"نفسى فى طرف صناعى عشان أبويا يطلع يجيب لنا أكل"، مهما تكالبت الكلمات، ستعجز عن وصف هذه الجملة التى قالها الطفل سيف الذى لم يكمل عامه السابع المقيم محافظة الشرقية، وهو فى حزن وكسر بعدما حرمه القدر من قدمه فى حادث مأساوى، وإحساسه بالذنب بسبب تفرغ والده وتركه لعمله باليومية من أجل رعايته هو وأشقاؤه المحرمون من حنان الأم.
عم خالد عبدالحفيظ 40 سنة من عزبة الحجازية قربة منشاة أبو عمر مركز الحسينية بالشرقية، عامل بسيط، لكنه ليس برجل عادى، بالرغم من ظروفه الصعبة، إلا أنه رفض أن تشرد أسرته وشقى على رعايته أطفاله، فهو يبدأ يومه من طلع الشمس فى البحث عن الخردة التى يجمعها القرى المختلفة ليعود مع غروب الشمس، بالقليل من الجنيهات، فى انتظار أطفال الثلاثة مؤمن أولى أعدادى وإبراهيم الصف الخامس الابتدائى وسيف الثانى الابتدائى، وليقوم بدور الأم التى انفصلت عنهم منذ 7 سنوات وتركتهم أطفالا أصغرهم لم يكمل شهره السادس وقتها.
ويقول الأب لـ"اليوم السابع"، بعد شقى طول اليوم فى درجات حرارة حارقة، أعود إلى البيت لتولى شئون المنزل، فانا من يقوم بالطبخ لهم الطعام الذى رزقه الله يوميا، وأغسل الملابس والأوانى بعد الأكل وأرتب المنزل، كما أن دورى ليس هذا فقط، ولكن احرص على الاهتمام بمذاكرتهم ومدرستهم رغم أنى غير متعلم، فحلمى كان فى تعليمهم وان يصبح لهم مستقبل غير والدهم خاصة سيف فهو طفل طيب وذكى وحرم من حنان والدته.
و يضيف فى يوم 12 سبتمبر الماضى، تلقيت اتصالا " الحق سيف بيموت "، هرعت عليه وجدته غارقا فى دمه بسبب صدمته سيارة نصف نقل، وتم نقله من مستشفى الحسينية إلى الزقازيق الجامعى، وظلت شهر فى دوامة مرافق له فى المستشفى تاركا عملى لرعايته، حيث دخل العمليات ثلاث مرات الأولى تم البتر اعلى الركبة، هو طفل صغير لا يستطع أن يتولى شئونه، فظلت لرعايته.
ويكمل الأب المكلوم وهو تزرف الدموع من عينه "والله راضى بالمقسوم، والحمد لله مش نفسى فى حاجة، راضى بكل حاجة، بس كل المشكلة ثمن طرف صناعى مقدرش عليه، مشيرا أنه فور مخاطبة الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة بحالته وفر لنا كرسى متحركا، مشيرا أن الطرف الصناعى للتأمين الصحى يكون ثقيلا جدا لا يتحمله جسد نجله النحيل، للتواصل مع الحالة تليفون 01225628648.
عم خالد و نجلة سيف
عم خالد و اطفالة
خالد الاب الشجاع في منزلة المتواضع