سخر الأب حياته كلها لأولاده، يعمل طوال الوقت لجمع المال لتلبية مطالب بناته الخمس وولديه الاثنين، حتى بدأ الشباب يطرقوا باب بيته للزواج من بناته، فوجد نفسه عاجزاً عن تجهيزهن، ليلجأ للاقتراض ويعجز عن السداد، ويجد نفسه خلف أسوار السجون.
"جلال.ع" مواطن فى العقد الخامس من العمر، يعيش فى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، تزوج من جارته وأنجب منها 7 أولاد بينهم 5 بنات.
ويقول الأب لـ"اليوم السابع"، عشت حياة كلها كفاح من أجل توفير حياة كريمة لأولادى وبناتى الخمس، كنت أعمل طوال اليوم، بحثاً عن المال، وأفكر باستمرار فى كيفية تجهيز البنات عندما اقترب عمرهن من الزواج، و"اللى رايح أكتر من اللى جاى".
ويضيف الأب، أسمر الملامح، مرت السنوات سريعاً، وفوجئت بالشباب يطرقون الباب رغبة فى الارتباط من بناتي، ووقفت عاجزاً عن تجهيزهن، حتى بدأت أقترض الأموال، واضطر للتوقيع على إيصالات أمانة، وأجتهد فى سداد الديون، حتى وقفت 10 آلاف جنيه فى طريقى لم أستطع سدادها.
وتابع الأب، حاولت مع الدائن كثيراً أن يمهلنى بعض الوقت، لكنه أصر على المبلغ عندما حل موعد السداد، لأجد نفسى أمام حكم بالسجن 7 سنوات نتيجة عدة ايصالات أمانة.
"نعم دخلت السجن بسبب 10 الآف جنيه" ـ الأب يكمل قصته ـ ويقول ـ كان هدفى أن تعيش بناتى فى "تبات ونبات"، لكن ما باليد حيلة، فقد دخلت السجن، فى حين كانت رغبتى دخولهن عش الزوجية.
وأردف الأب، لم أفقد يوماً ثقتى فى الله، فقد كان لدى أمل فى الخروج مبكراً قبل قضاء العقوبة كاملة، وبالفعل لم يمضى سوى أشهر قليلة، حتى سدد صندوق "تحيا مصر" ديوني، وتم التصالح مع الدائن، لأحصل على عفو وأخرج لأولادى.
ويقول الأب، مهما قدمت من كلمات شكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، فلن أوفيه حقه، فقد أعادتنى للحياة مرة آخرى، وحافظ على نسيج ووحدة أسرة بأكملها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة