هوس التنقيب عن الآثار أصاب بعض ضعفاء النفوس بالشغف وراء كسب المال بطرق غير قانونية، من خلال التنقيب عن الآثار رغبة منهم فى الثراء السريع، ويعد مركز بسيون بمحافظة الغربية من أهم المناطق التي تنتشر بها الآثار، خاصة أن بسيون بها قرية صالحجر عاصمة مصر القديمة، وهو ما يدفع الخارجين عن القانون بالتنقيب عن الآثار أسفل المنازل أملا فى العثور على قطع أثرية تُغير مسار حياتهم، على الرغم من الملاحقات الامنية وضبطيات شرطة السياحة والآثار.
وقد شهدت قرية شبرا تنا مركز بسيون بمحافظة الغربية، مسقط رأس الفريق سعد الدين الشاذلي أحد أبطال حرب اكتوبر المجيدة، واقعة مؤسفة بعد قيام جيران فيلا الفريق وعدد من الخارجين عن القانون بالتنقيب عن الآثار وعمل حفرة بعمق 3 متر بدار تحفيظ القرآن الملحقة بمسجد وفيلا الفريق الشاذلي، ما نتج عنه انهيار أرضيه الدار وحدوث شروخ وتصدعات شديدة.
وقام جيران فيلا الفريق سعد الدين الشاذلي بالتنقيب عن الآثار داخل منزلهم وامتدوا بالحفر إلى نفق أسفل دار تحفيظ القرآن الملاصقة لمنزل الفريق بحثا عن الأثار، وصنعوا نفقا للعبور منه، وتسبب ذلك فى حدوث انهيار بعمق 3 متر فى دار تحفيظ القرآن وفر الجناة هاربين خشية القبض عليهم.
وقال المهندس محمد سامي مدير عام بالبحوث الزراعية سابقا أبن عم الفريق سعد الدين الشاذلي لـ"اليوم السابع" أن فيلا الفريق يوجد بجوارها مسجدا ودار لتحفيظ للقرآن ملحقة بالمسجد.
وأضاف أنه أثناء فتح الدار لتنظيفها فوجئ بانهيار ارضية الدار بعمق 3م وسقوط المقاعد والفرش فى الحفرة، مشيرا إلى أنهم اكتشفوا نفق مصنوع من الخشب وأجولة رمل بطول النفق وانبعاث روائح كريهة منه.
وأكد أن الجيران الملاصقين للدار هم من قاموا بأعمال الحفر بحثا عن الآثار، مشيرا إلى أنهم استغلوا غلق الدار فى فصل الشتاء فى ارتكاب جريمتهم.
وأوضح أن أبناء الفريق الشاذلي مقيمين بالقاهرة، ويحضرون للقرية من وقت إلى أخر ويقضون بعض الوقت وسط ابناء العائلة داخل الفيلا.
وأكد المهندس محمد الشاذلي أنهم حرروا محضرين برقمي 5679 إداري مركز بسيون، والمحضر 79 أحوال مركز بسيون، واتهموا الجيران بالتنقيب عن الأثار والحفر أسفل دار تحفيظ القرآن وفروا هاربين، مؤكدا أنهم قاموا بإخطار مباحث بسيون والوحدة المحلية والإدارة الهندسية، لإجراء معاينة لمكان الحادث، واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمين، مؤكدا أن احد أقارب المتهمين عرض اصلاح التلفيات ورد الشيء لأصله، إلا أن اسرة الفريق الشاذلي رفضوا ذلك وأصروا على اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمين لارتكابهم جريمتين التنقيب عن الآثار وإتلاف الملكية الخاصة.
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي محمود الشاذلي عضو مجلس النواب السابق، أنهم اكتشفوا أثناء تنظيف دار تحفيظ القرآن بأعمال حفر وتنقيب عن الآثار تتم منذ شهرين بالمنزل الملاصق لدار تحفيظ القرآن والتى كان يتناوب عليها 16 عاملا والتي امتدت إلى دار تحفيظ القرآن بعمق 3 متر ثم اختفوا فجأة دون سابق انذار.
وأضاف انهم اكتشفوا نفقا أسفل دار تحفيظ القرآن وانهيار الارضية بعمق 3 امتار وانبعاث رائحة كريهة منه، مؤكدا أنهم أبلغوا مركز شرطة بسيون وانتقل فريق من رجال المباحث وقاموا بإجراء معاينة لمكان الواقعة.
وأضاف الشاذلي أن المعاينة الهندسية أثبتت وجود أعمال تنقيب بعمق 3أمتار، وبإخطار النيابة العامة قررت التحفظ على المكان وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة لضبط الجناة، مؤكدا أن أسرة الفريق الشاذلي ستقوم بإصلاح التلفيات التي حدثت بدار تحفيظ القرآن وإعادة الشيء لأصله مرة أخرى.
وأكد" الشاذلي" انتشار ظاهرة التنقيب عن الأثار بصورة كبيرة بمركز ومدينة وبسيون خاصة بقرى صان الحجر وكفر الحمام وشبراتنا، حيث كانت عاصمة مصر القديمة فى الأسرة الـ16 كانت بقرية صالحجر، وتعد هذه المنطقة من اكثر المناطق المنتشر بها الآثار، مؤكدا أن عمليات التنقيب تتم بصورة كبيرة أسفل المنازل بحثا عن الآثار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة