انخفضت نبرة التفاؤل بتشكيل حكومة لبنانية جديدة والتى سبق أن وعد رئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى بتشكيلها خلال أيام، فبعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات البرلمانية لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من تشكيل الحكومة الجديدة بسبب مطالب الأحزاب المتنافسة بشأن مقاعد مجلس الوزراء، فمن ناحية يعتبر التيار الوطني الحر نفسه الأحق بوضع قيود وشروط على رئيس الحكومة والمطالبة بعدد من الوزراء أكثر مما يحق له.
ومن ناحية أخرى وضع حزب الله اللبنانى الممول من إيران عراقيل جديدة مثلت حجر عثرة أمام تكوين حكومة وحدة وطنية بلبنا، و برزت خلال الساعات الماضية إشكالية تكتل اللقاء التشاوري أو ما يعرف بالنواب السنة المستقلين، مما دفع الرئيس اللبناني ميشال عون لوصف العقبات التى وضعها حزب الله فى المراحل الأخيرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فى لبنان إنها "ليست سهلة"، مشيرا إلى أنه على خلاف مع حليفه "حزب الله" حول النواب السنة المستقلون.
وأوضح عون أن السنة المدعومين من حزب الله هم أفراد وليسوا كتلة، و نحن نمثل الكتل ضمن معايير معينة، لقد تجمعوا أخيرا وطالبوا بتمثيلهم"، وأكد أن ما يهم اللبنانيين أن يكون رئيس الحكومة قويا وليس إضعافه لأن المسؤولية الملقاة على عاتقه كبيرة.
عون
وقال عون ـ في مقابلة مع محطات تليفزيونية ـ إن "العراقيل التي يتم اختلاقها ليست في مكانها وغير مبررة، متحدثا عن أن مطلب السنة المدعومين من حزب الله هو سبب تأخيرا وهذا التأخير هو نوع من التكتيك السياسي الذي يضرب استراتيجيتنا الكبيرة".
ومن جانب آخر أكد عون اتحاده وتضامنه مع الحريرى قائلا :" بالتفاهم والتضامن نستطيع أن نحقق الكثير، وسنبقى معا ما دمنا نخدم معا مصلحة لبنان ونحفظ وحدة اللبنانيين.
الحريرى يعد بتشكيلها
وردا على الأطراف التى تعرقل تشكيل الحكومة قال الحريرى: "مستمرون فى خطة النهوض بالبلاد ولن نتراجع"، وبحسب مراقبون لبنانيون فإن الاتفاق بشأن تشكيل الحكومة كان قد بدا قريبا وعلى وشك التنفيذ الفعلى بعدما تمت مؤخرا إزالة عقبة رئيسية بشأن التمثيل المسيحي مع حزب القوات اللبنانية المسيحي المعارض لحزب الله والذي قدم تنازلات للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر المتحالف مع الجماعة الشيعية، لكن حزب الله يصر على تمثيل أحد حلفائه السنة في الحكومة المؤلفة من 30 وزيرا بما يعكس المكاسب التي حققوها في الانتخابات البرلمانية.
الحريرى وعون
ومن جانبه استبعد الحريري التنازل عن أحد مقاعده الوزارية، وكان أحد الحلول الوسط أن يسمي عون أحد السنة المتحالفين مع حزب الله ضمن مجموعة من الوزراء الذين يسميهم الرئيس، لكن عون لم يعط أي إشارة على رغبته في القيام بذلك في المقابلة التي جرت بمناسبة مرور عامين على توليه الرئاسة، وهو منصب مخصص للمسيحيين المارونيين.
الحريرى يحذر !
ووجه الحريرى رسالة للأطراف المتناحرة فى لبنان، محذرا أى شخص يسعى إلى تعطيل المسار الإصلاحى فى لبنان، منوها بأن الوضع الداخلى لن يتحمل أى خلافات تنشب بين الأحزاب السياسية ، فى الوقت نفسه أصر الحريرى أن الحكومة اللبنانية المنتظرة ستمضى فى طريق تشكيلها وستكون حكومة مرضية لجموع اللبنانيين مؤكدا أن البلد اقتصاديا لم يعد يحتمل التأخير فى تشكيل الحكومة.
الحريرى
ومن جانبه دعا سمير جعجع جميع رئيس حزب "القوات اللبنانية" جميع الفرقاء ليكونوا متعاونين لولادة الحكومة، قائلا "لا اريد ذكر أسماء المعرقلين وسنعمل كل يوم لتوسيع مروحة التحالفات اللبنانية، ونعم صار بدا حكومة ولكن ليس حكومة عوجاء.
.jpg "20341-cropped_4508008_1537304545 (1)")
جعجع
