قالت الهيئة العامة للاستعلامات، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قاد مصر خلال الفترة الرئاسية الأولى 2014-2018، استناداً لرؤية متكاملة انطلقت من ادارك الواقع القائم فى مصر فى بداية تلك الفترة، وما مرت به من أوضاع عصيبة أمنياً وسياسياً واقتصادياً، وما تعرضت له من ضغوط دولية هائلة تكالبت عليها من كل الاتجاهات.
وأضافت الهيئة العامة للاستعلامات أن هذه الرؤية شملت تحديد واضح للأولويات، بدءاً من تحقيق الأمن والاستقرار، واعادة التماسك للمجتمع المصرى، وتثبيت أركان الدولة، ثم البدء فى عملية إصلاح شاملة مع إعادة صياغة سياسة مصر الخارجية على نحو يستعيد لها مكانتها فى منظومة العلاقات الدولية بمستوياتها الاقليمية والعالمية.
فى ضوء هذه الحقيقة، بادرت الهيئة العامة للاستعلامات إلى توثيق وتحليل رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى السياسة الداخلية والخارجية لمصر خلال الفترة الرئاسية الأولى، وقدمت هذا التوثيق والتحليل فى (4) كتب حملت جميعها يحمل عنواناً ثابتاً هو مصر 2014 – 2018 ثم عناوين تحدد موضوع كل إصدار منها.
تثبيت أركان الدولة
الكتاب الأول جاء بعنوان: تثبيت اركان الدولة.. تحليل رؤية الرئيس السيسى والذى أكد على حقيقة إدراك الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه المسئولية فى يونيه 2014 على أن قضية تثبت أركان الدولة بكل مقوماتها السياسية والاقتصادية والأمنية وترسيخ وحماية مؤسسات الدولة والحفاظ عليها، تمثل محوراً مهما فى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى لقيادة مصر والعبور نحو إرساء أسس الاستقرار والإصلاح والتنمية.
وأكد الكتاب على أن مرتكزات المشروع الوطنى فى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى تشمل بناء الدولة المدنية الديمقراطية، وتثبيت أركانها وتنفيذ المشروعات الوطنية الاقتصادية الكبرى، وتحقيق التنمية والاستقرار، وهى المجالات التى شهدت خلال الفترة من 2014/2018 تحقيق انجازات كبرى تصب جميعها فى الوصول إلى الهدف الأشمل والأعم وهو الحفاظ على الدولة المصرية وتثبيت اركانها وإعادة الاستقرار إلى مؤسساتها بعد ما تعرضت له من مظاهر عدم استقرار منذ ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013.
وتضمن الكتاب عرضاً للمرتكزات ومقومات مفهوم الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها فى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكذلك تحديد ماهية الآليات والركائز التى اعتمد عليها الرئيس للحفاظ على الدولة المصرية، هذا بالإضافة إلى التعرف على ابرز ملامح ورؤى وإدراكات الرئيس بشأن هذه الآليات والركائز، فضلاً عن تسليط الضوء على ما ترتب على منح الأولوية لهدف الحفاظ على الدولة المصرية وتثبيت أركانها من نتائج ومنجزات على أرض الواقع.
ويتضمن كتاب هيئة الاستعلامات – إضافة إلى المقدمة والقراءة التحليلية الكمية، أربعة فصول رئيسية، الفصل الأول يرصد ويوثق المقومات الاقتصادية للحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت اركانها فى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى، من خلال ما صدر عن سيادته من تصريحات وخطب وكلمات وحوارات فى مناسبات متنوعة داخلية وخارجية خلال هذه الفترة، فيما يستعرض الفصل الثانى – بالرصد والتوثيق – المقومات السياسية للحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها فى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال هذه الفترة.
ويركز الفصل الثالث على المقومات الأمنية للحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت اركانها فى رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى عبر رصد توثيق ما صدر عن سيادته من تصريحات وخطب وكلمات وحوارات خلال الفترة المذكورة، وأخيراً يأتى الفصل الرابع والذى يتناول بالرصد والتوثيق أبعاد المقومات الاجتماعية للحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها فى رؤية الرئيس السيسى خلال هذه الفترة.
السيسى والعالم
الكتاب الثانى الذى اصدرته هيئة الاستعلامات حمل عنوان السيسى والعالم: تحليل زيارات الرئيس الخارجية ولقاءاته مع المسئولين الزائرين & وتضمن تحليلا للزيارات الخارجية التى قام بها الرئيس السيسى خلال الفترة الرئاسية الأولى، والتى بلغت 79 زيارة خارجية، وشملت 37 دولة جاء فى صدارتها المملكة العربية السعودية بعدد 10 زيارات، وقد احتلت الدائرة العربية مركز الصدارة فى زيارات الرئيس الخارجية بعدد (25) زيارة، بينما احتلت الدائرة الأفريقية المركز الثانى بعدد (19) زيارة، ويبرز الكتاب ان الرئيس السيسى شارك فى حوالى 28 مؤتمر قمة ومنتدى إقليمى ودولى، ويبرز الكتاب حرص الرئيس السيسى على اتباع نهج الجولات الرئاسية التى تشمل اكثر من دولة فى نفس المنطقة خلال فترة زمنية متواصلة، حيث قام بحوالى (14) جولة رئاسية خلال الفترة الرئاسية الأولى.
كما استعرض الكتاب قراءة تحليلية لإجمالى اللقاءات التى عقدها الرئيس السيسى داخل مصر مع قادة العالم وكبار المسئولين الزائرين خلال الفترة الرئاسية الاولى، والتى قاربت 663 لقاء، تنوعت ما بين زعماء العالم من رؤساء ورؤساء وزراء ووزراء خارجية ودفاع واقتصاد وتعاون دولى وتعليم، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية، ورؤساء برلمانات وهيئات قضائية، ورجال اقتصاد ورؤساء شركات دولية متعددة الجنسية، وقيادات دينية وروحية، وإعلام وصحافة.. إلخ.
ويرصد كتاب هيئة الاستعلامات أن عدد الاجتماعات التى عقدها الرئيس السيسى مع الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء داخل مصر خلال الفترة الرئاسية الأولى بلغ حوالى 144 لقاء، فى حين بلغ عدد الاجتماعات التى عقدها مع وزراء الخارجية العرب والأجانب داخل مصر حوالى 84 لقاء، كما بلغ عدد الاجتماعات التى عقدها مع الوفود البرلمانية المختلفة الزائرة لمصر خلال الفترة الرئاسية الأولى حوالى الـ 74 لقاء.
كما يشير الكتاب الى أن عدد الاجتماعات التى عقدها الرئيس السيسى مع رؤساء الشركات الدولية العالمية العاملة فى مصر والوفود الاقتصادية ووفود رجال الاعمال المختلفة داخل مصر خلال الفترة الرئاسية الأولى بلغ حوالى 70 لقاء، بينما بلغ عدد الاجتماعات التى عقدها الرئيس السيسى مع وزراء دفاع دول العام والقيادات العسكرية وقيادات الاجهزة الامنية داخل مصر بلغ حوالى (53) لقاء، كما أن هناك حضور واضح لفئة الموظفين الدوليين الذين التقاهم الرئيس السيسى حيث بلغ العدد حوالى 42 لقاء، فى حين بلغ عدد الاجتماعات التى عقدها مع القيادات الدينية والروحية الزائرة لمصر خلال الفترة الرئاسية الأولى حوالى 22 لقــاء، اتسمت بالتنوع بين الاديان السماوية الثلاث، وجاء على رأسها لقاء بابا الفاتيكان فى ابريل 2017.
سياسة خارجية متوازنة
أما الكتاب الثالث ضمن مجموعة إصدارات هيئة الاستعلامات فهو خاص بالسياسة الخارجية وتضمن تحليلاً لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى للقضايا الدولية وعلاقات مصر الخارجية خصص لها 12 محوراً تتناول الأسس الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية، كما تم رصدها فى خطب وتصريحات الرئيس ومن بينها مبادئ دعم السلام والاستقرار الإقليمى والدولى، ومبدأ الاحترام المتبادل بين الدول ورفص التدخل فى الشئون الداخلية والتمسك بمبادئ القانون الدولى واحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية ودعم دور المنظمات الاقليمية والدولية والتوازن فى علاقات مصر الدولية.
وجاء المحور الثانى عن رؤية الرئيس فى مجال محاربة الارهاب والفكر المتطرف وهو المحور الذى أكد فيه الرئيس على شمولية المواجهة وضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته فى المواجهة الحاسمة للتنظيمات الارهابية وداعميها ومموليها بشكل شامل على المستوى الدولى فضلاً عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى فى مواجهة الفكر المتطرف.
وتضمن كتاب هيئة الاستعلامات محاور أخرى من مواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية، التى أولتها مصر أهمية قصوى فى سياستها الاقليمية والدولية ومساندتها للحق الفلسطينى ودورها فى المصالحة الفلسطينية، كما تضمن محوراً آخر مواقف مصر من القضايا الساخنة فى المنطقة فى سوريا وليبيا واليمن حيث أثبتت الأحداث فى السنوات الاربع الماضية صواب الرؤية المصرية التى عبر عنها الرئيس السيسى منذ اللحظة الأولى.
واشتمل الكتاب على تحليلات لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى للعلاقات الدولية لمصر فى إطارها العربى والدائرة الأفريقية ثم العلاقات المصرية الأوروبية، والعلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك علاقات مصر بالقارة الآسيوية التى شهدت نقلة نوعية كبرى فى علاقاتها مصر سواء مع القوى الدولية الكبرى فى آسيا مثل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية أو فى دول آسيا الوسطى.
وخصص الكتاب محوراً للبعد الاقتصادى فى سياسة مصر الخارجية واهتمام الرئيس بأن تعود شبكة علاقات مصر الدولية الواسعة مع مختلف القوى الدولية مصدراً لتحفيز وزيادة الاستثمارات والتجارة والسياحة لدعم الاقتصاد المصرى وخطط مصر الطموحة فى مجال التنمية.
واختتم الكتاب بفصل عن علاقات مصر بالمنظمات الدولية خاصة الأمم المتحدة حيث حرص الرئيس السيسى على المشاركة فى جميع دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ توليه المسئولية.
السيسى فى الأمم المتحدة
وهذا الملف تحديداً خصصت الهيئة العامة للاستعلامات الكتاب الرابع الذى تم إصداره باللغتين العربية والانجليزية وتضمن تحليلاً لأهداف ونتائج مشاركات الرئيس فى اجتماعات الجمعية العامة، وخطبه الرسمية فى هذه الاجتماعات وكذلك المقابلات ولقاءات القمم الثنائية والجماعية التى عقدها الرئيس خلال وجوده سنوياً فى نيويورك.
وأشار تحليل هذه المشاركات إلى ادراك الرئيس لهذا المنبر العالمى لمخاطبة المجتمع الدولى ، حيث يشير كتاب هيئة الاستعلامات إلى أن الرئيس السيسى قد ألقى خلال هذه الزيارات خطباً رسمية كان أهمها خطاباته الاربعة أمام جلسات الجمعية العامة، والتى تمثل كلمة مصر الرسمية فى المنظمة الدولية، إضافة إلى كلماته وخطبه فى عدد من المؤتمرات والقمم الأخرى التى عقدت بمقر الأمم المتحدة خلال فترة انعقاد الجمعية العامة، كما عقد خلال وجوده فى نيويورك عشرات اللقاءات مع قادة وزعماء ومسئولين إعلاميين من جميع قارات العالم خلال حضوره لهذا المحفل العالمى الكبير.
ويرصد الكتاب عدداً من الملامح التى ميزت مشاركات الرئيس الأربع خلال الفترة الرئاسة الأولى وأثمرت فى النهاية العديد من النتائج السياسية باستعادة مصر مكانتها فى محيطها الاقليمى والعالمى، وشجعت المجتمع الدولى على دعم جهود مصر السياسية والاقتصادية.
حيث يرصد كتاب هيئة الاستعلامات، استثمار الرئيس السيسى وجوده فى نيويورك لعقد عدد كبير من اللقاءات والاجتماعات الجماعية والثنائية مع قادة وزعماء منمختلف قارات العالم وكذلك مع العديد من المسئولين فى المنظمات الدولية وممثلى الدول الأخرى فى اجتماعات المنظمة الدولية، وصل عددها إلى نحو 55 قمة ثنائية وجماعية عقدها الرئيس على هامش مشاركته فى اجتماعات الجمعية العامة فى نيويورك.
من جانب آخر فإن وجود الرئيس عبد الفتاح السيسى فى نيويورك يوفر فرصة للتواصل مع مختلف دوائر صنع القرار فى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع ما أظهرته كل دوائر السياسيين ومراكز البحوث والمسئولين السابقين والحاليين خلال الدورات الاربع من حرص على التواصل مع الرئيس.
وقد أثرت هذه اللقاءات فى تعزيز قنوات الاتصال بين مصر والولايات المتحدة، وتحسين العلاقات بين البلدين، والمزيد ممن التفهم بشأن مواقف كل منهما تجاه القضايا الاقليمية والدولية.
كما شملت هذه اللقاءات جوانب عديدة خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارات وغيرها.
ويشير الكتاب إلى أن الشق الاقتصادى الذى يمثل جانباً مهماً من نشاط الرئيس واهتماماته خلال وجوده فى الأمم المتحدة، حيث مثلت اللقاءات ذات الطابع الاقتصادى والاستثمارى والتجارى نسبة مهمة من اجتماعات الرئيس فى نيويورك الأمر الذى يعكس مدى اهتمام الرئيس بتوفير الدعم الدولى لجهود مصر فى مجال الإصلاح الاقتصادى والتنمية الشاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة