بمناسبة الذكرى الـ45 لنصر أكتوبر المجيد، رصد دعاة سلفيون أخطاء الإسلاميين إزاء رجل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، مؤكدين أن مشايخ كبار بالدعوة السلفية كفروا رجل الحرب والسلام واعتبروا "طاغية"، مشيرين إلى أن الدعوة السلفية بالإسكندرية وجماعة الإخوان ما هما إلا وجهان لعملة واحدة.
ومع تزامن احتفالات الدولة المصرية على المستوى الرسمى والشعبى، تداول سلفيون بحث بعنوان "الرئيس السادات.. وخوارج العصر!" للداعية السلفى أبو صهيب وليد بن سعد، قال فيه: "افترقت هذه الأمة إلى اثنتين وسبعين فرقة هالكة، وفرقة واحدة ناجية، وهذه الفرق الهالكة ضلت كل واحدة منها فى باب من أبوب الاعتقاد، وأغلبها ضلّ فى مسائل الإيمان، فرفعت الإيمان عن أقوام، ونسبت الكفر لأخريين، ورأت ما ليس بمكفر مكفراً، وتعد فرقة الخوارج من أخبث هذه الفرق، إذ أن النفسية الخارجية لا ترى معاصى ومخالفات الحكام إلا كفراً، ولهذا تستحل قتالهم.. فَيعُم الفساد وتضيع البلاد.. ويهلك العباد! ولعل الرئيس "محمد أنور السادات" ـ رحمه الله ـ من أشهر الأمثلة المعاصرة التى كفرها الخوارج ثم استحلوا دمه بعدها.
وأضاف: "وأشهر ما قام عليه بوق التكفير فى قصة السادات، هو عقده لصلح واتفاقية مع يهود، فعد القوم هذا الفعل من الكفر البواح، والردة الظاهرة، التى تستوجب إقامة الحد على فاعلها! مع أنه صح فى السنة الصحيحة أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عقد صلح الحديبية مع مشركى مكة، واتفق مع يهود على أمور، فلعلهم يكفرون النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذا الفعل.
وتابع: "ذهبوا إلى تكفير السادات أيضاً لكلمة خرجت منه فى أحد خطبه قال فيها: "لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين،" مضيفًا: "كان السادات يعلم أن الإخوان تعمل بنفس أصول الخمينى الشيعى الرافضى الخبيث".
وأضاف: "ومن نظر فى مقالات خوارج العصر فى هذه الحادثة "مقتل السادا" يجدها ممزوجة بالشماتة والفرح والتشفى!، كأنه حدث نصر للمسلمين والإسلام بمقتل الرجل! فقد بارك "محمود الصباغ" قتلة السادات، كما فى كتابه "حقيقة التنظيم الخاص" - والذى قدم له مصطفى مشهور - حيث قال: "فسلط عليه شباباً من شباب مصر، وأظلهم بظله فباغتوه فى وضح النهار، وفى أوج زينته وعزه يستعرض قواته المسلحة ولا يرى فيهم إلا عبيدًا له ينحنون بقوته وعظمته يشهدون وإذا بهم سادة يزفونه بالنار ويدفعون عن أنفسهم وصمة الذل والعر والشنار".
كما رصد الداعية السلفى، أقول قيادات الدعوة السلفية على الرئيس الراحل أنور السادات، مستشهدًا بما قال محمد إسماعيل المقدم أحد مؤسسى الدعوة السلفية إذ قال عن السادات: "فرعون حقير يرقد الآن فى مزبلة التاريخ وحسابه على الله".
وأشار الداعية السلفى أبو صهيب، إلى أن بحثه ليس الهدف منه الترقيع والتلميع للرئيس أنور السادات، ولكن الغرض منه هو أن فكر الخوارج لم يمت وما زال بيننا حيًا ينبض، يرتع فى عقول شباب تستحل دماء المسلمين وأعراضهم باسم الجهاد فى سبيل الله!، وتنشر الإفساد فى الأرض باسم الإصلاح ونصرة الدين! فتكون المحصلة النهائية لسعيهم هو رفعة أهل الكفران والأوثان، وقتل أهل التوحيد والإسلام.
وتابع: "أصحاب هذا الفكر المنحرف هم من محن المسلمين الحقيقية فى هذا العصر، ولهذا يتوجب على من استطاع رد شبهاتهم وتفنيد أباطيلهم أن يفعل ولا يتأخر، ومن استطاع كشف مخططاتهم التى سطروها فى ثنايا كتبهم فليفعل، وليعلم أن هذا جهاداً حقيقياً فى سبيل الله".
الإخوان والسلفيين وجهان لعملة واحدة
بدوره قال محمد بن عوض بن عبد الغنى المصرى الباحث فى جمعية أنصار السنة، إن الإخوان ودعوة السلفية بالإسكندرية وجهان لعملة واحدة.
وأضاف "عوض" مؤلف كتاب "الوجه الآخر لحزب النور"، الذى يرصد خلاله أكاذيب وادعاءات الحزب، وانتماءه زوراً للسلفية، كما وثق العديد من التناقضات التى وقع فيها قادة "النور"، فضلاً عن علاقتهم بجماعة الإخوان الإرهابية، بالإضافة إلى رصد جرائم التحريض على العنف التى وقع فيها الحزب ورموزه منذ نشأته وحتى الآن: "أن الجماعة الإسلامية عقدت اجتماعًا بالصعيد لقيادات الجماعة الإسلامية بالجامعات المصرية وحضره محمد إسماعيل المقدم عن إسكندرية، وطرح موضوع الخروج على السادات فرفض، وقال لابد من الرجوع للعلماء الكبار وانفض الاجتماع وفعلت الجماعة الإسلامية بالصعيد ما خططت له، وهذا ما ذكره الكثير ممن عاصر تلك الفترة".
السلفيون لا يؤمن بالوطن ولا يعترفون بنصر أكتوبر
بينما أنتقد الدكتور أسامة القوصى الداعية السلفى، جموع التيارات الإسلامية، مؤكدًا أنهم – أى الإسلاميين - لا يعترفون بنصر أكتوبر المجيد، التى تتزامن ذكراه الـ45.
وقال "القوصى"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "مشكلة هؤلاء الإسلاميين لا يعترفون بشىء اسمه الوطن سواء الإخوان أو المتسلفة، والوطن والمواطنة بالنسبة لهم ملغاة وليست موجودة لديهم على الإطلاق، ودائمًا يفكرون بالمشروع الإسلامى والذى تبين أنه سراب"، مضيفًا: "عندما وصل الإخوان للحكم تبين أنهم لا يملكون مشروعًا إسلاميًا سواء دينى أو دنيوى".
وتابع: "الإخوان والسلفيون لا يعترفون بنصر أكتوبر، ولذلك رأيناهم لا يقفون للسلام الوطنى"، مشيرًا إلى أن الإخوان بعد ثورة 30 يونيو خسروا التعاطف الشعبى، وتبين للجميع أنهم ليسوا صادقين عندما كانوا يرفعون شعار الإسلام هو الحل، ولكن تبين أن مشروعهم سراب يحمل خرابًا وحرائق وقتلاً".
وقال "القوصى"، الذى كان محسوبًا على السلفية المدخلية: "المتسلفون كالإخوان لا يعترفون بالوطن، والسلف الصالح برئ من هذا المنهج"، مؤكدًا أن جميع التيارات السلفية بشتى أنواعها لا يعترفون الانتماء بالوطن، إنما الانتماء عندهم الدين الذى يؤمنون به".
وتقيم الدولة المصرية على المستوى الرسمى والشعبى خلال الأيام الراهنة احتفاليات بمناسبة مرور 45 عامًا على ذكرى نصر أكتوبر المجيد.
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي نبيل
اللي مالوش خير في بلده مالوش خير في اي بلد
اي بلد ينشأ فيه الانسان ويحيا تحت سمائه ويتمتع بخيراته لابد ان يكون عنده وفاء لهذا البلد -- وهذا من صميم الدين فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله -- ربنا يجمع كلمة المسلمين على الحب ووحدة الصف