حقق قادة الفصائل السورية المسلحة ثروات طائلة خلال فترة تواجدهم فى المدن والبلدات السورية، وذلك من خلال الجباية التى فرضتها تلك الفصائل على المدنيين السوريين ومصادرة أملاك البعض منهم، فضلا عن إبرام تلك الفصائل لصفقات مع بعض الأطراف المتصارعة فى سوريا مقابل الحصول على امتيازات مالية، وسئم المواطن السورى الأفعال التى تقوم بها قيادات المعارضة المسلحة منذ اندلاع الصراع المسلح فى سوريا نهاية عام 2011.
ومع تزايد المعاناة التى يعيشها الشعب السورى وخاصة فى الغوطة الشرقية مع تهجير السوريين إلى شمال البلاد، ظهر قائد جيش الإسلام "عصام البويضانى" فى تسجيل مصور وانتشار مجموعة من الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعى خلال رحلة ترفيهية إلى تركيا، ما أدى لاستفزاز السوريين الذين يقبعون فى مخيمات اللجوء.
وقالت تقارير إعلامية سورية، إن الزيارة التى قام بها قائد جيش الإسلام إلى تركيا جاءت للاستثمار فى تركيا برأس مال ضخم، وهو ما دفع أحد المسؤولين الأتراك لاستقبال قائد جيش الإسلام عصام بويضانى، وأظهرت بعض الصور عصام البويضانى خلال زيارته لتركيا وهو يقوم بجولات سياحية، ويمارس الرياضة مع مرافقيه.
وشن مواطنون سوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعى هجوما شرسا على قائد جيش الإسلام الذى حقق ثروة طائلة خلال فترة تواجده فى سوريا، مؤكدين أن قادة الفصائل السورية المسلحة وفى مقدمتهم البويضانى قد تحولوا إلى رجال أعمال أثرياء فى تركيا.
وأكدت التقارير السورية، أن عدد كبير من أهالى الغوطة الشرقية الذى قبلوا بالخروج بتوصية من قائد جيش الإسلام يعيشون ظروفا قاسية وصعبة، موضحين أن الصفقات التى أبرمها بعض قادة الفصائل للخروج من المدن السورية تم عبر الحصول على ملايين الدولارات.
وتم تعيين عصام بويضانى الملقب أبو همام، فى ديسمبر 2015 قائدا لفصيل جيش الإسلام خلفا للقيادى زهران علوش الذى لقى حتفه إثر غارة جوية، وبعدها قاد المعارك ضد الجيش السورى وطالب الأهالى أكثر مرة بعدم عقد التسويات مع الحكومة السورية، لكنه فى نهاية المطاف كان أول الخارجين بالحافلات الخضراء إلى الشمال ومنها إلى تركيا.
وكشف نشطاء سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعى تفاصيل استثمار قائد جيش الإسلام فى تركيا، موضحين أن عصام بويضانى تقدم بصفته رجل أعمال سورى إلى مجلس ولاية أنطاليا التركية لاستثمار أرض بقيمة 30 مليون دولار، وذلك بهدف إقامة مول تجارى ضخم تناهز تكلفته 70 مليون دولار، وإبلاغ مجلس الولاية رغبة وإلى أنطاليا فى لقاء المستثمر السورى.
وأعرب عدد من السوريين عن خيبة أملهم فى قائد جيش الإسلام وقيادات المعارضة السورية المسلحة التى تاجرت بدماء المدنيين السوريين، مطالبين تركيا بمصادرة كافة الأموال التى تمتلكها قيادات الفصائل المسلحة وتوزيعها على الأسر السورية الفقيرة التى تعيش فى المخيمات.
وقالت وسائل إعلام سورية، إن قائد جيش الإسلام استطاع إخراج أموال طائلة من الغوطة الشرقية، مؤكدين أن مصدرها الأساسى الدعم الخارجى الذى كانت تتلقاه الفصائل العسكرية فى سوريا من دول إقليمية وعربية.
فيما تداول نشطاء سوريون مقطع فيديو لقائد جيش الإسلام السورى المعارض عصام البويضانى، وهو يستجم فى تركيا، ويلهو مع بعض مرافقيه فى إحدى المدن السياحية التركية، ويظهر فى التسجيل البويضانى وهو يمارس الانزلاق على حبل، بين جبلين، بهدف الترفيه عن النفس والاستجمام، وهو ما أثار تعليقات ساخطة نالت من قائد جيش الإسلام، وجاء فى أحد التعليقات "أهلنا يموتون جوعا فى مخيمات العراء من البرد والجوع بينما القائد يستجم ويلهو ويعمل سياحة فى تركيا."
واستنكر عدد كبير من النشطاء السوريين المناصرين لجيش الإسلام السورى المعارض ما تقوم به قيادات التنظيم المسلح، منتقدين استفزاز قائد جيش الإسلام عصام بويضانى لمشاعر المهجرين والمنكوبين السوريين الذين يقيمون فى مخيمات اللجوء، ويعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة