عاد الإرهاب الأسود ليضرب العاصمة التونسية من جديد بعد استقرار دام لأشهر طويلة، وقالت وزارة الداخلية التونسية إن انتحارية فجرت نفسها بالقرب من سيارات للشرطة فى قلب العاصمة تونس، ما أسفر عن وقوع 9 جرحى بينهم 8 من رجال الأمن المنتشرين فى شارع الحبيب بورقيبة.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية التونسية سفيان الزعق إن فتاة تونسية تبلغ من العمر 30 عاما فجرت نفسها فى سيارة للشرطة فى شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، مؤكدا أن الهجوم الإرهابى لم يسفر عن أى خسائر فى الأرواح.
وأضاف أن التفجير أسفر عن مقتل الانتحارية وإصابة 9 بجروح لم تحدد بعد درجة خطورتها، بينهم 8 من عناصر الشرطة التونسية.
وأبرزت مقاطع مصورة جثة منفذة التفجير وهى ملقاة وسط شارع الذى تطوقه الشرطة التونسية، ولم تعلن أى جهة حتى الآن تبنيها للعملية الإرهابية.
وقالت تقارير إعلامية تونسية المرأة التى فجرت نفسها تبلغ من العمر 30 سنة وغير معروفة لدى القوات الأمنية ولم يسبق ملاحظة الاشتباه فى انتمائها لأى تنظيم إرهابى.
وطوق الأمن التونسى شارع الحبيب بورقيبة أبرز الشوارع الرئيسية فى العاصمة تونس حيث منع المواطنين من الاقتراب من المكان ويحاول تفريق الجموع الذين احتشدوا على مقربة من موقع التفجير.
ويعد هذا أول تفجير تشهده العاصمة التونسية منذ التفجير الانتحارى فى 24 نوفمبر 2015 والذى استهدف حافلة للأمن الرئاسى، وأوقع 12 قتيلا فى صفوفهم بجانب مقتل منفذ الهجوم، وقد شهد نفس العام هجومين كبيرين على متحف باردو وفندق بمدينة سوسة خلاف 59 قتيلا من السياح. وتفرض تونس منذ ذلك الحين حالة الطوارئ فى البلاد ويجري تمديدها باستمرار.
بدوره أدان مجلس وزراء الداخلية العرب التفجير الانتحارى الذي وقع، الإثنين، بتونس وأسفر عن إصابة 9 أشخاص، من بينهم 8 رجال شرطة، واصفة الحادث بـ" الإرهابى المقيت".
وقال مجلس الداخلية العرب، في بيان: "ندين بكل حزم هذا العمل الإرهابي المقيت"، معلنا تضامنه التام ووقوفه الكامل إلى جانب تونس في مواجهة التطرف والإرهاب، وأنه على ثقة بأن هذه العملية الغادرة التي تكشف الوجه البشع للإرهاب لن تزيد الشعب التونسي إلا تضامنا وتلاحما مع أجهزة الأمن في مواجهة الإرهاب والإجرام، لتعزيز مناخ الأمن والاستقرار بما يخدم التنمية والازدهار".
ونجحت تونس فى محاصرة الجماعات الإرهابية التى سعت لاجتياح البلاد بعد الثورة والاستفادة من المناخ السياسى الهش فى بسط سيطرتها بالقوة، وكشفت الطريقة التى تم من خلالها تصفية أحد العناصر المسلحة المتورّطة فى عمليات إرهابية عن حقيقة لافتة هى أن الشرطة التونسية نجحت فى اختراق وتفكيك عدة جماعات إرهابية.
وتراجعت الهجمات الإرهابية فى تونس بسبب العمليات النوعية لقوات الأمن، فضلا عن أن العناصر المتشددة خسرت فى السنوات الثلاث الأخيرة ليبيا باعتبارها إحدى أهم الجهات التى تحصل منها على الأسلحة والدعم المالى، والمقاتلين الذين يتم إرسالهم إلى هناك ليتدربوا على الأسلحة ليذهبوا إلى سوريا أو يعودوا إلى تونس.
وقد ساهم الاستقرار السياسى فى تونس بعد انتخابات 2014 على تقوية التنسيق الأمنى مع الجزائر التى تمتلك خبرات واسعة فى التعاطى مع الجماعات الإرهابية، وفقدت الجماعات المتطرفة الإمكانيات التسليحية والمالية المعهودة التى أرعبت بها السكان المحيطين بالجبال، وأغرت البعض منهم للتعاون معها.
وشدد مراقبون على ضرورة المعالجة الأمنية لمحاصرة الجماعات الإرهابية لكونها تمنع تلك التنظيمات من تنفيذ عمليات تهدد الأمن والاستقرار، كما أنها تقدم صورة دقيقة للسلطة السياسية عن حجم أى جماعة أو تنظيم، وخططه، والجهاز السرى الذى يمتلكه، بما فى ذلك الخطط الفكرية والسياسية والمالية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة