سفير كازاخستان بالقاهرة يؤكد نجاح مؤتمر زعماء العالم والأديان فى أستانة

أكد أرمان ايساجالييف سفير كازاحستان بالقاهرة أهمية مشاركة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فى مؤتمر زعماء العالم والأديان التقليدية الذى عقد يومى 10 و11 أكتوبر الجارى فى أستانة. مشيدا بكلمة شيخ الأزهر الذى تحدث باسم الإسلام والعالم الإسلامى ووصفها بأنها كانت مؤثرة للغاية.

وقال سفير كازاحستان- فى كلمته ألقاها الليلة الماضية فى المائدة المستديرة التى نظمها مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية بالتعاون مع سفارة كازاخستان بالقاهرة- أن شيخ الأزهر التقى خلال زيارته لاستانا بالرئيس الكازاخى وعدد من المسئولين الكازاخ وكذلك الأئمة فى مسجد حضرة السلطان الذى يعد أكبر مسجد فى وسط آسيا، فضلا عن لقائه المهم مع الشباب الكازاخى فى جامعة أوراسيا الوطنية الذى يكن الحب والاحترام لشيخ الأزهر، وكذلك حصوله على درجة الأستاذية الفخرية من هذه الجامعة.

وأضاف أنه تم تكريم السفير عبد الرحمن موسى مستشار شيخ الأزهر وحصوله على وسام" الشفاعة " تقديرا لمساهمته فى الترتيب لهذا المؤتمر. مشيرا إلى مشاركة الكنيسة القبطية لأول مرة فى مؤتمر زعماء العالم والأديان التقليدية، حيث مثل الأنبا بافلى البابا تواضروس الثانى. مؤكدا نجاح المؤتمر من حيث حجم المشاركة الوفود وكذلك للدور الذى لعبه الأزهر والكنيسة القبطية فى إثراء المناقشات وصياغة البيان الختامي.

وأعرب السفير عن سعادته باستئناف ترميم مسجد الظاهر بيبرس بتكلفة تصل إلى 5ر4 مليون دولار، وهو يعد من أكبر المساجد فى القاهرة ورمزا للصداقة والعلاقة الأخوية بين مصر وكازاخستان.

بدوره، قال السفير عبد الرحمن موسى مستشار شيخ الأزهر أن كازاخستان تلعب دورا هاما فى دعم الحوار بين الأديان والحضارات المختلفة وهى تعد مثالا للتعايش السلمى بين القوميات المختلفة، وقد طرحت مبادرات فى الأمم المتحدة وعلى نطاقها الاقليمى بهدف نشر السلام. مؤكدا اهتمام شيخ الأزهر بالمشاركة فى هذا المؤتمر والإعداد الجيد له ودعم دوره فى تعزيز التفاهم بين الشعوب.

وأضاف أن شيخ الأزهر عقد مؤخرا لقاءً تاريخيا مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان حول الحوار بين الأديان، وكان هذا اللقاء تأكيدا على عدم وجود صراع بين الأديان كما يروجه البعض فى العالم. مشيرا إلى زيارته إلى نيجيريا والتى نجحت فى تقليل عمليات "بوكو حرام" إلى أقل من الثلث طبقا لما قاله بعض المسئولين النيجيريين.

وأكد حرص شيخ الأزهر بالحديث مع الشباب فى جهوده لمواجهة الفكر المتطرف الذى تنشره الجماعات الإرهابية مثل "داعش" التى تتكلم باسم الإسلام الذى ليس له أساس من الصحة واهتمامه بإحياء التراث الذى ساهمت به كازاخستان والذى يتم المحافظة عليه فى جامعة الأزهر وتدريسه فى الوقت الحاضر.مؤكدا أن مؤسسة الأزهر هى ضد الظلم الذى يستهدف أى جنس أو عرق أو دين.

من جانبها، قالت السفيرة سامية بيبرس مدير إدارة الحوار بجامعة الدول العربية إنها شاركت فى هذا المؤتمر أربع مرات ممثلة عن جامعة الدول العربية وإنها لاحظت حجم مشاركة الوفود خاصة الوفود العربية هذه المرة وكان أكبر من المرات السابقة.مؤكدة أن كازاخستان تمثل نموذجا نجاحا للتعايش السلمى بالرغم من الاختلافات الدينية والعرقية، حيث يعيش الشعب الكازاخى فى وئام وتناغم.

وأفادت بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت قرارا العام الماضى باعتبار 16 مايو يوما للتعايش السلمى فى العالم. مشيدا بالدور الداعم لكازاخستان للقضية الفلسطينية ودعمها لفلسطين للحصول على عضوية مراقب فى الأمم المتحدة، وكذلك استضافتها لمباحثات أستانا التى تستهدف التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع فى سوريا، فضلا عن استضافتها لمؤتمر زعماء العالم والأديان التقليدية كل ثلاث سنوات الذى يعد علامة بارزة فى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان المختلفة.

وأكدت بيبرس نجاح المؤتمر من حيث حجم المشاركة والبيان الختامى الذى صدر عنه الذى سلط الضوء على قضية اللاجئين ووضعها على الأجندة العالمية فى ضوء الصراعات الحالية فى منطقة الشرق الأوسط وتزايد أعداد اللاجئين والنازحين نتيجة لهذه النزاعات. مشيرة إلى أن البيان الختامى تطرق إلى معالجة التطرف كحالة أيديولوجية لم تصل بعد إلى الإرهاب والعنف.

وأشادت بدور الأزهر الشريف فى مكافحة ظاهرة التطرف.مشددة على ضرورة وجود إطار مؤسسى للحوار بين الأديان والمتمثل فى مركز نزارباييف للحوار بين الأديان والحضارات بهدف إعداد برامج وتنظيم المؤتمرات وكذلك ليكون جسرا للتواصل بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة.