أصبح تشغيل أول مخبز فى صعيد مصر لإنتاج المخبوزات الخالية من " الجلاتين " والمخصص لمرضى حساسية القمح "السيلياك"، لخدمة المرضى داخل المستشفيات الجامعية وخارجها من أفراد المجتمع حديث الأوساط الطبية والتعليمية ، وخاصة أطباء الأطفال والمتخصصين فى علاج الحالات المصابة ببعض الأمراض المرتبطة بسوء التغذية ، "اليوم السابع " التقى الأستاذ الدكتور أسامة العشيرى ، صاحب الفكرة ، رئيس وحدة التغذية الإكلينيكية بمستشفى الأطفال الجامعى، والذى تعرض خلال حواره الى سوء التغذية وتأثيرها على نمو الأطفال والكبار ونسب الذكاء وكيف يؤثر سوء التغذية على الصحة العامة والتعرض لأمراض التقذم والسمنة وغيرها من الأمراض المرتبطة بسوء التغذية بعد أن أقلع الأطفال عن الغذاء الصحى بالمنازل وأقبلوا على شراء الكيك والشيبسى والمخبوزات التى تباع بالمحلات بالشوارع.
قال الدكتور العشيرى أن التغذية السليمة، والصحيحة للأطفال مهمة جدا سواء للطفل الصحيح أوالمريض وسوء التغذية وصلت فى مصر الى 10 % وفقا لاحصائيات الجهاز القومى للتعبئة، والإحصاء وحالات التقذم أيضا وصلت الى 30% نتيجة ضعف التغذية ، وكثرة استخدام الأطفال واعتمادهم على المأكولات الخارجية وتركهم التعذية الصحيحة ، أصابهم بالعديد من الأمراض والسمنة التى تعدت نسبة 50 %.
وأضاف العشيرى ، مشاكل التغذية أدت الى الحاجة الشديدة لوجود وحدات تغذية بجانب علاج الأطفال الذين يدخلون العناية المركزة ، أو بأى أمراض لها علاقة بالتغذية ونقصها لأن عدم وجود التغذية الصحية، والسليمة بجانب العلاج يؤدى الى زيادة معدل تواجد المريض فى المستشفى واقامته، ولن تتحسن حالته الصحية دون التغذية .
وأوضح ، رئيس وحدة التغذية الإكلينيكية بمستشفى الأطفال الجامعى، أن الفريق الطبى بدأ يصادف حالات حساسية الطعام ولم نكن نتخيل أن الموضوع بهذه الكثرة ومنها حساسية اللبن ، فقمنا بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة فى توفير الألبان الخاصة ، أما حالات حساسية القمح ، فبدأت تتزايد حيث أن مرض السيلياك أو حساسية القمح يعد من الأمراض المناعية والتى تتراوح نسبة حدوثها من 1-1.5% والذى يظهر لدى بعض الأشخاص المصابون بحساسية القمح فور تناولهم للطعام المحتوى على بروتين الجلوتين والذى يتواجد فى القمح ، مشيرا الى أن أعرض هذا المرض مختلفة منها على سبيل المثال ، إسهال مستمر للمريض لمدة عامين وتدهور فى الوزن وأنيميا مختلفة وبعض الزملاء من الأطباء كان لا يضع موضوع حساسية القمح فى الإعتبار ، ويبدأ الأطفال فى أخذ علاج بالشهور والسنين ولكن دون جدوى حتى بدأنا نلاحظ تحسن بعض الحالات التى اكتشفنا إصابتها بحساسية القمح ، بعد أن جاءت المستشفى فتاة عمرها 15 سنة وحالتها الصحية متدهوره وعظامها بها تقوس كبير ، وبدأنا فى عمل التحاليل اللازمة لها ومنها تحاليل حساسية القمح ففوجئنا بوجود حساسية شديدة فبدأنا منع أى أطعمة بالقمح ولاحظنا تحسن كبير خلال 6 شهور حتى أن وزنها اصبح 60 كيلو وبدأت تظهر عليها علامات البلوغ وتحسن شكل عظام الساقين تحسن واضح".
وقال العشيرى ، هؤلاء المرضى الذين يعانون من هذه الحساسية ، كانوا يذهبون لشراء الخبز الخالى من الجيلوتين والذى لا يوجد به قمح من القاهرة وكان غالى الثمن حيث أن الرغيف وصل الى 10 جنيه غير تكاليف السفر ولم يكن أمامهم سوى السفر لأنه لا بديل لأبنائهم عن هذه المخبوزات الخالية من القمح".
وأكمل العشيرى "توجهنا الى رئيس جامعة أسيوط وكان وقتها الأستاذ الدكتورأحمدعبده جعيص ، والأستاذ الدكتور أحمد المنشاوى ، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية ، والأستاذ الدكتور حسن عبد اللطيف ، نائب رئيس مجلس ادارة المستشفيات الجامعية وعرضنا عليهم الحالات، ورأوا كيف كانت الحالات قبل وبعد العلاج فأصر الدكتور حسن عبد اللطيف ،الذى كان يتابع الحالات على أن يكون هناك مساعدة لهذه الحالات".
وواصل حديثه قائلا "بدأنا فى توفير الإعتمادات المالية بالتنسيق بين الجامعة وجمعية انقاذ مرضى صعيد مصر ، وتحديد مكان المخبز بالجامعة وكان معانا خطوة بخطوة الاستاذ الدكتور محمد رشوان ،عميد معهد الإرشاد الزراعى و الأستاذ الدكتور حسام الدين عبد الرحمن ، عميد كلية الزراعة بأسيوط ، وأتممنا تجهيز المخبز وبدأنا فى التشغيل وذلك نظرا للحاجة الشديدة بالرغم من عدم الإفتتاح الرسمي ، حتى الآن وكنا نخصص الجمعة والسبت للإنتاج ولكن مع ضغط الناس بدأنا نعمل الأسبوع كله وقمنا بعمل عوازل شديدة جدا حتى يكون المنتج خال تماما من القمح ، ونظرا للحساسيات المختلفة حرصنا على أن يكون المنتج خالى من القمح والبيض واللبن بحيث يستخدم لكل مرضى أنواع الحساسية المتعلقة بالتغذية ونتمنى أن يكون هذا الأمر لوجه الله ولخدمة المرضى فى صعيد مصر".