"السعادة للبسطاء" شعار رفعه "عماد سعودى" أحد سكان قرية البراجيل التابعة لمركز أوسيم بمحافظة الجيزة، بداية من عام 2016، حيث قرر "سعودى" وزميله محمد أسامة العمل على تنظيم فعاليات هدفها الأول هو إسعاد أهالى البراجيل والتخفيف من متاعب الحياة.
ماراثون الحمير
"كنا بنفكر نعمل حاجة نفرح بيها الناس وفكرنا فى كذا حاجة زى ماراثون جرى وألعاب ترفيهية وشد الحبل لحد ما جاتلنا فكرة ماراثون الحمير"، هكذا تحدث "سعودى" و"أسامة" عن كيفية اختيارهما لتنظيم "ماراثون الحمير"، تلك الفكرة التى جاءتهم نتيجة كثرة الحمير واستخدامها داخل القرية لذا نالت استحسان الكثير الكثير من الأهالى والمنظمين.
ماراثون الحمير
20 متسابقاً وما لا يقل عن 500 مشجع شارك جميعهم فى فعاليات "ماراثون الحمير" للموسم الأول عام 2016، ويقول "سعودى": "عملنا جائزة موبايل وقتها، وده أدانا مصدقية إننا نعمل الموضوع ونكرره تانى"، تطوير الفكرة أصبح أكثر نضوجًا لديه حيث وضع أهداف أخرى للماراثون وأراد تطوير الفكرة بعد عامين.
ماراثون الحمير
نظم الماراثون للمرة الثانية هذا العام على مسافة 1500 متر وبأهداف ليست للسعادة فقط، ويقول فى حديثه لـ "اليوم السابع": "بدأنا نحط أهداف للموضوع ونوصل رسالة للمسئولين إننا نظهر مشكلة القمامة والطريق عند المجمع العمومى".
ماراثون الحمير
صعوبات تحدت "سعودى" ومن يساعده فى تنظيم الفاعلية للعام الثانى فى شراء الجوائز رغم محاولات عديدة وعبر عن ذلك قائلًا: "رحنا للكافيهات والمطاعم والماركت داخل القرية، علشان تمويل الفكرة، وبعد رفضهم رحنا لأستاذ أيمن صلاح، وتكفل بالدعم".
ماراثون الحمير
للحفاظ على الحمير وأصحابهم وضعت قوانين للماراثون تتضمن تواجد المتسابقين قبل الساعة 2 ظهرًا لتسجيل بياناتهم، وعدم استخدامهم للآلات الحادة أثناء الماراثون، وعدم الاحتكاك بأى متسابق داخل الماراثون، وارتداء الأحذية، وعدم الاشتراك بأى حمار به أمراض أو جروح، ويقول "سعودى": "من أكتر الحاجات الإيجابية إن الناس التزمت بالقواعد اللى حطيناها، وبقى عندهم وعى إننا نقدر نحل مشاكلنا من خلال الفعاليات اللى زى دى".
ماراثون الحمير
ويقول "أيمن صلاح"، الممول الرئيسى لفعاليات الماراثون هذا العام: "الفكرة محفزة جدًا، ده غير الجوائز اللى كانت موجودة والفائز الأول حصل على موبايل وكأس وتى شيرت وشوال أكل للحمار"، وعن دعمه المادى للحدث قال: "أنا كنت متخوف من الفكرة فى البداية لأنى بشتغل عمل سياسى وتابع لحزب وخوفت ده يأثر عليا فيما بعد، لكن فكرت بعد كدا فى الناس البسطاء اللى محدش فكر فيهم قبل كدا غير أستاذ عماد".
ماراثون الحمير
ويضيف "صلاح" أن الفكرة متواجدة فى العديد من الدول الأخرى سواء عربية أو أوروبية، وأضاف "فى وكالات أنباء عالمية كتير كتبت عننا وعن الفكرة وتنفيذها" ويرى أن ذلك له أثر إيجابى على السياحة المصرية وتنشيطها، ويحكى أن "البراجيل" ستكون بداية تنفيذ ماراثون الحمير فى جميع أنحاء مصر.
ماراثون الحمير
فى المرة الثانية لـ "ماراثون الحمير" شارك 35 متسابق، وما يقرب لـ 3000 مشجع من أهالى القرية، ويقول "محمد سيف الدين" مسئول التسويق إن الدعايا للماراثون كانت مطبوعة وإنه فضل أن تعتمد التصميمات على الصور بشكل أكبر لأن أغلب سكان المنطقة أميين، وتحدث عن ذلك قائلًا: "حبيت أوصلهم الفكرة ببساطة، لأن الناس هنا غلابة جدًا وبسطاء أوى".
ماراثون الحمير
أما محمد خالد الفائز بالمركز الأول فى ماراثون الحمير 2018 تحدث لـ "اليوم السابع" عن كيفية تعامله مع الحمار قائلًا: "بهتم أوى بالحمار بتاعى ومسميه شاكر، ومش بحب أضربه ولا أزعله".
ويحكى لنا صاحب الـ16 عامًا عن مشاركته بالماراثون: "صحابى قالولى على السباق، وأكلت الحمار وشربته وحميته قبل ما أروح" هكذا فعل "خالد" قبل ذهابه للماراثون ليكون أول من يتواجد استعدادًا لإنطلاق البداية، رغم أنه أصغر أشقائه إلا أنه الأكثر حبًا وقربًا للحمار الذى يسبقه بالسن كما يقول لنا عند سؤاله الحمار عنده كام سنة؟، ليرد حينها ويقول "أنا أتولدت لقيته، يعنى الحمار أكبر منى سنة".
ماراثون الحمير
ويضيف لنا ما يحدث بينه وبين "شاكر" (الحمار) ويقول "وأنا عندى 3 سنين بدأت أركبه واحميه وأجرى بيه فى الشارع، وصحابى لما كانوا بيقولولى يلا نجرى فى سباق كنت بجرى معاهم"، بينما يرى "خالد" أنه يشبه والده فى حبه للحمار، ويحكى أن والده يراه متخوفًا على "شاكر" بشدة.
ماراثون الحمير
شهرة كبيرة أكتسبها محمد بعد فوزه بالمركز الأول بماراثون الحمير لـ 2018، ويقول "بعد ما كسبت بقيت فرحان وبزود للحمار الأكل، والناس تشوفنى تقولى مبروك، واللى يقولى تبيعه بكام؟! وأقوله أبيعه ايه ياعم، والناس فرحانين أنى كسبت فى الشارع بتاعنا".
ماراثون الحمير
"خالد" لم يتوقع أنه سيصل لهذه المكانة لدى أهالى منطقته الذين ينظرون إليه دائمًا بعد فوزه أثناء مروره بشوارع قرية البراجيل: "اللى خلانى كسبت أنى مضربتش الحمار بتاعى زى ما الناس عملت، لأن الضرب ده بيخشن عضم الحمار وبيخليه زعلان، وانا دايمًاً بكلمه وبلف المساكة بتاعته فى الهوا ولما بيسمعها بيفهم إنى عايزه يجرى، وبيسمع كلامى".
ماراثون الحمير
ماراثون الحمير
الأستاذ أيمن صلاح ممول الماراثون
الأستاذ أيمن صلاح ممول الماراثون
محرر اليوم السابع مع الأستاذ أيمن صلاح
الأستاذ عماد سعودى صاحب فكرة ماراثون الحمير
محرر اليوم السابع مع الأستاذ عماد سعودى
محرر اليوم السابع مع الفائز بالمركز الأول محمد خالد
محمد خالد مع "شاكر"
محمد مع الحمار الفائز
الفائز بالمركز الأول فى ماراثون الحمير
محمد يحمل الكأس مع حماره
محمد خالد
محمد خالد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة