قال الدكتور عبد الله بن فهد اللحيدان، مستشار وزير الأوقاف والشئون الإسلامية السعودى: "كان الاتجاه السائد فى كل النقاشات بين العرب وأوروبا يشير بوضوح إلى سوء فهم فى محاولة معرفة الآخر بشكل متميز، أو معرفة (الأنا) بداية قبل محاورة الآخر؛ فكلاهما يعتقد أنه يفهم الآخر بناء على ما يتوهمه خطراً عليه؛ فأوروبا وضعت الإسلام برمته فى موقع الخطر المباشر على حضارتها ونظر إلى الإسلام والمسلمين فى قالب مصنوع، سلفاً، اسمه الإرهاب".
وأكد مستشار وزير الأوقاف السعودى، لـ"اليوم السابع"، أن العرب يتصوّرون فى ردود فعلهم السلبية المبنية على "صراع الحضارات" المضادة، أن الغرب بنموذجه الاستعمارى الجديد يشكل عليهم خطراً ويهدد الإسلام، وما زالت فئة من عامة العرب تصّور الغرب فى نموذج "مشوّه" عصيّة عن القبول لدى العقل العربى.
وأشار اللحيدان إلى ما قاله العالم "جون ل. إسبوزيتو" أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة جورج تاون، والذى تحدث فى كتابه (التهديد الإسلامى: أسطورة أم واقع؟ 2002) عن أساطير وخرافة تهديد الإسلام للغرب أو العكس، وتناول الوجه الحضارى للإسلام تاريخياً ونقاط تقاطعه مع الحضارة الغربية المسيحية، بل لقد وضع الكرة فى ساحة قادة العالم الغربى حينما قال: "إذا ما احترم الغرب شكاوى المسلمين وآلامهم فإن الإسلام سيكون شريكة فى بناء النظام الدولى العادل.. أما إذا استمر الغرب فى الدفاع عن مصالحه فى الشرق الأوسط باسم الاستقرار، فإنه يمكن أن يجعل الإسلام كله عدو"، مضيفا: إذن الحل يكمن فى حوار متكافئة لا يفرض فيه الغرب نموذجه الفكرى الليبرالى ولا يرفض فيه العرب المشتركات الإنسانية فى الخرية والمساواة وحقوق الإنسان لكن من منطلقات الحضارة الإسلامية".
يأتى ذلك تعليقا على أعمال اليوم الأول للندوة الدولية "تأملات فى العلاقة بين الإسلام وأوروبا" التى تقيمها مكتبة الأزهر الجديدة، برعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، فى الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر الحالى، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، بحضور نخبة من الشخصيات الدولية والقيادات الدينية والسياسية وقادة الفكر والثقافة من الشرق والغرب.
وثمن مستشار وزير الأوقاف السعودى دور الأزهر فى نشر الوسطية وتعزيز حوار الحضارات بين الشرق والغرب، مشيرا إلى جهود الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ودوره فى نشر ثقافة السلم والتعايش، وما يقدمه من جهود فى الساحة الدولية عبر كل المؤسسات التى يترأسها، من خلال الأزهر الشريف، ومجلس حكماء المسلمين وما لهما من جهد كبير فى معالجة القضايا المحلية والعالمية، لافتا إلى حرص بلاده فى تعزيز ثقافة الحوار، عبر كل المؤسسات الحكومية المعنية، وأخرى شعبية ممثلة فى رابطة العالم الإسلامى التى تجوب العالم شرقا وغربا حول نفس الهدف لخلق واقع أكثر اعتدلا وتعايشا، مشيدا بالمؤسسات الدينية السعودية التى تتجه نحو التطور وتعزيز التعايش والسلم عبر مؤسسات الأوقاف والشئون الإسلامية، ورئاسة الحرمين الشريفين، ووزارة الحج والإعلام.