لا تقل الحرب الذى تخوضها مصر ضد الإرهاب فى سيناء، عن الحرب الذى خاضها المصريون منذ 45 عامًا واستطاعوا خلالها تحرير الأرض، وتحقيق نصرًا عظيمًا على الجيش الإسرائيلى، تلك الحرب الذى نزفت فيها دماء المصريين، ودفع خلالها العديد من أبنائنا البواسل أرواحهم فداءً للوطن.
وتزامنًا مع ذكرى حرب أكتوبر المجيد احتفل الطفل منير ابن الشهيد النقيب محمود يونس الذى استشهد فى مارس عام 2016 بكمين "الصفا" بمدينة العريش، بذكرى النصر مرتديًا الزى العسكرى للقوات المسلحة المصرية، هو وزملائه الأطفال داخل "حضانته" بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، وحرص خلال الاحتفال على رفع العلم المصرى.
وقال "منير يونس" والد الشهيد "محمود"، إن حفيده "منير" الذى سمى على اسمه، بدأ يدرك منذ صغره الدور البطولى الذى قدمه والده فداًء للوطن، ودائمًا ما يجلس معى من أجل أن أسرد له بطولات والده الشهيد، ودوره فى التصدى للعناصر الإرهابية التى حاولت اقتحام كمين "الصفا" حتى استشهد هو وزملائه فى ميدان المعركة.
وأوضح "يونس" فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن تكرار حديثه عن ابنه لحفيده، جعله يشعر بالفخر بأنه "ابن البطل"، ودائمًا ما يرغب فى زيارة قبر والده وتقبيل صورته التى وضعها على القبر ويقول لى "أبويا بطل"، ودائمًا ما يشعر بالضيق إذا ما حاول أحد أن يناديه بــ"اسم الدلع" الذى يطلقونه عليه فى المنزل "موني"، ويقول لهم أنا أسمى "منير محمود".
وأضاف "يونس"، أن ابنه توفى وحفيده ما زال فى عمر الـ8 أشهر، وقبل وفاته كان يحرص كل الحرص على قضاء أكثر الأوقات بصحبة ابنه، وكنت انتقده بسبب ذلك بسبب خوفى على الطفل فى ذلك السن الصغير من الخروج المتكرر من المنزل، ولكنه كان يقول لي "خليه معايا نفسى أشبع منه"، وكانه كان يشعر أنه سيفارقه قبل أن يراه يكبر أمام عينه.
فى 19 من مارس العام الماضى، كان "محمود" على موعد مع الشهادة، فأثناء تواجده بكمين "الصفا" بمدينة العريش والمكلف بقيادته، فوجئ بهجوم إرهابى شنه عشرات من العناصر الإرهابية المدججين بالأسلحة النارية الثقلية والخفيفة وسيارات الدفع الرباعى، بأمر "محمود"، قواته المكونة من 25 فرداً بالاصطفاف، واتخاذ مركزها تمهيداً لصد الهجوم، وفى تلك اللحظة أطلق العناصر الإرهابية قذيفة من "آر.بى.جى"، فانفجر الكمين وتساقط بجواره عدد من زملائه شهداء، لم يهرب من الميدان، وأقسم أن يقاتل حتى النهاية.
ظل محمود، وفق لرواية والده، يقاتل هو ومن تبقى معه من زملائه لمدة 45 دقيقة كاملة، تبادلوا خلالها إطلاق النيران مع العناصر الإرهابية، أسقط منهم الكثيرين، حتى تلقى رصاصة، فسقط على الأرض ممسكاً بسلاحه الذى ظل مرافقاً له طوال حياته، وحتى استشهاده، بعدها وصلت قوات الدعم وفرت العناصر الإرهابية من ميدان المعركة، وتم نقل جثمانه إلى مثواه الأخير يعانق تراب الأرض التى دافع عنها حتى استشهد.
منير يونس والد "محمود"، أكد حرص ابنه الدائم على خدمة وطنه، وعدم تأخره عن تلبية ندائه، مشيراً إلى أنه دائماً كان يتحدث معه عن التضحيات التى يبذلها الجنود والقوات فى سيناء من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وأنه كان متمسكاً لآخر لحظة فى حياته بالبقاء فى سيناء، ليكون فى الخطوط الأمامية للدفاع عن الوطن، ولم يلتفت إلى المحاولات المستمرة من جانب أفراد أسرته من أجل الخدمة فى إحدى المناطق بالقاهرة.
وكشف "يونس" فى حديثه لـ"اليوم السابع"، عن أنه التقى بأحد أفراد قوات الدعم التى توجهت عقب ضرب كمين الصفا، وأكد له أن ابنه ظل يقاتل ببسالة هو ومن معه من القوات، وتوفى وهو قابضا على سلاحه لم يتركه، وأنهم ظلوا لأكثر من 15 دقيقة يحاولون نزع السلاح من يده بعد استشهاده، مؤكداً أنه قدم أروع أمثلة للتضحية والبطولة.
الأطفال يحتفلون بذكرى النصر
الشهيد محمود منير مع والده فى مرحلة الطفولة
الشهيد محمود يونس
الطفل أمام أحد المدرعات الكرتونية
الطفل منير بصحبة جده
الطفل منير
منير أثناء احتفالا حضانته بذكرى نصر 6 أكتوبر
منير بجوار الدبابة الكرتونية
منير نجل الشهيد محمود يونس
منير يحي السلاح
منير يرفع علم مصر
منير يونس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة