بالرغم من أن محافظة أسيوط واحدة من المحافظات التى تختص بمميزات كثيرة كونها عاصمة الصعيد وبها جامعة عريقة وكبيرة، بالإضافة لوجود جامعة الازهر، فأنها أيضا واحده من المحافظات التى باركها الله برحلة العائلة المقدسة ، و الأمر لم يقتصر عند هذه المميزات فحسب، بل تعتبر محافظة أسيوط من أكثر المحافظات التى حازت على مكانة عالية فى التعليم، إذ أنه من الصعب ألا تجد فى أوائل الثانوية العامة ، من طالب الى ثلاثة من أبناء المحافظة
ومن هذه المدارس مدرسة السلام الحديثة، أوكلية الأمريكان سابقا حيث انشأها الأمريكان على الطراز الأمريكى منذ 1901 بعد ان كانت عبارة عن منزل بغرب البلد بدأت الدراسة فيه فى 5 مارس عام 1865 وبعدها شيدت كلية الامريكان على مساحة قدرها 24 فدان بجوار نهر النيل ، وبدأت الدراسة الفعلية فى هذا المكان عام 1909 وكان عدد التلاميذ وقتها 85 تلميذا
وكان الغرض من انشاء هذه الكلية هو التعلم والترقى بالافكار وبناء المعارف والعلوم وبث روح الفضائل والمبادىء القويمة ليحصل الشاب على ثقافة عملية وتربية اخلاقية فيتمكنون من ان يحيو حياة راقية جسديا وعقليا وروحيا وكانت الكلية تأمل من وراء ذلك أن تجعل الشباب المصرى مثقفا يسير فى طريق التمدن والتقدم المادى والأدبى ، وبالفعل حققت الكلية ما هدفت اليه ، وخلقت أجيالا من المصريين يتقنون اللغات الأجنبية ولا سيما اللغة الانجليزية مما أدى الى توليهم مناصب رفيعة فى كافة المصالح الحكومية والشركات والبنوك والسفارات مثل سفير الحبشة فى مصر وهو" جيراسى مبراتو" الذى تخرج من الكلية عام 1936 م ، وتضم الكلية العديد من المبانى النادرة والمتاحف ، ومنها متحف الاحياء وهو المتحف الوحيد على مستوى الجمهورية.
قالت إيمان زاهى ، مدير مدرسة السلام الحديثة كلية الامريكان سابقا ، إن المتحف تم بناؤه كمبنى ملحق بالكلية عام 1928 وهو مخصص لعلم الاحياء ويشتمل هذا البناء على متحف الأحياء بالطابق الثانى ويحتوى على أحجار ونماذج وعينات حيوانية نادرة محفوظة فى مادة الفورمالين، والمتحف مدرج على مستوى عال من التجهيز وقد أطلق عليه اسم الدكتور روبرت مكلانهن الذى رأس الكلية الفترة من 1909م – 1918م.
وأضافت زاهى، أن المتحف هو الوحيد من نوعه بالجمهورية الموجود داخل مدرسة والذى يضم العديد من المجسمات التشريحية وتماثيل الشمع والهياكل العظمية، بالإضافة الى شرح مفصل لانواع الكسور والجروح وطرق علاجها، كما يحتوى المتحف على أكثر من الفى قطعة من الأحجار الكريمة والصخور النادرة من جميع انحاء العالم ، مشيرة الى أن مبانى المتاحف بالمدرسة خاضعة لإشراف الآثار وتقتصر الزيارات للمتاحف على المدارس الأخرى من المحافظة أو المحافظات الاخري.
ومن جهته قال رأفت عسل ، رئيس قسم المعامل بالمدرسة والمسئول عن المتاحف، إن المتحف بمثابة موسوعة علمية وبحثية ، من نوع فريد وترجع محتوياته الى 100 عام تقريبا، ومن ضمن هذه المحتويات "جنين " عمره ستة اشهر محنط فى الفورمالين منذ 30 عام تقريبا، بالإضافة الى " مخ انسان " بشرى كامل، وكبد مصاب بالسرطان، وأنواع مختلفة من الثعابين محنطة فى الفومالين، وأسماك بحرية بانواع متعددة الى جانب هيكل عظمى لرجل ، وقواقع بحرية ومائية وشعب مرجانية ودورة حقيقة لدودة القز وإنتاج الحرير، وقلب ثور ، وحيوانات وطيور محنطة مر على تحنيطها اكثر من 80 عام، بالإضافة إلى نماذج متعددة ومختلفة لتماثيل الشمع تشرح أنواع الكسور والجروح وطرق علاجها بالإضافة الى لوحات زيتية لتشريح النباتات يعود عمرها لاكثر من 100 عام الا انها لا تزال محتفظة بشكلها الأصلى دون أى تغيير يذكر لذلك يعد المتحف تحفة فنية معمارية علمية من الطراز الأول ويصعب تكراره أو تكرار محتواه مرة ثانية.
متحف الأحياء بمدرسة السلام (52)
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد سالم
مفخرة
ليت كل المدارس مثلها