انفرد "اليوم السابع" بنشر تفاصيل طرح مخطوطة قرآنية فى مزاد علنى، أقيم 24 أكتوبر 2018، موضحا أن المخطوطة المعروضة للبيع هى جزء من مخطوطة قرآنية نفيسة، كتبت بقلم النسخ، ويعود تاريخها إلى عام (909هـ – 1503م).
وترجع القصة إلى الخبر الذى نشره اليوم السابع بتاريخ 15 أكتوبر الحالى، وعلى إثر ذلك قامت وزارة الثقافة المتمثلة فى دار الكتب والوثائق بمخاطبة الدار.
وبعد أيام قليلة أعلنت وزارة الثقافة، فى بيان رسمى، عن نجاحها فى وقف بيع مخطوطة قنصوه الغورى، فى لندن، بعدما انفرد "اليوم السابع" بنشر خبر حول قيام دار "سوثبى" للمزدات بطرحها للبيع، بمبلغ يقدر ما بين 7 إلى 10 آلاف جنيه استرلينى، وتعد هذه هى المرة الثانية التى تنجح فيها الوزارة فى وقف بيع مخطوطة أثرية تعود ملكيته لمصر، حيث سبق وأن نجحت فى استعادة مخطوطة "المختصر فى علم التاريخ" للكافيجى، وأيضا بعدما انفرد "اليوم السابع بنشر تفاصيل بيعها بالمزاد.
ولمعرفة تفاصيل المخطوطة تواصلنا مع مصطفى عبد السميع محمد سلامة، مدير عام الإدارة العامة للبرديات والمخطوطات والمسكوكات بدار الكتب المصرية، ليشرح لنا تفاصيله وأهميته.
وكشف مدير عام الإدارة العامة للبرديات والمخطوطات والمسكوكات بدار الكتب المصرية تفاصيل تلك المخطوطة، قائلا: تتصف تلك المخطوة بأنها الجزء الرابع من ربعة السلطان الأشرف أبى النصر قنصوه الغورى، تحت رقم حفظ [عمومى 19214]، وعدد أوراقها 28 ورقة، بالإضافة إلى طيارتين، تبدأ الربعة بالآية رقم 93 من سورة آل عمران (كُلُّ الطعامِ كان حِلاًّ لبنى إسرائيل...) وتنتهى بالآية رقم 23 من سورة النساء (حُرِّمَتْ عليكم أمهاتُكم...)، وكتبت بخط النسخ، وفواصل الأرباع كتبت بخط ثلث مائل فى طرة الربعة بعيدًا عن النص، ومسطرتها 7 أسطر، وفواصل الآيات حددت بالذهب، وكذلك الصفحتان الأوليان منها مزينة بالذهب، وهى مجدولة بالمداد الأحمر، وجلدها عتيق ينتمى إلى العصر المملوكى، كما أنها محضرة من مسجد الغورى وأضيفت إلى رصيد دار الكتب فى نوفمبر 1884م، ومثبتة فى فهارس الكتبخانة الخديوية ج1ص76،75.
وأوضح مصطفى عبد السميع أن هذا الجزء يستمد من تلك الربعة أهميته من انتسابه للفترة المملوكية، تلك الفترة التى بدأت بمنتصف القرن السابع الهجرى 648هـ، وانتهت فى الربع الأول من القرن الهجرى العاشر 923هـ، وهذه الفترة ازدهرت فيها كتابة المصاحف ازدهارًا فاق كل ازدهار، وتميزت مصاحف هذه الفترة بخطوطها المنسوبة والاهتمام بخط المحقق اهتماما بالغًا، والابتكار فى تجليد المصاحف والمخطوطات وتزهيبها، والوصول بالمصاحف والمخطوطات إلى مراحل لم تصل إليها من قبل.
وتابع مصطفى عبد السميع: "كما تستمد أهميتها أيضًا من نسبتها إلى الملك الأشرف أبى النصر قنصوه الغورى آخر سلاطين المماليك، الذى اهتم بالعمارة وبإنشاء المدارس والمساجد، حيث وقف هذه الربعة على مدرسته الكائنة بآخر شارع المعز لدين الله الفاطمى، ثم أحضرت من المسجد إلى دار الكتب المصرية سنة 1884م.