ليلة من نار عاشها أهل محافظة الوادى الجديد، فلم يغمض لأحد جفن فى كل ربوع المحافظة، بعد أن تبدلت احتفالاتهم بالعيد القومى رقم 59 للمحافظة إلى بكاء وعويل وترقب وتكبيرات طوال ساعات الأزمة التى نتجت عن اشتعال حريق يعتبر هو الأكبر والأكثر فداحة فى تاريخ المحافظة، والذى نشب فى قرية الراشدة وامتد على مدار 16 ساعة متواصلة إلى حوالى 150 فدانا من مزارع النخيل وتسبب فى احتراق عدد من المنازل وإصابة حوالى 33 شخصا باختناقات وإصابات بسيطة.
وبدأ الحريق بنشوب النيران فى منطقة عين الرحمة بالقرية، والتى لم تكن النيران فيها تعرف عين الرحمة مطلقا حيث تزايدت سرعة الرياح بصورة رهيبة تسببت فى انتشار النيران فى كل أرجاء القرية فى غضون دقائق وامتدت بعد ذلك على مدار ساعات الليل حيث استغاث الاهالى بالمسئولين، وكانت الاستجابة هى الأسرع ومن اعلى قيادة فى الدولة عندما أعلنت رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء عن متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسى لأحداث الحريق وتم تشكيل غرف عمليات لحظية ترأسها اللواء محمد الزملوط واللواء محمد كال سالم مدير الأمن وكافة الأجهزة التنفيذية والأمنية وتمت إدارة الأزمة باقتدار، حيث تم الدفع بتعزيزات من القوات المسلحة بواقع 4 طائرات هليكوبتر و35 وحدة إطفاء من المحافظة والقرى التابعة لمركز الداخلة بجانب وحدات إطفاء داعمة من محافظة أسيوط حتى تمت السيطرة على الحريق فى تماما العاشرة والنصف من صياح اليوم السبت.
وتم تدشين مستشفى ميدانى فى موقع مدرسة الراشدة بعد أن اقتربت النيران بشدة من الوحدة الصحية التى تم اخلائها وتم الدفع بـ30 سيارة إطفاء من محافظتى أسيوط سوهاج للمشاركة فى جهود الإطفاء.
وقال الزملوط إن الحريق أسفر عن احتراق حوالى 100 فدان من الأراضى الزراعية، الذى بدأ على مساحة محدودة منذ عدة ساعات ومع تزايد سرعة الرياح وتغير اتجاهاتها أدى لانتشار الحريق على مساحات كبيرة متوغلة فى المناطق الزراعية واقتربت بشدة من المناطق السكنية وتم عمل حزام عازل بين الحرائق والمناطق السكنية حتى وصول الإمدادات للسيطرة على الحريق من الجو وفى العمق.
ورصدت عدسة "اليوم السابع" جانبا من حجم الخسائر الناتجه عن الحريق، التى تمثلت فى احتراق حوالى 100 فدان مزارع نخيل والمزروعة بأعداد كبيرة من أشجار النخيل جارى حصرها كما تسبب الحريق فى اشتعال عدة منازل متآخمة للحريق، التى قام ساكنيها بإخلائها فور وقوع الحريق وتمكنت، وحدات الدفاع المدنى من السيطرة عليها دون إصابات.
أعلن مرفق إسعاف الوادى الجديد عن ارتفاع حالات الاصابة بالاختناقات نتيجة تصاعد الأدخنة فى حريق الراشدة بالداخلة إلى 32 حالة بينهم العميد ضياء الدين محيى صالح 50 سنة، الذى تم إسعافه على الفور وعاد لمتابعة جهود الاطفاء كما تم نقل عدد من المصابين على مقر المستشفى الميدانى الذى تمت إقامته بمدرسة مجاورة للوحدة الصحية التى تعرضت لألسنة اللهب وجارى استكمال جهود الإطفاء لحين وصول الدعم من المحافظات المجاورة.
وتضمنت قائمة المصابين فى الحريق كلا من جبريل حنفى صالح 30 سنة ومصطفى رمضان محمد حروق بنسبة 5% فرد حماية مدنية وأسامة فهمى عباس 26 سنة جرح بالركبة اليمنى وأميرة أسامة سليمان 20 سنة اختناق ونورا سعد حمود 25 سنة اختناق وحليمة سعود عبد المجدى 45 سنة اختناق وغزالة دسوقى مشعال 60 سنة اختناق ونجاح عبد الجليل شحات 36 سنة اختناق ومحسن محمد عبد المحسن 35 سنة، جرح بالقدم وهاجر جبريل عبد الرحمن 9 سنوات اختناق ويونس احمد يحيى 7 شهور اختناق ورضوى يوسف حمدى 9 سنوات اختناق اختناق وسعد سبع مبارز 75 سنة اختناق ومحمد ابراهيم شندى 47 سنة فرد حماية مدنية اختناق وعبد الرحمن يوسف حمدى 42 سنة اختناق واحمد محمود حسن عمران 22 سنة اشتباه كسر فى الركبة اليمنى وعلى محمد اسماعيل فرد حماية مدنية اختناق وعبد الله شكرى مترى فرد حماية مدنية اختناق ومحمد مختار محمد جرح قطعى بالقدم وياسمين أحمد مجدى 24 سنة اختناق وزهراء فتحى كريم 12 سنة اختناق وأية يوسف سيد 20 سنة اختناق وياسمين هاشم احمد 20 سنة اختناق ومنصور محمد شحاتة 58 سنة اختناق.
وقرر اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد إلغاء الاحتفالات التى كان من المقرر أن تتم فعالياتها مساء اليوم ضمن احتفالات المحافظة بالعيد القومى وذلك نظرا لتعرض قرية الراشدة بالداخلة لحرق فى بعض الزراعات حيث توجه المحافظ على الفور إلى موقع الحريق للوقوف والمتابعة على أرض الواقع لعمليات الإطفاء والتبريد للحريق.
كما توجهت الدكتورة السيدة مشرف وكيل وزارة الصحة إلى موقع الحريق استجابة لاستغاثة اهالى قرية الراشدة وذلك للوقوف على سرعة استعدادات المستشفى العام بالداخلة لتلقى الحالات المصابة فى الحريق والتأكد من استيعاب سيارات الإسعاف لجميع الحالات.
وساهمت مديرية الشئون الصحية بمحافظة أسيوط بجهودها فى دعم الخدمات الطبية وتقديم الرعاية لأهالى قرية الراشدة التى تعرضت لحريق كبير استمر لمدة 14 ساعة وأسفر عن احتراق عشرات الأفدنة حيث اقامت الشئون الصحية بالمحافظة مستشفى ميدانى فى محيط الحريق وتم استقبال حوالى 33 حالة مصابة بالاختناق والإصابات البسيطة وتم إسعافها.
كما تم اخلاء الوحدة الصحية التى تعرضت للسنة النيران والأدخنة وتم نقل المعدات الطبية إلى مقر مدرسة الراشدة المتاخمة للوحدة الصحية.
وقالت الدكتور السيدة مشرف وكيل وزارة الصحة بالمحافظة فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع" أن الحريق لم يسفر عن اية حالات وفيات أو إصابات خطيرة وذلك بعد أن تم إنشاء جدار عازل بين المناطق السكنية والمزارع التى اشتعلت فيها النيران وكافح رجال الاطفاء ببسالة من أجل الحيلولة دون وصول النيران للمساكن.
وأكدت مشرف أن الحالة العامة مستقرة بعد أن تمت السيطرة على الحريق تماما بجهود القوات المسلحة ورجال الدفاع المدنى ومتابعة اللواء محمد الزملوط محافظ الاقليم وجميع المسئولين بالجهاز التنفيذى.
كما تصدر هاشتاج الوادى الجديد الذى أطلقة رواد التواصل الاجتماعى على موقع تويتر التريند على مدار ساعات الليل، وذلك بعد انتشار فيديوهات لأهالى القرية وهم يطلقون التكبيرات والدعوات والابتهال إلى الله أن يحفظهم وأبنائهم من هذا الحريق الهائل وهو ما تمت الاستجابة له فى ما يشبه المعجزة حيث لم تحترق المنازل المتآخمة للمزارع التى تفحمت تماما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة