من الكتب المهمة التى تكشف أزمانا إسلامية كتاب "الحجة والدليل فى نصر الدين الذليل" ليهودا بن شموئيل هليفى، والذى ترجمته ليلى إبراهيم أبو المجد، عن المركز القومى للترجمة.
والكتاب يحمل بین دفتیه العديد من السمات التى تمیز الفكر الیھودى عبر العصور، وعلى رأسھا الثنائیة أو الازدواجیة، وتتمثل ھذه الثنائیة فى وجود عنوانین لھذا الكتاب، الأول: "خوزرى" والثانى "الحجة والدلیل فى نصر الدين الذلیل".
السمة الثانیة: أن ھذا الكتاب يظھر غیر ما يبطن، فیظھر من عنوانه أن ھدفه نصرة الدين الیھودى، فى حین يبطن تمردا على الیھودية وكفرا بھا، وقد أخفى المؤلف تمرده وأظھر بدلا منه تعصبا مرضیا بسبب الظروف السیاسیة والاجتماعیة والدينیة التى مرت بالأندلس وبالعالم أسره فى ذلك العصر.
فالكتاب لا يقدم حججا أو أدلة بقدر ما ينضح عنصرية وتعصبا لشعب إسرائیل وأرض إسرائیل وإله إسرائیل؛ لذلك استغلت الحركة الصھیونیة إنتاج يھودا اللاوى فى الدعاية للفكر الصھیونى وفى الترويج للھجرة إلى فلسطین، ولقب اللاوى بشاعر صھیون، وزعموا أنه نبى الصھیونیة، وأول من دعا إلى الھجرة إلى فلسطین.
ويحتل ھذا الكتاب مركز الصدراة فى الفكر الیھودى فى العصر الحديث، ويتم تقديمه على أنه يعلى من شأن الیھودية ويرفعھا على الملل الأخرى، بل وعلى الفلسفة والعقل، فى حین فرض الحظر على كتاب دلالة الحائرين لموسى بن میمون، وظل حتى وقت قريب ضمن الكتب المائة المحظورة نشرھا وتداولھا؛ لأنه يغلب العقل على الشريعة.
يهوذا بن شموئيل اللاوى الأندلسى حاخام ولد عام 1075 وتوفى عام 1141م، اشتهر باسم أبو الحسن يهوذا اللاوى، أو يهوذا هاليفى، طبيب وفيلسوف وشاعر يهودى أندلسى.
تتلمذ هليفى على يد أبى هارون موسى بن يعقوب بن عزرا وعلى يد إسحاق الفاسي. ودرس الأدب العربى والعلوم والطب والفلسفة اليونانية التي كانت متوفرة باللغة العربية، فلمع اسمه في الطب وهو لا يزال شابا.