الملحق قبل سنة من انتهائه وفى هذه الحالة يدخل الطرفان فى مشاورات حيالها بناء على طلب أى منهما.
كما هو الحال فى الباقورة وافق المفاوض الأردنى على إدراج "الغمر" تحت نظام خاص، بحيث ينطبق عليها ما ينطبق على الباقورة، على أن تعترف إسرائيل بالسيادة الأردنية عليها لكن تضمن الأردن "حقوق المزارعين الإسرائيليين فيها"، والتي سميت في اتفاقية وادى عربة "حقوق استعمال إسرائيلية خاصة تتعلق بالأرض". وإذا اعترف الأردن بالملكية الإسرائيلية للباقورة، فإنه اعترف بحق الاستخدام فى الغمر، كما تبيّن المعاهدة.
يزرع الإسرائيليون في هذه الأرض الأردنية الفلفل والكوسا والزهور لغايات التصدير أو الاستهلاك الداخلي، وكما في حالة الباقورة، يستطيع الأردن بعد أشهر قليلة وفقًا للمعاهدة أن يبلغ إسرائيل نيته عدم تجديد هذا النظام الخاص.
بدوره قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستتفاوض مع الأردن على تمديد استئجارها لمدة 25 عاما أرضا حدودية بمقتضى اتفاقية السلام التى وقعها البلدان عام 1994.
وقال نتنياهو فى تصريحات له إن الأردن يريد تنفيذ خيار إنهاء اتفاق الإيجار وإن إسرائيل "ستبدأ مفاوضات بشأن إمكانية تمديد الاتفاق الحالى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة