نظمت سفارة مصر بالرباط مساء السبت ندوة بالمكتبة الوطنية بالرباط لعرض كتاب: "بنات النيل.. نساء مصريات غيرن عالمهن"؛ الذى يستعرض قصص نجاح شخصيات مصرية نسائية بارزة حققن نجاحا دوليا؛ وذلك بحضور سفير مصر بالمغرب أشرف إبراهيم؛ وعدد من المشاركات فى إعداد الكتاب؛ إضافة إلى عدد من المثقفين والمهتمين بقضايا المرأة فى المغرب.
وأكد سفير مصر بالرباط أشرف إبراهيم؛ فى كلمة له؛ أن الندوة هى جزء من جهود متواصلة تهدف إلى تعزيز دور المرأة كشريك أساسى فى التنمية؛ وكسر الصورة النمطية حول المرأة المصرية من خلال نشر الوعى بالرائدات المصريات اللاتى حققن نجاحا دوليا بارزا؛ وتقديم نماذج إيجابية للأجيال الجديدة لحثهم على مواصلة الجهود لتحقيق أهدافهم والتغلب على العقبات التى قد تواجههم.
وأضاف السفير أشرف إبراهيم أن الندوة تسعى إلى تسليط الضوء على التجارب الناجحة للمرأة المصرية التى أغفلتها وسائل الإعلام؛ حيث يتناول تجربة ثمانية وثلاثين من النساء الرائدات اللاتى حققن إنجازات فى مختلف المهن والمجالات؛ وتعكس تجربتهن العديد من الدروس المستفادة والتفاصيل المثيرة للاهتمام والأحداث التاريخية فى مصر وأجزاء أخرى من العالم منهم؛ د. هالة السعيد؛ وزيرة التخطيط فى مصر؛ وسحر السلاب الحاصلة على لقب "الأقوى تأثيرًا" على مستوى الشرق الأوسط وفقًا لمجلة "أرابيان بيزنس"؛ وسونيا أبادير رمزى الخبير بمنظمة اليونسكو.
و د. نيرة أمين التى شغلت العديد من المناصب القيادية بمجال البنوك فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ والمهندسة مديحة المهيلمى قطب الخبيرة فى الطاقة النووية بكندا؛ ود. منى مكرم عبيد والتى عملت كخبيرة بالبنك الدولى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سابقاً؛ وعزة فهمى خبيرة ومصممة المجوهرات العالمية، ود. سهير قنصوه؛ المستشارة فى التخطيط الإنمائى بالأمم المتحدة؛ ود. سامية سبنسر، صاحبة الفكرة ومحررة الكتاب؛ وتعمل كأستاذة للغة الفرنسية بجامعة أوبرن بولاية ألاباما الأمريكية.
وقالت د. سامية سبنسر أن فكرة الكتاب فرضت نفسها بعد أن أساءتها الصورة النمطية التى يروجها الإعلام الغربى عن المرأة المصرية سواء بقصد أو بدون قصد؛ وهى صورة غير صحيحة؛ وأنها فكرت فى إعداد الكتاب باللغة الإنجليزية لمواجهة ذلك؛ مشيرة إلى أن أول ثلاث عميدات لكليات الهندسة فى الولايات المتحده وكندا كانوا مصريات؛ وأول مرأة متخصصة فى العلوم الجوية والفضائية فى الولايات المتحدة كانت مصرية.
وتناولت المهندسة مديحة قطب، تجربتها وحصولها على شهادة فى الهندسة الميكانيكية وهندسة المواد من مصر، وعملها فى حكومة كيبيك بكندا كمفتشة للهندسة الميكانيكية فى مجال مراجل الضغط؛ وهو مجال لم تعمل به النساء هناك من قبل؛ وكانت تتنقل أيضًا للعمل بالولايات المتحدة؛ إلى أن انتخبت كرئيسة لجمعية الهندسة الميكانيكية بالولايات المتحدة عام 2012 كأول امرأة غير أمريكية فى هذا المنصب؛ ورابع امرأة فى تاريخ هذه الجمعية؛ وبعد التقاعد من عملها فى الحكومة الكندية أسست شركة وتعمل حاليًا كاستشارية لإحدى الشركات المصرية التى تتعامل مع محطة الضبعة النووية فى مصر.
وقالت مصممة الأزياء الشهيرة عزة فهمى انها التحقت بعد انتهائها من دراستها الجامعية بوظيفة حكومية لم تحقق أحلامها؛ وجذبها العمل فى مجال تصميم المشغولات والحلي؛ وبدأت فى تعلم المهنة على يد صائغ فى منطقة خان الخليلى الشهيرة وسط القاهرة؛ رغم صعوبة ذلك فى ذلك الوقت نظرا لعدم تعود المجتمع على عمل المرأة فى هذا المجال؛ والتحقت بعدها للدراسة فى بريطانيا؛ حيث استطاعت أن تؤسس لمدرسة خاصة فى هذا المجال تستوحى الهوية المصرية والفرعونية خصوصا فى التصميم؛ حققت من خلالها النجاح داخل وخارج مصر.
وأجمع الحاضرون بالندوة على أهمية تعميم تلك التجربة فى البلاد العربية الأخرى؛ ومنها دول المغرب العربي؛ لتبادل التجارب والخبرات فى مجال تمكين المرأة ودورها الهام كشريك رئيسى قى التنمية؛ وإلقاء الضوء على كيفية مواجهة التحديات التى تواجهها المرأة العربية والتى يرتبط بعضها بالصورة النمطية السائدة عنها؛ وأهمية دور وسائل الاعلام والمؤسسات الثقافية فى التعريف بالتجارب النسائية العربية الناجحة والجادة فى المجتمع لكسر الصورة السلبية التى تعد جزء من الثقافة الاستهلاكية وغير الجادة بالمجتمع العربي؛ اضافة إلى اعطاء المثل والحافز للنشء من خلال تقديم نماذج إيجابية للأجيال الجديدة لحثهم على مواصلة الجهود لتحقيق أهدافهم والتغلب على الصعوبات؛ وهو ما يعزز دور المرأة العربية فى نهوض مجتمعها وتقدمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة