انتقام الغفران.. أحدث روايات الكاتب الفرنسى إريك إيمانويل شميت عضو أكاديمية جونكور، يقدم فيها للقارئ أربع حكايات وأربع مصائر، تبدو منفصلة ظاهريا لكنها مشدودة بخيط ناظم واحد هو تيمة الغفران، ومحكومة بهاجس واحد وهو الغوص داخل النفس البشرية والإطلالة على أكثر الأسرار تحكما فى مصائرها.
وفى رواية انتقام الغفران، التى تصدر ترجمتها العربية عن دار مسكليانى للنشر، فى تونس، ونقلها إلى اللغة العربية الروائى والمترجم التونسى أبو بكر العيادى، سوف يتعرف القارئ على شقيقتان خاضعتنا لأكثر المشاعر لبسا وتناقضا، الحب والكراهية، يلعب القدر معهما لعبته الأثيرة، يفرقهما ثم يجمعهما، فلمن ستؤول الكلمة الفصل فى النهاية، للغيرة أم الرحمة، للانتقام أم للغفران؟
كما يتعرف القارئ على زير نساء ثرى يستغل براءة امرأة عاشقة وينتزع منها طفلها، فأى درس يمكن أن تستخلصه الطبيعة البشرية من مأساة كهذه؟.
وأيضا نرى فى الرواية رجل قاسى القلب يستعيد إنسانيته بفضل طفلة، كان يغرق معها فى قراءة رواية "الأمير الصغير" قبل أن يدرك فى أحد الأيام أنه هو من كان وراء إسقاط طائرة مؤلف الرواية.
كما يتابع القارئ قصة امرأة تزور بانتقام قاتل ابنتها، هذا الذى حوكم فى جرائم قتل خمس عشرة فتاة. هى لا تكتفى بزيارته فقط وإنما تروض وحشيته وتحاول إخراجه من عزلته. فلماذا تفعل كل ذلك؟.
هذا هو الاختبار الإنسانى الذى يقدمه إيريك إيمانويل شميت لقرائه، اختبار الغفران فى مواجهة الانتقام، معملا مشرطه فى جنوح النفس البشرية إلى أكثر ردود الفعل غرابة، أليس الغفران فى النهاية، انتقاما فى حالته البكر؟.
وإيريك إيمانويل شميت (28 مارس 1960)، روائى وكاتب مسرحى ومخرج فرنسى من أصول بلجيكية، قدمت أعماله فى المسارح العالمية، واشتهر برواية "مسيو إبراهيم" و"زهور القرآن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة