القارة العجوز "غير جادة" في استئصال ظاهرة "داعش" من منطقة الشرق الأوسط خوفا من خطر العائدون
لا فرق بين جماعة اسلامية متطرفة وأخرى.. وكلهم يريدون الخلافة ويؤمنون بإقصاء الآخر
لماذا تتركون "الإخوان" يعملون بكل حرية في أوروبا؟ ولماذا تتركون قطر تمولهم بمليارات الدولارات لنشر برنامجهم الإقصائي؟
لا ينبغي رفع فزاعة حقوق الإنسان فى وجه الأنظمة التى تحارب سرطان التطرف على أرضها
حذر النائب البرلماني، والكاتب الصحفي، عبدالرحيم علي، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، من دعم أوروبا لجماعة الإخوان الإرهابية، بذريعة "فتح آفاق للتعايش"، قائلًا: كيف يمكن التعايش مع قوم يتبنون فكرا اقصائيا ويرفضون الآخر، بل يصادرون حقه في الحياة، ولكن الفرق بينهم وبين داعش يكمن في التوقيت، فداعش تمارس افكارها تلك الآن على الارض، والاخوان ينتظرون لحظة التمكين لتنفيذ تلك الافكار التي يؤمنون بها وتمثل صلب عقيدتهم.
تيري لانتز أستاذ تاريخ الحروب فى السوربون والمدير العام لمؤسسة نابليون أثناء كلمة الدكتور عبد الرحيم على
جاء ذلك فى كلمته خلال إفطار نظمه مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس اليوم الأربعاء بفندق برنس دوجال بباريس حضره مجموعة من الخبراء والسياسيين ورجال الاستخبارات والصحفيين، وذلك للحديث عن ضرورة المواجهة الشاملة والتعاون الدولي في مواجهة الإرهاب.
الجنرال جون فرانسوا بيناتل قائد المدفعية الفرنسة الاسبق والخبير الآن في شئون الارهاب أثناء الإفطار
وأضاف "علي" أن المشكلة الكبرى تتمثل في أن صناع القرار في الغرب وكذلك الرأي العام، تنبهوا لخطورة التنظيم الدولي للإخوان واستفحال خطرهم في المجتمع الغربي متأخرًا، حيث أصبحت الجماعة تسيطر في القارة العجوز على أكثر من 500 منظمة مائتان وخمسون منها فقط في فرنسا، كما تتمتع بقدرات مالية ضخمة، يقدرها بعض الخبراء الماليين بعشرين مليار دولار ثلاثة منهم في فرنسا وحدها.
تأتي جميعها من عائدات الذبح الحلال والتبرعات الخاصة ببناء المساجد اصافة للتبرعات السرية التي تأتي في حقائب دبلوماسية من دول كقطر وتركيا لتدريب وتنجنيد المهاجرين.
وتتميز الحياة السياسية والثقافية في باريس بظاهرة إفطار الصباح الذي تقيمه المعاهد العلمية ومراكز صناعة القرار ورجال الأعمال الدوليين.. ويعد هذا أول إفطار يقيمه مركز دراسات الشرق الأوسط، على هذا النحو.
أثناء الاستماع للدكتور عبد الرحيم على
وطالب "علي" الحكومات الأوروبية بمراجعة سياساتها تجاه الجماعات المتطرفة، مشددًا على أن كافة جماعات الإسلام السياسي ذات أفكار موحدة، وجميعها تسعى لما تسميه الخلافة، واقصاء المعارضين، وهذا خطر داهم ليس على الدول العربية فحسب، بل على البشرية بأسرها، قائلا: "لا تتوقع أن لا تتعرض للحرق وأنت تلعب بالنار، هذا أمر مستحيل".
سيلين لوساتو رئيسة قسم الشرق الاوسط بمجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية واسعة الانتشار
وقال "علي": إن الحركات الإسلامية تضمر الكراهية للبشرية، ولديها برنامج لا يمكن أن تتنازل عنه، وقد أظهرت التجارب أن احتوائها امر صعب إن لم يكن مستحيلًا.
بيير بيرتيلو مدير مركز الدراسان الاستراتيجية بباريس
وأوضح "علي" ، أن كارثة 11 سبتمبر تثبت أن رعاية الإرهاب كتربية أفعى، قائلا: "حذرنا من أنه لن يسلم أي مكان في العالم من هذا الخطر حتى إذا تعاون أو تحالف معه، مثلما تم دعمهم في أفغانستان من قبل امريكا منذ 1979 حتى 1989، الامر الذي كلنت نتيجته المباشرة تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
جون فرانسوا جيرو المنسق العام لأجهزة الاستخبارات الفرنسية بالاليزيه
وقال "علي" : "لقد خلقت اوروبا وامريكا من هؤلاء الإرهابيون فزاعة للمنطقة العربية وحكامها ولكنها لم تسلم منهم في النهاية لأن هدفهم هو سيادة العالم".
وأضاف أن هذه الحركات لن تترك أهدافها مهما حدث، وليكن معلومًا أن تحالفها مع الغرب، مجرد تكتيكات مؤقتة، وقد رأينا أن السحر انقلب على الساحر، في كثير من المنعطفات التاريخية، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي كان ق اتخذ قرارًا في أبريل 2017 بأن يكون فبراير أو مارس من العام الجاري 2018 نهاية لتنظيم "داعش" في منطقة الشرق الأوسط، ثم تداخلت المسارات المختلفة للسياسة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمصالح العامة فتم التغاضي عن ذلك التاريخ، لأن هناك قوى ما تريد مد فترة وجود "داعش" في المنطقة خوفا من خطر العائدين.
وقال: "إن الدعم الذي يحظى به تنظيم الدولة واضح، لا تخطئه عين، ومن مظاهره مثلا، عدم إنهاء الوضع في ليبيا، والإصرار على عدم تقديم دعم للقوات التي تواجه "داعش" وهو الأمر ذاته الذي يحدث مع تنظيم بيت المقدس في سيناء". فمصر تقف وحدها في مواجهة هؤلاء بل وتتلقى التقارير الغاضبة من مؤسسات حقوق الانسان الغربية بدعوى التجاوز في حق هؤلاء الارهابيين الذين تطلق عليهم المدنيين فهل يعقل ذلك؟.
وأضاف " "علي" أن هناك حوالي 30 الف شخص أوروبي منضمين لداعش والتنظيمات الإرهابية المختلفة في الشرق الأوسط، وهناك خوف حقيقي لدى القيادات السياسية والأمنية في أوروبا من أن يلقي هؤلاء الأشخاص السلاح في الشرق الأوسط ومن ثم يرفعونه في أوروبا.
ودعا عبدالرحيم علي إلى حوار مع صانعي القرار في أوروبا مشددًا على أن التعامل الغربي مع التنظيمات الإرهابية سيؤدي إلى تشكيل كرة نار مدمرة تحرق الشرق والغرب معًا.
وقال: "هذا التعامل مع الإرهاب سيزيد من استفحاله وعندئذ لن يسلم منه أي مجتمع" مضيفًا أن هذه القضية هي قضية إنسانية بالأساس، ولا تتعلق بالأمن والسياسة لدولة بعينها فحسب".
وشدد على أن التعاون الأمني والاستخباراتي والسياسي والإنساني بين المجتمعات الإنسانية، في هذه القضية بات ضرورة اللحظة، وإلا سندفع جميعًا وأوروبا أولنا ثمن هذا التقاعس تجاه تلك الظاهرة.
وأشار "علي" إلى ضرورة مواجهة ومحاربة هذه الظاهرة بعنف وبقوة لأنه دون ذلك سنواجه الأمرين في أوروبا قبل الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هناك دول ومنظمات تدعم الإرهاب فكرًا وتنظيمًا وتمويلًا.
وقال: "لابد من الإشارة بوضوح إلى تغاضي أوروبا عن نشاطات تلك الدول بل والتعاون معها احيانا مثل قطر وتركيا اللتان تدعمان جماعة الإخوان في أوروبا بالمال وتقدم لهم الدعم الإعلامي حتى تستطيع نشر أفكارها".
وسخر عبد الرحيم علي من الاحتجاج بفكرة الاحتواء قائلا: "كيف يمكن أن احتضن شخصًا يؤذيني وينفيني إنسانيًا، ويصادر حقًي في الحياة أصلا، فتلك الجماعات تعتقد بانه آن الاولن لان يداس على تلك القيم الاوروبية بالحذاء، لذلك عندما نتحدث عن تلك المنظمات يجب أن نمحو خرافات التعليش والمواءمات السياسية من قواميسنا، ليس ممكنًا أن أتعايش أو أبحث عن وسيلة تعايش مع الذي ينفيني، إن هذه التنظيمات تتبنى قيمًا إرهابية، ليست من الإسلام بالطبع، وليست من أي دين سماوي كذلك".
وتساءل "علي" : "لماذا نسمح باحتضان هؤلاء الأشخاص ونسمع منهم ونعطيهم الحق في ترويج أفكارهم على الأرض بما يساعدهم على تجنيد الشباب وفق الأفكار التي تنفي وتقصي وتدعو لقتل الآخر، موضحًا أن هناك مدارس في فرنسا تابعة للإخوان تدرس للطفل في سن 5 سنوات أن الجهاد هو قتل غير المسلم، فكيف يمكن تدريس مثل هذا التعليم لأطفال في هذا السن؟ وماذا نتوقع أن يكونوا غير إرهابيين في المستقبل؟
وأكد "علي" أن حق الإنسان في الحياة يكون بشرط احترامه للحياة ذاتها واحترام القيم الحياتية وقيمة النفس البشرية وعدم إيذائها أو اقصائها أو تجريدها من إنسانياتها، مضيفًا أن هناك خطوط حمراء حول هذه التعامل من أوروبا تجاه دول وتنظيمات تدعم الإرهاب.
وأضاف أنه لا يوجد فرق بين الإخوان المسلمين وداعش فكلاهما يدعو للخلافة الإسلامية وسيادة العالم بالإسلام، وقطر تمول داعش عبر الرهائن في سوريا وتمول الجماعات الإرهابية في ليبيا وتمول الإخوان والقرضاوي وغيرهم داخل وخارج قطر.
وأشار إلى أن تركيا تحاول أن تنصب أردوغان خليفة للمسلمين في جميع أنحاء العالم وخلق قوى ناعمة في أوروبا عن طريق المواطنين الأتراك المنضمين للجماعات المنظمة التركية في كل مكان في العالم.
وطالب الأوروبيون بمواجهة قادتهم بهذه الحقائق، مؤكدًا أنه لدينا من الحقائق ما يثبت ارتباط الإخوان بهذه التنظيمات والجماعات عضويًا وتنظيميًا وماليًا.
وشدد على أن هناك شيئًا غامضًا يحدث وارتباطًا خفيًا غير مفهوم لكي تظل منطقة الشرق الاوسط على حالها، متسائلًا: "لماذا توجه الأموال إلى حق التظاهر والإضراب وحق وجود انتخابات ديمقراطية؟ ولا توجه للتعليم لكي نعلم الأجيال تعليمًا حديثًا لكي تستوعب فكرة الديمقراطية والحداثة، ولماذا لا توجه إلى الصحة التي بها الكثير من الإهمال في العالم الثالث؟
وأكد، أن هناك محاولة لإعادة تدوير وإنتاج قيم التخلف والرجعية، وبالتالي فإننا نعيد إنتاج جماعات إرهابية وأخرى تتبني العنف المسلح، وهذه الجماعات لن تلبث في بلدانها كثيرا لكنها ستطوف حتى لا تترك أي جزء من العالم الا وآذته، وأوروبا هدف أساسي لهذه الجماعات.
وأضاف أنه لابد أن يكون هناك تعاون حقيقي في مواجهة الإرهاب ليس في الشرق الأوسط فحسب.
مشددا على ضرورة النظر لهذه القضية على أنها قضية استراتيجية في الأساسي لأننا سنواجهها وستنفجر في وجوهنا أما اليوم أو غدًا.
وأعلن "علي" تنظيم ندوة في المدرسة العسكرية الفرنسية يوم 22 نوفمبر بالتعاون مع المدرسة العسكرية الفرنسية حول هذا الموضوع "التعاون
الاستخباراتي والأمني الدولي في مواجهة الإرهاب"، وسيتم تقديم دراسة منه بخصوص المواجهة السلبية من قبل بعض تلك الاجهزة للإرهاب، عن طريق دعم أجهزة مخابرات بعينها للإرهابين والجماعات المتطرفة، مع تقديم دلائل واضحة على ذلك، وغض البصر من البعض عن جماعات أخرى ومحاولة التحالف معها لكي نقول بوضوح بأن هناك من يساهم في تفاقم تلك الظاهرة.
وأكد "علي" ، أنه آن الأوان لمد جسر التواصل بين الشرق والغرب من جديد، بعدما سقط في طي النسيان واختفت معه قيم كنا نتبادلها، وعلينا مواصلة كفاحنا معًا لخلق قيم إنسانية نبيلة نواجه بها الإرهاب وأي قيم شريرة.
وشرح رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط أسباب تأسيس المركز في اوروبا قائلا: "لدينا عدد من المراكز المختصة بدراسة الحركات الإسلامية في عدد من الدول مثل مصر والإمارات وفرنسا، مشيرًا إلى أن أولها تم تأسيسه في مصر عام 1998 وهو المركز العربي للبحوث والدراسات، ويختص بدراسة الإرهاب وحركات الإسلام السياسي".
وأضاف أن هناك مركزًا في الإمارات وهو مركز الشرق الأوسط الخاص بدراسة الإسلام السياسي ايضا، موضحًا أنه تمت إقامة مركز باريس في مارس عام 2017 ليتوجه بخطابه الى اوروبا.
وأشار "علي" ، إلى أن هناك عددًا من الأشخاص، كانوا يعتقدون أنه ليس من الضروري إنشاء مثل هذه المراكز من قبل، ولكن كان لدينا بعد نظر حول تطور فكر وحركة تلك التنظيمات وصولا الى ما وصلت اليه الآن. حتى استيقظ العالم أجمع على حادث 11 سبتمبر عام 2001، فتنبه الجنيع للكارثة.
من جهته، طرح تيري لانتز، أستاذ تاريخ الحروب في السوربون والمدير العام لمؤسسة نابليون، سؤالا عن سبب قيام الشيخ دليل أبوبكر، عميد مسجد باريس في فرنسا، بطرح خطاب حذر فيه من الإرهاب بعد 25 عامًا من تواجد الإرهاب في البلاد، ولماذا انتظر كل هذا الوقت؟
ورد عليه عبدالرحيم علي قائلا: "إن بعض الأنظمة العربية كانت تعتقد أنها من الممكن أن تستفيد من وجود الجماعات الإرهابية في أوروبا، ولكن ارتد ذلك إلى نحرها، فأوذيت ثقافيًا واجتماعيًا وماديًا، إلى جانب إيذاء سمعتها وأمنها القومي، فباتت تتحرك لدى أذرعتها سواء الدينية أو الإعلامية لكي تنزع عن تلك الحماعات غطاء الدعم.
وتابع، أن الوضع بات ساخنا جدا لدرجة أنه لا يستطيع أحد أن يحتمله، فبدأت الأمور تخرج إلى العلن وبدأت العديد من الدول تنظر لدور هذه الجماعات في اوروبا بشكل مختلف فقد باتت عبئا عليها لم تستطع تحمله.
وعرض كريستيان جابوتي، رئيس تحرير مجلة "انتيليجانس أفريقيا"، سؤالين حول الجدية في مواجهة الإرهاب في الدول الغربية والمنطقة العربية، والسؤال الآخر عن اهتمام بعض الدول بالتنمية وهل هناك علاقة بين تنمية الدول وتواجد الإرهاب.
وردا على تلك الاسئلة قال عبد الرحيم علي، "من واقع تجربة حقيقية نعيشها في مصر استمرت لمدة أربعين عاما، نستطيع ان نؤكد وجود جدية في مواجهة الإرهاب بالداخل ولكن لا توجد جدية في مواجهته بالخارج، رغم أن الإرهاب ظاهرة عالمية ولا أحد يستطيع أن يحمي أرضه ما دام الإرهاب موجودا في منطقة أخرى.
وحذر الأوروبيين قائلا: "الإرهاب سيصل إليك أينما كنت وكيفما أدرت منظومتك الأمنية والاجتماعية والتنموية ما لم تتعاون دوليا في مواجهته".
وتساءل "علي": "كيف يمكن حساب جدية الدول في مواجهة الإرهاب، قائلا: نحن لدينا منطقة معقدة ولدينا جغرافية وأوضاع سياسية معقدة، وأيضا لدينا "الدولة والفوضى" فإذا حافظت على الدولة فأنت تقمع الإرهاب، وإذا ساندت الفوضى ودفعت في اتجاهها فأنت تصنع بيئة خصبة للإرهاب، هذا المفهوم هو فيصل اساسي في قياس مدى جدية الدول، موضحا أن الدول القوية لا يوجد بها إرهاب.
وحذر من أن هناك خللا في الوعي فبعض الدول تروج لأن الإرهاب ينتشر في المجتمعات الفقيرة، لكن هذا غير صحيح ذلك أن مصر في عهد عبدالناصر لم تكن غنية، وكذلك سوريا إبان فترة حافظ الأسد، وكذلك "ليبيا القذافي"، و"العراق صدام"، ورغم ذلك لم تعانِ من وجود إرهاب.
وقال: "مع انفتاح الدول ديمقراطيا وصناعة أحزابها وجمعياتها وتواصلها مع الخارج بدأت هذه الجماعات الإرهابية في الظهور رويدا رويدا حتى أصبحنا أمام خلافة إسلامية اسمها داعش رأس مالها 6 مليارات دولار من سرقة النفط والآثار في المنطقة العربية".
وأضاف أن السودان من أكثر البلاد فقرا ولا تعرف عن التنمية شيئا وبرغم ذلك لا يوجد بها أي إرهاب، مضيفا أنه "اينما تكون الفوضى يكون الإرهاب".
وتساءلا سيلين لوساتو، رئيسة قسم الشرق الأوسط بمجلة "لونوفيل اوبزرفاتور" الفرنسية، عن المناهج التي تنشر الفكر المتطرف في فرنسا، وهل الدولة الفرنسية أو المخابرات في فرنسا على علم بما تحويه تلك البرامج والمناهج الدراسية؟
وأجاب الرحيم علي، مؤكدا وجود أفراد وجماعات في فرنسا تعمل في الضواحي وفي مناطق مختلفة لنشر أفكار متطرفة، مشيرا إلى أن الدولة الفرنسية على علم تام ولديها معلومات دقيقة جدا، ورأيت تقارير في منتهى الدقة عن من وماذا ومحتوى تلك الدروس ومصادر تمويل تلك الأفراد والجماعات؟
واستكمل، أن الحديث عن الإسلام الفرنسي والإسلام الإنجليزي ما هو إلا صور مختلفة للنصب والاحتيال، فالحديث يجب أن يكون في نطاق مختلف وهو وجود مواطن فرنسي بغض النظر عن ديانته مسلم أو مسيحي أو حتى لا ديني، مضيفا أن احد المستشارين الذين تعتمد عليهم الحكومة الفرنسية في بناء ما يسمى بالاسلام الفرنسي، أتى في مخططه الذي ينوي تقذيمه للرئيس ماكرون ببعض العناصر المتورطة في الإرهاب والمنتمية إلى التنظيم الدولي للاخوان والمعروفة لدى المخابرات العربية والفرنسية بانتمائها ، وهناك ثلاث أسماء في اللجنة التي اقترحها الرجل لصناعة ما يسمى بالإسلام الفرنسي اعضاء متظمين في التنظيم الدولي للاخوان، فكيف يمكن أن يواجه الإرهاب في هذه الحالة؟
وأشار إلى أنه عندما تطلق للجماعات الإرهابية العنان لن يقبلوا بقطعة الجبن، فلن يكتفوا بالسيطرة على مجلس الشعب والمساجد ولكن سيظل هدفهم الأساسي هو الوصول إلى السلطة كما حدث في غفلة من الزمن مصر عام 2012. وهكذا بالمنسبة يخططون ليصلوا الى السلطة في بعض الدول الاوروبية خلال عشرين عاما.
و قال الجنرال جان فرانسوا بيناتل، قائد سلاح المظلات الفرنسي الأسبق وأستاذ مادة الأمن القومي في السوربون، إن البلاد الانجلوسكسونية ظلت مدة طويلة تظن أنها تسيطر على المنظمات التي تتحدث باسم الدين الإسلامي حتى تبين لها مدى خطر هذه المنظمات، ويوجد تقرير لأجهزة المخابرات البريطانية انتقد سياسات هذه الدول عام 2015، خاصة مع اكتشاف وجود انحرافات خطيرة في معتقدات هذه المنظمات تخالف الإسلام الحقيقي بما يتطلب مواجهتها على المستوى الدولي، وتابع أن هناك ضرورة لمقاومة عمليات الدعوة والتبشير التي تقوم بها هذه الجماعات في اوروبا، لافتا إلى أنه كان يحاضر في مارسيليا منذ شهر ونصف وقال له مأمور شرطة إن الاخوان المسلمين يدفعون 176 يورو للنساء المتزوجات ليلبسن الحجاب و126 يورو للفتيات، وبالتالي يوجد تمويل كبير للغاية لهذه الجماعات للترويج لأفكارها المتطرفة، معلنا تأييده لما يقوم به الدكتور عبدالرحيم علي في سياق مكافحة أفكار الجماعات المتطرفة.
وقال تيري لانتز، أستاذ تاريخ الحروب، إن هناك إشكالية فيما يخص الجماعات المتأسلمة في الصحف والاعلام الغربي، وجريدة لوموند كمثال لم تقبل فكرة وجود أسلمة أو إسلام متطرف في وقت سابق رغم كونها جريدة هامة في فرنسا، مشيرا إلى أن الصحافة الفرنسية اليسارية هي المسئولة عن التأثير على النخبة الفرنسية والتي تتوجه بشكل أكبر نحو حقوق الإنسان دون النظر لما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة وهو ما يسبب الاشكالية في النهاية.
وقال بيير بيرتيلو، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بباريس، إن جرائد فرنسبة كبرى متواطئة جدا مع مروان محمد وهو احد قيادات جماعة الإخوان وينظم عملهم في فرنسا وكتبوا عنه مقالات جيدة للغاية دون النظر لحقوق الإنسان ضمن أفكاره ومعتقداته رغم مساندته لطارق رمضان المتهم بالتحرش بالعديد من السيدات الفرنسيات، مشيرا إلى أنه من الضروري العمل على إقناع النخبة بخطر هذا الدعم على المجتمع الفرنسي والعالم بشكل عام.
كريستيان جامبوتي- رئيس تحرير مجلة ( انتيليجانس افريقا).
واوضح أحمد يوسف، المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، أنه خلال 30 إلى 40 سنة ماضية وصل إلى أوروبا جيلان أو ثلاثة أجيال من الشباب المتدين وبعضهم كان متصوفا وبعد ذلك تم تجنيدهم بواسطة الأئمة المتطرفين في المساجد الموجودة في ضواحي باريس، وعقب ذلك حدث تطورات لأفكار بعض الفرنسيين الذين دعوا للتوافق التاريخي مع الإسلاميين وإعطائهم الفرصة مرة أخرى ليكونوا في سدة الحكم ولكن التجربة اثبتت خطأ هذا الأمر مع ظهور داعش وتطور عمل القاعدة في دول اوروبا، والدولة الفرنسية عليها ان يكون لديها مقاربة مختلفة واقعية للأوضاع.
وفي سياق الحديث حول تعامل الصحفيين اليساريين بطريقة غير متوازنة مع الشباب الغربي الذي يتوجه للقتال في الشرق ثم العودة لبلاده، علقت سيلين لوساتو، رئيسة قسم الشرق الاوسط بمجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية، قائلة إنها صحفية يسارية والصحفي يقوم بنقل الأحداث والوقائع كجزء من مهنته ويعتمد على المعلومات بالأساس وطالما لم تتوافر لديه معلومات يتعامل مع الحدث فقط.
وعلق عبدالرحيم علي، قائلا إن أوروبا وامريكا غضوا البصر عن الشباب الذين رحلوا من بلادهم للجهاد في الشرق، ولكنهم عادوا إليهم مدربين ولديهم حصيلة عنف كبيرة وميول ظاهرة نحو الإرهاب وخلفهم تنظيم يوجههم مع توفير وسائل حديثة للتواصل وتمويل مستمر بما جعلهم اكثر خطرا وبالتالي يتطلب الأمر مواجهة حاسمة لهم.
وقال إنه من المؤسف إن بعض الصحفيين اليساريين لا يبصرون الواقع رغم توافر الحقائق جلية وواضحة والمؤسف أن المعلومات كانت متوافرة وواضحة ولكن استخدام المعلومات لم يتم بالشكل الموضوعي وتم استخدامه نكاية في بعض الأنظمة، دون النظر لما يحدث من أضرار للمجتمعات.
وأعلن الدكتور أحمد يوسف، المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، في نهاية الندوة، إن هناك ندوة أخرى ستقام يوم 22 نوفمبر القادم، داخل المدرسة العسكرية بفرنسا طوال اليوم، حول موضوع مقاومة الإرهاب، وستكون بحضور الدكتور عبد الرحيم علي، وباحثين من القاهرة ومسئولين سابقين في المخابرات الفرنسية والسويسرية، لمناقشة الجانب اللاستخباراتي والعسكري في مواجهة الإرهاب، مختتما كلامه بدعوة الحضور إلى هذه الندوة، ومشيرا أن مركز الدراسات الشرق الأوسط بفرنسا سيقدم ندوات أخرى حول ظاهرة الإرهاب خلال الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة