أكدت فريدريكا موجيرينى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى على أهمية أن تدرك كافة الدول الأعضاء فى الاتحاد من أجل المتوسط مدى الحاجة للتكامل الإقليمى والتحول من عقلية التنافس إلى عقلية التعاون بين الجميع على ضفتى المتوسط .
ورحبت موجيرينى - فى الكلمة التى ألقتها بالجلسة الافتتاحية للمنتدى الإقليمى الثالث للاتحاد من أجل المتوسط اليوم في برشلونة - بتولى السفير ناصر كامل مهام الأمين العام للاتحاد.
وقالت" إن المنطقة الأورمتوسطية تمر الآن بمرحلة انتقالية، وتواجه أزمات كبيرة في مقدمتها الحرب في سوريا وليبيا والصراع الفلسطينى الإسرائيلى وفرص حل الدولتين ، موضحة أن المواجهات العسكرية أصبحت تطغى أمام الحلول ما جعل التكامل الإقليمى يفرض نفسه على رأس الأولويات".
وشددت على ضرورة الحد من النزاعات المحلية ووجود مؤسسات فعالة لحل الأزمات وإدارتها ، ولذلك يعتبر الاتحاد المنصة والمحفل السياسى الذى نتقاسمه كمنصة حوار بيننا ، موضحة أن هناك على ضفتى المتوسط من يرون أن المؤسسات لا تخدمهم ، وأن الديمقراطيات لا تعمل لصالحهم وبالتالي فإن علينا كأعضاء فى الاتحاد التحرك لأحداث تغيير إيجابي بحياتهم يخدم الديمقراطية فى البحر المتوسط عبر آليات مثل توظيف الشباب وتمكين المرأة والتعاون بشكل أكبر لإقامة مشروعات عدة مثل المشروع المهم لتحلية مياه غزة وهو عمل يغير حياة ملايين الأشخاص والعمل على حل مشكلة شح المياه عبر تكنولوجيات فعالة.
وحذرت من أن شح المياه قد يكون أساسا للعديد من النزاعات فى منطقة المتوسط مؤكدة ضرورة مواجهة العراقيل السياسية والعمل لخلق حوار سياسى.
وقالت موجيرينى" إننا فى حاجة لأن نتحول من التنافسية إلى التعاون وأن نحول كاتحاد أوروبى هذا الالتزام لجوانب عملية وتعاون عملي أكبر..مشددة على أنه ما من شك فى أن الاتحاد الأوروبى ملتزم نحو الاتحاد من أجل المتوسط ونحو المنطقة المتوسطية بأسرها، ومن مصلحتنا معا أن تتطور المنطقة المتوسطية سعيا لكى نمضى نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا وأن نوفر حلولا تطبيقية وتعزيز الفهم المشترك .
من جانبه، قال أيمن الصفدى وزير خارجية الأردن الرئيس المشترك للاتحاد من أجل المتوسط"إننا ونحن فى برشلونة نتمنى أن تكون اجتماعاتنا اليوم فرصة للسلام وتجاوز التحديات التى تحول دون العيش بكرامة فى هذه المنطقة التى تعيش وضعية ليست بالمثالية، ونتطلع للاستمرار فى الشراكة مع الاتحاد الأوروبى لتحقيق مستقبل أفضل لشعوبنا".
وأشار إلى أن هناك أزمات ظهرت مست دول الإقليم مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب ومحاولة الإرهابيين الإضرار بنا جميعا دولا وشعوب محذرا من مغبة الفشل فى مواجهة أزمات اليوم .
وقال" إننا إذا فشلنا فى مواجهة هذه الأزمات وفى مقدمتها الإرهاب فسنخسر جميعا، وإذا حققنا تقدما فى مواجهتها سنستفيد جميعا وهو ما يستدعى وجود أفق سياسى لأن غيابه سيفشل كل الجهود" .
وأضاف" إننا رأينا ما حدث بالماضى، وأمامنا الأزمة السورية التى فشلنا في حلها بعد سبع سنوات من اندلاعها ، وضحاياها شعب سوريا، وعلينا إعادة النظر فى جهودنا والعمل نحو مصلحة شعب سوريا وأن تكون فى أولوية مجهوداتها وإلا فان المشكلة ستستمر وتتفاقم ، ويجب أن نقدم الأمل لشعب سوريا ولا يمكننا أن ننسى ملايين السوريين الذين فقدوا منازلهم وأصبحوا لاجئين، تستضيف الأردن وحدها نحو مليون و٣٠٠ ألف لاجىء منهم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة