قال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلى الموساد اليوم الاثنين إن التجسس يزداد صعوبة لأن نفس التقنيات التي تستخدم للإيقاع بالإرهابيين يمكنها فى بعض الأحيان كشف عمليات مخابرات أجنبية.
وأدلى جوزيف يوسى كوهين بتصريحات علنية نادرة في مؤتمر حول الميزانية عقدته وزارة المالية الإسرائيلية ، ويشير هذا، وفقا لصحيفة هاآرتس اليومية الإسرائيلية، إلى أنه ربما يكون قد خرج من الظل لحماية الأموال ومخصصات الموظفين التي جعلت الموساد "ثانى أكبر منظمة تجسس فى الغرب" بعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
ووصف كوهين الموساد بأنه رأس حربة إسرائيل ضد تهديدات مثل المشاريع النووية والصاروخية الإيرانية والدعم الإيراني لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس.
لكنه أشار إلى تحديات تواجه ضباط الموساد السريين، مثل تكنولوجيا التعرف على الوجوه ووثائق الهوية المحسنة رقميا، قائلا "في كل مكان نذهب إليه، علينا أن نأخذ في الاعتبار حقيقة أن الخدمات الأمنية تزداد قوة".
وأضاف "بالنسبة للأشخاص العاديين، هذه التكنولوجيا جيدة ، بالنسبة للأشخاص الذين لا يريدونها كثيرا، فإن الأمر بالطبع يمثل تحديا لنظام مختلف".
وقال كوهين "يمكنك أن تتخيل أن جزءا كبيرا من مشكلات أو تحديات الوكالة تتحدث عن حقيقة أن جواز سفرك هو، في الأساس ، بصمتك أو شبكية العين أو فى وجهك"، مضيفا أن مثل هذه التدابير غالبا ما تكون مصممة بشكل أساسي لمكافحة الإرهاب وليس التجسس المضاد.
وتابع "لقد تغيرت هذه الساحة، التي تؤثر علينا كثيرا، إلى ما هو أبعد من التعرف وهي تتضخم".
في عام 2010، اتهمت الإمارات الموساد بقتل أحد سماسرة السلاح من حماس في دبي ونشرت فيديو التقطته كاميرات مراقبة أمنية لفريق الاغتيال الهارب بالإضافة إلى جوازات سفرهم الغربية المزورة، وهو أمر محرج لإسرائيل التي امتنعت عن التعليق.
ومنذ تولي كوهين منصبه في عام 2016، يُعتقد على نطاق واسع أن الموساد اغتال أعضاء من حماس في ماليزيا وتونس ، وفي أي من الحالتين لم يتم نشر لقطات شبيهة بما حدث في دبى، وهو ما يشير إلى أن القتلة تفادوا المراقبة.
وأشاد كوهين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهي الإجراءات التي أثارت استياء حلفاء واشنطن الأوروبيين الرئيسيين وأثارت غضب الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية التي يسعون لإقامتها على الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
وقال كوهين إن تعامل القوى المختلفة مع القضايا الساخنة في الشرق الأوسط مثل سوريا "بالطبع، تأثر كثيرا بالتغيير في النهج منذ تولي الرئيس ترامب السلطة، والذي أعتقد أنه مرض للغاية بالنسبة لنا، كدولة إسرائيل".
وأضاف "هناك شعور ما، بما في ذلك شعور يراودني، أن هناك تمايزا بين الأخيار والأشرار يجري بطريقة أكثر تصنيفا وبساطة ووضوحا".