فى داخل كل فتاة سندريلا تنتظر الأمير الوسيم ذى الحصان الأبيض ليأخذها ويطير إلى عالم الأحلام، تربت الفتاة الشرقية على أن الحياة تبدأ مع هذا الفارس وبدونه لا تبدأ الحياة ولا تتحقق الأحلام، واليوم معنا الكاتبة هبة السواح لتحدثنا عن كتابها الأكثر مبيعا والذى أسمته "سندريلا سيكريت" لتجيب على عدة أسئلة بخصوص فكرته ومحتواه ولنعرف ما هو السر وراء هذا الإقبال.
"سندريلا سيكريت" تحول إلى حالة فى عالم النساء والفتيات بمجرد إطلاقه، كان يكفى أن ترى انتشاره فى المكتبات الكبرى وحتى لدى باعة النسخ المقلدة على الأرصفة لتعرف أنك أمام حالة مختلفة وبداخله شعرت الكثير من الفتيات والنساء أنهن بحاجة لإعادة حساباتهن وضبط بوصلة حياتهن من جديد، بعدما قدمت من خلاله هبة السواح تجربة جديدة مليئة بالمعلومات والآراء.
هبة السواح
لماذا اخترت اسم "سندريلا سيكريت" لكتابك؟
هذا الاسم اقترحته دار النشر وقد كان بناء على قصة الكتاب وهو يتناول قصة السندريلا من منظور آخر لم نألفه من قبل، وهو بعد زواجها بالأمير وليس قبل ارتباطها به وقد انتظرت هذا الفارس الوسيم طيلة سنين عمرها، وكانت تعتقد أن السعادة التى لا تنتهى ستبدأ منذ هذه اللحظة وستعيش "العيشة الفل" كما جاء فى الكتاب، وحينما لم يتحقق هذا الحلم بدأت رحلة للبحث عن سر السعادة الحقيقى.
هل المقصود بسندريلا كل بنت؟ وهل لكل بنت السر الخاص بها حسب ظروف حياتها؟
نعم بالضبط.. فالكتاب لا يعطى روشتة معينة لاتباعها لكنه يعطى أدوات لكى تحقق التوازن والسعادة وتختار ما يناسبها لأن لكل منا ظروف مختلفة وشخصية ورغبات مختلفة فى كل اتجاه، وستكون إجابات أسئلتها نابعة من اكتشافها وبحثها الشخصى، وبما يناسب وضعها فالكتاب يعتبر نوع من أنواع الكوتشنج لا يضع خطوات معينة للسير عليها، وإنما يوضح الخطوط العريضة التى يفترض أن تكون موجودة فى حياة كل فتاة، وهى تقوم بتفصيلها على حسب مقاييسها الشخصية لأن لكل فتاة التوليفة والخطة المعينة التى إذا اتبعتها ستشعر بأنها شخص مُمَكن من حياته وناجح.
الكاتبة هبة السواح
هل يمكن للحياة أن تُعلم فى كتاب؟
لا للأسف لكى تتعلم الحياة يجب أن تعيشها وتحاول وتفشل الكثير من المرات لكى تنجح مرة، الكتب فقط تعطيك خريطة طريق حتى إذا قابلت المعوقات والمطبات والصعاب تكون مجهز ومثقف بالقدر الكافى للتعامل معها من خلال الآليات التى تعرفت عليها، لكن الكتب أبدا لا تغنى عن معترك الحياة فبدونها لن تصل لأى شىء ولن تحقق أى حلم بمجرد القراءة وفى آخر فصل بالكتاب قد ذكرت بعض القواعد والمفاهيم للحياة وهذه القواعد عندما أتعرف عليها وأتفهمها ستجعلنى جاهزة لمعترك الحياة وأملك توقعات وتشبيهات لها وأنها ليست ديزنى لاند، وأنها أقصر من أن أضيعها فى مهاترات، ولا أستفيد من كل لحظة ومثل أن الحياة يوجد فيها اختيارات بناء عليها ترسم حياتك ويكون تأثيرك فجزء من هذا الفهم سيأتى عن طريق التثقف والقراءة والكتب والجزء الأكبر سيكون من اعتراك الحياة نفسها والتجارب الفعلية العملية.
فوزية وأشجان وسندريلا شخصيات كتابك فى ماذا اشتركوا وفيما جاءت اختلافاتهم؟
الهدف من تعدد الشخصيات واختلاف أسلوب كل منهن عن الأخرى هو إثبات فكرة تعدد الشخصيات واختلاف هوياتها وأسلوب تفكيرها وطموحاتها لكن فى الحياة الحقيقة كلنا فوزية وكلنا أشجان وكلنا سندريلا، هناك وقت نملك حكمة أشجان ووعيها ووقت آخر نكون مكتوفى الأيدى لا حيلة لنا مثل سندريلا وبعض الوقت ننضج لنبدأ بحل الأسئلة وحل المشاكل، فما أردت قوله هنا أن كل منا تمر بكل الأدوار وكل المراحل باختلاف التوقيت والاحتياج للتغيير، وأنا ككاتبة أردت إثبات أنى كأى فتاة أمر بجميع المراحل ولا أضع نفسى فى قالب أبو العريف إنما كنت أبحث مثلى مثل أى فتاة لأصل بنفسى للسر الحقيقى وراء السعادة.
كتاب سندريلا سيكريت
فى وجهة نظرك ما الذى جذب البنات لقراءة كتابك والسبب وراء الإقبال عليه؟
أعتقد بعد مرور سنتين وقد وصلتنى الكثير من التعليقات أستطيع أن أوجزها فى عدة نقاط..
أولا.. بساطة اللغة وسهولة السرد لأنها كانت باللغة العامية البسيطة والتى ربما انتقدها البعض، لكنها كانت فى الحقيقة من الأسباب الرئيسية فى وصول الكتاب لقلوب البنات وعقولهن وشعرن بأننى صديقتهن وأحدثهن بلغة قريبة إليهن ولم يجدن صعوبة فى فهم واستيعاب الكتاب الحمد لله.
ثانيا.. محاولتى بشدة الظهور بصورة طبيعية وابتعدت تماما عن أخذ دور الناصح الأمين بل كنت حريصة أن أكون فتاة مثلهم تخطىء وتبحث عن الصواب فأعتقد أن هذا كان فى صالح الكتاب.
ثالثا.. وهو أنى قد حاولت أن أركز على لفت نظر الشريحة من الناس التى لا تقرأ ولا تحب القراءة بشكل عام، وقد عرفت كتب التنمية الذاتية بأنها كتب ثقيلة المحتوى، وذلك ينفر الناس من الإقبال عليها فحرصت أن يكون الكتاب فى صورة شبيهة بالقصة البسيطة السلسة، وأن أدمج المحتوى الذى أردت توصيله بداخل أحداثها المرحة فلا يجد من يقرأها إلا وقد انتهى منها دون أن يشعرون تلك ملحوظة وصلتنى مرارا.
كذلك حرصت أن تكون معلوماتى دقيقة وصحيحة للمتخصصين والمثقفين محبى القراءة، وقد حدث الحمد لله وقد أضفت أيضا بعض الصور، وهذا كان جديدا فى كتب التنمية الذاتية حتى تكتمل كل أنماط التعلم مع تعدد شخصيات القراء.
لماذا اخترت شخصية سندريلا بالتحديد لتكون بطلة كتابك؟
سندريلا هى الرمز هى الأميرة الجميلة المظلومة التى تكون ضحية شىء معين فى الحياة عموما أب قاس أو زوجة أب شريرة أو فقر مدقع أو مأساة تضعها فى دور الضحية.. ثم تأتيها الجنية الساحرة الطيبة وتحقق لها حلمها فتكون سعيدة سعادة دائمة.. لكن ليس على أى فتاة أن تعيش فى دور الضحية حتى تحدث لها المعجزة وتنصلح حياتها.. ولا يجب أن تنتظر معجزة فالمعجزة بداخلها ويجب أن تؤمن بذلك وتسعى لإثباته لأنه حتى فى أسطورة سندريلا حينما جاءت الساعة الثانية عشرة اختفى كل شىء وكأنه لم يكن وفقدت كل شىء بانتهاء مفعول هذا السحر المؤقت فكل ما عدا الحقيقة هى مسكنات وأشياء زائلة ولن تستمر إلا إيمانها بأنها هى صانعة المعجزة وهى من ستأخذ بيد نفسها وتحقق أحلامها وليست السعادة بالمسكنات الوقتية لكن بالعمل الجاد وأن تعيش لغاية وأن تدرك أن وجودها من أجل هذه الغاية وتجعل كل عالمها يدور في فلك تحقيق هذه الغاية والقيمة والبصمة التى تود تركها وعندها لن يقف شىء فى وجه تحقيق سعادتها وستكون العثرات والمصاعب ما هى إلا زمن لالتقاط الأنفاس وإكمال المسيرة بعدها.
هل رأيت تأثير للسيكريت على بنات قرأن الكتاب واستفادوا منه بالفعل؟
بالفعل الحمد لله.. فقد استغرقت فى كتابته تقريبا سنة كاملة على مراحل وقد بذلت فيه مجهود كبير وكنت أشعر أنه سيكون له تأثير بإذن الله لكن لم أكن أتوقع هذا التأثير فحتى الآن وبعد سنتين من نشر الكتاب تأتينى رسالات كثيرة بأن الكتاب قد غير حياة فتيات كثيرات، وهناك من كانت تريد الانتحار أو مصابة بالاكتئاب وقد ساعدتهم قراءته على تخطي هذه الأزمة وغيرت فى طريقة التفكير وبالتالى فى الأفعال وردود الأفعال وتطورت حياتهم وتغيرت الحمد لله.
هل هناك كتاب جديد فى الطريق؟
نعم بإذن الله لكن الموضوع يستغرق منى وقتا طويلا لأنى أبدأ بالبحث والقراءات المتعددة للكثير من المراجع ثم أقوم بتجربة الأفكار والتصورات فى الكورس الذى أقوم بتدريسه عن التنمية الذاتية وأطبق الأفكار على المتلقين وأناقشها معهم ثم أقوم بتدوينها خطوة بخطوة وهذا من أسباب نجاح الكتاب لأنه مقتبس من تجارب حقيقية ولا يكون كلاما نظريا وحسب.
هل توقعت هذا النجاح للكتاب وما هو سر هذا النجاح؟
الحقيقة لم أتوقع هذا النجاح واستمراره كل هذه المدة، وأعتقد السبب أولا هو التوفيق من عند الله سبحانه وتعالى، ثم لأن هناك مجهودا كبيرا بذل فيه وأنه قد شمل الجزء البحثى والجزء العملى المجرب مما جذب انتباه الكثير من المتخصصين فى مجال التنمية البشرية وكان له أثر جيد.
إذا لخصنا الكتاب فى خمس نصائح مركزة كيف نستطيع أن نقولها؟
إذا أردت أن أوجز محتوى الكتاب فى خمس نصائح نستطيع أن نقول لكل فتاة..
أولا.. اعرفى أهميتك وقيمتك فى هذه الدنيا حتى وإن لم تكتشفيهما بعد وأنك مميزة ومختلفة عن أى شخص آخر، قدرى نفسك وارفعى من قيمتها وقدرها وانظرى لنفسك النظرة التى تستحقها، وكونى متأكدة دائما أن الله خلقك لغاية وهدف عظيمين وأن وجودك إضافة لكل من حولك.
ثانيا.. كونى مدركة أنك مسئولة عن حياتك بمعنى أنك لا يجب أن تنتظرى إنقاذ أو معونة من أى شخص أو مسكنات تأخذيها لتتغير ظروفك وتتمكنى من احتمالها أو التعامل معها أو تغيير لظروف أو وضع معين فالمستقبل هو اختيارك أنت وحدك وما سيحدث من الآن ومستقبلك الآتى كله معتمد عليك وحدك وأنت من ستقررينه وتتحملين نتائجه.
ثالثا.. كونى متوازنة فالله سبحانه وتعالى قد خلقنا أسوياء ولم يجعل للإنسان احتياجا واحدا إنما جعل له احتياجات كثيرة فى هذه الحياة وهذا لحكمة عظيمة وهى أن الإنسان لو اعتمد فى حياته على عنصر واحد لكى يكون سعيدا لصعبت حياته عليه ولم تستقم أبدا إنما هو سبحانه قد جعل أسباب السعادة متعددة منها علاقتك بربك وعلاقتك بأهلك وزوجك وعلاقتك بأولادك أو بعملك وأصدقائك أو مجتمعك عموما فتتعدد الأبواب والاحتياجات النفسية المختلفة التى تحتاجين الموازنة بينهم وذلك حتى لا تقتصر سعادتك ونجاحك في الحياة على مصدر واحد إن غاب فشلت وتعثرت.
رابعا.. اهتمى بنفسك وكونى صديقة لها اسمعيها وشجعيها وافهميها واعطيها ما تستحق من تقدير وثناء فنفسك هى أقرب البشر إليك وهى الوحيدة التى تلازمك الأربع وعشرون ساعة ولا تفارقك فلا يصح أن تهتمى بالكل وتسمعى لهم وتشجعيهم وتهملى نفسك، فكيف تهتمين وتؤازرين وتدعمين كل من حولك و تهملينها؟ مصادر الحب كثيرة، لكنها دائما غير مضمونة فإن وجدت اليوم قد تختفى فى الغد لكن المصدر الوحيد الباقى ولن يزول إلا بزوالك ولن يتخلى عنك أو يتركك لأى سبب من الأسباب هو حبك لنفسك وعلاقتك بها، فأنت إذا لم تصاحبى نفسك وتقتربى منها وتحاولى فهمها جيدا وراقبت طريقة حديثك معها وكيف توجهينها وكيف تشجعينها فإنك لن تستطيعى التعرف على نقاط قوتها وضعفها ولن يمكنك تقويمها أو توجيهها أو مساعدتها على تحقيق أحلامها وقيمتها وترك بصمتها في الحياة.
خامسا.. أن تكونى إنسانة حرة من داخلك فلا تجعلى نفسك تحت رحمة شىء أو شخص يعطلك أو يؤذيك.. ولا تجعلى تقدمك واستمرارك وطموحك مرهونا بأى شىء فى الحياة سوى الله سبحانه وتعالى ثم نفسك وقوتك الداخلية ولا تضعى بنفسك القيود والمفاهيم الخاطئة التى تعطلك وتقف حائلا بينك وبين النجاح والتقدم، لا تكونى أنت من يضع العراقيل والكلبشات الوهمية مثل المثالية المفرطة التى تجعلك لا تستمتعين بأى نجاح أو تطور حققتيه لأنك لا ترين إلا الناقص كذلك القلق الزائد الذى يجعلك تتسمرين فى مكانك وتهابين كل خطوة ويجعل تفكيرك بدائيا ويحبسك فى منطقة الراحة التى ستعطلك وتقوفك فيها وبالتالى لن تنضجى أو تتطورى، كما أن جلد الذات على كل خطأ كنت أنت سببه أو لا بالإضافة إلى التسويف الذى يكون سببا لتأجيل كل خطوة قد تكون سببا فى تقدمك وتطورك فهذه كلها قيود ومعطلات يجب أن تتجنبيها.
كونى أنت المسيطرة على نفسك والممسكة بجهاز التحكم لذاتك وعندك الوعى الكامل بقيمك التى تحدد اختياراتك والمشاكل التى تعالجينها لتخرجى من المأزق وتكونى أنت صاحبة قراراتك المتحكمة فيها دون أى مؤثر خارجى كى تنطلقى وتصبحين حرة ناجحة.
ما وجه التشابه بين الكتاب وحياتك الشخصية؟
الحقيقة أن الكتاب وحياتى الشخصية وجهان لعملة واحدة فلقد جربت كل ما فيه ودرست وقرأت واكتسبت تجارب كثيرة ربما أكبر من سنى وتزوجت وأصبحت أما فى سن صغيرة وعشت بمصر ثم هاجرت للخارج واغتربت وقد أضاف إلى كل ما مررت به من مراحل، وكنت أتساءل فيها وأحارب فرضيات وقوالب وأحكام مجتمعية لا تمت للمنطق بصلة فالكتاب هو تعبير عن ذاتى وخلاصة خبرتى الحياتية والتى أردت أن أفيد بها بنات جيلى.
فى نظرك ما مواصفات سندريلا هذا العصر؟
الحقيقة فى رأيى أنه من قبل كان هناك غياب تام عن الوعى وتقع الفتاة تحت رحمة المعتقدات الخاطئة والموروثات المقيدة وأعتقد أنه الآن بسبب التطور العلمى المعرفى وانتشار الكوتشينج والكورسات وتعدد مصادرهم قد انتقلت إلى مرحلة متطورة من هذا الوعى وهو أنها قد بدأت تدرك المفروض عليها أن تفعله لتطور نفسها وترقى بها وتملك الوعى بأنها ينقصها أشياء لابد أن تبحث وتجتهد لتفهمها وتكملها ولم تصبح الأفكار الموروثة تقنعها أو تعيقها عن الحركة فبدأت تتحرك تجاه أن تتعلم وتبحث وتسأل نفسها وتبحث عن الإجابات وهذا يأخذها لمرحلة أفضل من ذى قبل، وهناك من بدأت تأخذ خطوات تجاه المعرفة والإدراك وهناك من استطاعت بالفعل الوصول لبعض النجاحات وتحقيق الإنجاز وما ألاحظه أن الفتيات قد قطعن شوطا طويلا وربما أكثر من الشباب الرجال وأصبحن لا يردن البقاء فى القالب الذى يضعهن فيه المجتمع.
ما أهم سيكريت أو سر فى كتابك؟
أهم سيكريت وما يشمل كل الأسرار هو أنت.. السر بداخلك حتى تكونى بالفعل مؤثرة.
مؤثرة بشكل أنت تتمنيه ومؤثرة بقدراتك ومميزاتك وبصمتك التى لا يملكها غيرك، ولن تتكرر أبدا بدونك، كونى مؤثرة فيمن حولك واتركى هذا الأثر ليثبت دائما قدراتك وأنك جديرة أن تكونى أنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة