بعد أيام من تصريحات إيجابية أدلى بها مسئولون أوروبيون رفيعو المستوى بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق خروج بين لندن والاتحاد الأوروبى قبل نهاية العام، أصرت رئاسة الوزراء البريطانية على أن هذا لن يكون سهلا لاسيما مع وجود قضايا كبيرة لا تزال تحتاج إلى حل وبالتالى تقلل من التفاؤل السائد بشأن مفاوضات البريكست.
وكان رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك قال، وفق ما نقلته مجلة "بوليتيكو" فى نسختها الأوروبية: "لدى أمل، يقترب من اليقين، أنه فى النهاية سنتمكن من التوصل إلى اتفاق خروج وإعلان حول العلاقات المستقبلية التى ستكون أفضل ما يمكن".
كما سبقت تعليقات توسك الإيجابية، تصريحات متفائلة من قبل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أكد فيها أنه متأكد من أنه يمكن التوصل إلى اتفاق فى نوفمبر المقبل قبل مغادرة المملكة المتحدة فى مارس المقبل.
وأضاف يونكر، فى تصريح لثلاث صحف نمساوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة لن يكون مفيدا للمملكة المتحدة كما هو الحال بالنسبة لبقية الاتحاد.
لكن يبدو أن هذا التفاؤل لم يجد صدى واسعا فى داونينج ستريت، حيث رد المتحدث باسم رئيسة الوزراء تيريزا ماى اليوم الاثنين "إن هناك فرقا بين الحديث المتفائل بشأن التوصل إلى اتفاق وإن يحدث بالفعل، حيث إن الاتحاد الأوروبى ما زال بحاجة إلى تحريك موقفه للمضى قدما فى المفاوضات ولا يمكن أن يكون هناك اتفاق انسحاب بدون إطار عمل محدد معه".
وقال موقع "يورونيوز" إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي سيستأنفان المحادثات هذا الأسبوع حول تفاصيل انسحاب بريطانيا من التكتل وعلاقاتهما المستقبلية.
كما يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، فى محاولة لإبرام اتفاق لكن قد يتعين على أى اتفاق نهائى الانتظار حتى اجتماع خاص في نوفمبر.
ومن ناحية أخرى، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إنه رغم تفاؤل مسئولى الاتحاد الأوروبي في الأيام الأخيرة حيال الاستعداد لقمة رئيسية لقادة الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل، لكن تبقى أسئلة حول التعاون الاقتصادي المستقبلي والحدود الإيرلندية.
ومن المقرر أن تغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبى فى 29 مارس 2019 وأن تدخل المحادثات حول شروط انسحابها والتجارة بعد Brexit مرحلة حرجة.
وكانت تعليقات كبار المسئولين فى الاتحاد الأوروبى عززت الآمال فى التوصل إلى اتفاق فى الاجتماع المحتمل لزعماء الاتحاد الأوروبي في 18 أكتوبر الحالى.
وقال نورمان سميث، المحرر السياسى فى بى بى سى، إنه ربما يكون مناسباً لرئاسة الوزراء البريطانية أن تتحدث عن مدى صعوبة المفاوضات فى هذه المرحلة بحيث يظهر عندما يتم التوصل إلى اتفاق، أنه انجاز للنواب الذين تحتاج رئيسة الوزراء تيريزا ماى إلى دعمهم لتمرير الاتفاق من البرلمان.
ومن المقرر أن ينشر الاتحاد الأوروبي الأربعاء مقترحات مستكملة للتعاون المستقبلى، بالإضافة إلى مزيد من التفاصيل حول خطط الطوارئ حال عدم التوصل إلى اتفاق، ومع ذلك، اعتبرت كاتيا أدلر محررة بى بى سى فى أوروبا أن تقديم هذه المقترحات ربما يتم تأجيله.
ومن ناحية أخرى قال رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبى إن المملكة المتحدة مرحب بها للانضمام للاتفاق التجاري لشراكة عبر المحيط الهادئ - اتفاق تجاري بين 11 دولة ، بما في ذلك اليابان وكندا وأستراليا وماليزيا - بعد أن تغادر الاتحاد الأوروبي ليدعم بذلك تطلعات المملكة المتحدة في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف آبى فى تصريحات لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أنه فى حين أن المملكة المتحدة ستفقد دورها كبوابة لأوروبا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، إلا أنها ستحتفظ "بقوتها العالمية"، كما حث المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي على استخدام "الحكمة" لتجنب سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة