ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن التعاون الصينى- المصرى فى مجال الطاقة الكهربائية شهد تطورات مرموقة فى السنوات الأخيرة، وأن الشركات الصينية تتطلع إلى رفع مستوى التعاون الثنائى فى هذا القطاع إلى نطاق أوسع، مع تعزيز البنية التحتية الكهربائية وتطوير التقنيات ذات الصلة فى إطار مبادرة "الحزام والطريق".
وقالت الوكالة، فى تقرير لها، " إن نائب الرئيس الصينى "وانج تشى شان" اتفق مع الجانب المصرى خلال زيارته لمصر فى الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجارى على زيادة تعزيز التعاون التنموى بين البلدين، وأبدى استعداد الصين لتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار فى مصر.
وأضافت أن مصر تزخر بقدر وفير من موارد الطاقات المتجددة، مثل: الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الحيوية، كما تحتاج الدولة إلى كم كبير من الاستثمارات فى مجال الطاقة المتجددة، حيث أنه وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إرينا)، تتمتع مصر بإمكانات هائلة تستطيع معها توليد نحو 53% من استهلاكها من الطاقة الكهربائية من موارد متجددة بحلول عام 2030، غير أن هذه الأهداف تتطلب زيادة الاستثمارات فى قطاع الطاقة المتجددة من 5ر2 مليار دولار سنويا حاليا إلى 5ر6 مليار دولار كل عام.
وتمتاز الشركات الكهربائية الصينية بإمكانات ناضجة وقوية فى قدرة التركيب الإنتاجى وأجهزة المعدات المتعلقة مع الكهرباء، علاوة على قدراتها الاستثمارية الكبيرة، وتعد هذه الشركات نشيطة وحيوية فى الخروج إلى الأسواق الدولية والقيام باستثمارات وتعاون ثنائى مع شركائها المحليين فى مصر والقارة الأفريقية وغيرهما.
وذكرت شركة الشبكة الوطنية الصينية للكهرباء أن أعمال البنية التحتية لمشروعات الطاقة الكهربائية أصبحت أحد أنشط مجالات التعاون بين الصين والدول الأخرى فى إطار مبادرة "الحزام والطريق".
وفى عام 2017، تم إنجاز مشروع "يى يى تى سي" لتوصيل الكهرباء عبر شبكات كهربائية رئيسية بجهد 500 كيلوفولت فى مصر، ليصبح مشروعا نموذجيا مهما للتعاون الإنتاجى بين الصين ومصر.
وفى سبتمبر عام 2018، فازت مجموعة شركات صينية متخصصة فى تصنيع معدات توليد الطاقة رسميا بعقد الهندسة والمشتريات والبناء لمحطة للطاقة الكهربائية فى مصر، ومن المرتقب أن تنفذ هذه المجموعة -مشكّلة من شركتى (دونغ فانغ) و(شانغهاى إلكتريك)- هذه المحطة الأولى فى مصر التى تعمل بالفحم النظيف والأكبر فى الشرق الأوسط، باستثمارات تبلغ حوالى 4ر4 مليار دولار.
ومن المقرر أن يستغرق تنفيذ محطة الحمراوين حوالى ست سنوات، وتتكون من ست وحدات تعمل بتكنولوجيا "الضغوط فوق الحرجة"، وهى أفضل تكنولوجيا متاحة حاليا، وذلك لإنتاج 6000 ميجاوات.
كما أعلنت شركة (سينوهايدرو) الصينية عن تنفيذ مشروع إنشاء محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة فى محافظة السويس شرق القاهرة، وستقوم المحطة على استخدام المياه المعالجة من الصرف الصحى معالجة ثلاثية عند توفر الطاقة المولدة من الشمس والرياح لتنتج 2400 ميجاوات من خلال 8 وحدات وبتكلفة 6ر2 مليار دولار.
وفيما يتعلق بمستقبل التعاون الكهربائى بين الجانبين، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة (واشين) المتخصصة فى أجهزة قياس الطاقة وإدارة كفاءتها "تيان تشونغ بينغ" أن الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة قادرة على تغطية نطاق أوسع من المستخدمين وبتكلفة أقل، مشيرا إلى أن استخدام القياس الذكى لشبكات الكهرباء يساعد على تخزين الطاقة واستخدامها بشكل أكثر فعالية.
ودخلت مجموعة واشين السوق المصرية منذ عام 2001، وسلمت 4 ملايين عداد كهرباء إلى المستهلكين المصريين حتى عام 2017.
ويؤكد بينغ أن تطوير منصة جديدة وبرنامجا جديدا لإدارة الطاقة بأسلوب ذكى أمر ضرورى فى السنوات المقبلة، لافتا إلى أن ذلك سيساعد على تعزيز فعالية استغلال الطاقة المتجددة والتحفيز نحو استخدام أجهزة أذكى وأنظف.
وسعيا للاستفادة المثلى من الموارد الغنية وجذب استثمارات أكثر، اقترحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إرينا) على صناع السياسات المصريين القيام بتقييم دورى لاستراتيجية الطاقة على المدى الطويل، بهدف مواكبتها للتقدم السريع فى تقنية الطاقة المتجددة وتخفيض تكاليف توليد الطاقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة