سنوات عدة مرت عليها وحيدة لتصبح الأب والأم لفتاة تسعى على كسب مصدر عيشها بعد وفاة زوجها، إلا أن كبر سنها أعجزها عن استكمال مسيرتها لتصبح طريحة الفراش بلا أى مصدر للدخل، ويتضاعف قلقها على ابنتها التى أصبحت وجهة "العرسان" إلا أن ضيق الحال وعدم القدرة على شراء مستلزمات الزواج لم يتمم هذه الزيجة لـ 3 مرات متتالية، وهو ما زاد حال الأم ضعف ووهن خوفا على ابنتها.
منزل قديم تسكن فيه السيدة حميدة البدرى أحمد ناصر صاحبة الـ60 عاما، مقيمة بقرية ميت عاصم التابعة لمدينة بنها بمحافظة القليوبية، تعيش وحيدة طريحة الفراش، بعدما أنهكتها السنوات الطوال، تشكو حالها، أنها كانت متزوجة ورحل زوجها منذ 15 عاما، ليترك لها بنتان، سعت بعد موته على زواج ابنتها الكبرى والعمل على توفير متطلبات الزواج لها، وبالفعل نجحت فى هذه المرحلة، لتأتى بعدها مرحلة الابنة الصغرى صاحبة الـ 18 عاما.
.jpg "الحاجة حميدة (3)")
"مش لاقيين نأكل ولا عارفة أجهز بنتى وخطوبتها لم تتم 3 مرات بسبب ضيق الحال"، بهذه الجملة واصلت الست حميدة حديثها لـ "اليوم السابع"، أن ضيق الحال بعد هذا السن الذى وصلت إليه جعلها تقف عاجزة عن العمل مرة أخرى لتدبير الأموال اللازمة لشراء مستلزمات زواج ابنتها الصغرى، مؤكدة على أنه تم خطبة ابنتها 3 مرات، لكن لم تتم الخطبة وتنتهى فى اللحظات الأخيرة، وذلك بسبب عدم وجود جهاز لها بعد المدة التى يتم تحديدها.
وتابعت حميدة حديثها: "بنتى حصلت على 91% فى امتحانات الثانوية العامة، وعشان ضيق الحال منعتها من أنها تدخل الجامعة، وكانت متعلقة جدا بالجامعة، لدرجة أنها حبست نفسها أسبوع من غير أكل، طلبت من زوج اختها يجى عشان يقنعها، ومش عارفة أعمل أيه تانى أنا تعبت؟".
.jpg "الحاجة حميدة (1)")
واستطردت حميدة: "بنتى تقدم لخطبتها حاليا شابان لكن لم نوافق لعدم وجود أى جهاز لها ولا نضمن أن تتم ويحدث ما سبق وتم أمامنا 3 مرات متتالية، وخايفة على بنتى أن يجرالى حاجة مفيش حد هيكون لها من بعدى، ونفسى أشوفها فى بيت زوجها قبل ما أموت، لأنى لو عشت النهاردة لها مش هعيش بكرة، ونظرا لضيق الحال لدرجة إنى مش لاقية أكل بعتها عند أختها فى بنها تقعد معاها".
وقالت حيمدة: "كنت بروح أقعد فى السوق جنب البياعين عشان يدونى خيار أو طماطم وأكل أنا بنتى لكن دلوقتى أنا مش بقدر اتحرك، وكمان عندى حساسية على الصدر، الكحة لو مسكتنى بموت، وسايبة الباب مفتوح عشان لو جرالى حاجة جارتى بتطمن عليا من فترة للتانية".
.jpg "الحاجة حميدة (2)")
وأشارت حميدة، إلى أنها مهددة بالطرد من الشقة لعدم مقدرتها على دفع الإيجار باستمرار والذى يبلغ 150 جنيه شهريا، موضحة أنها ليس لديها سرير مما يضطرها النوم على الحصيرة ويوجد شروخ بجدار المنزل، مشيرة إلى أنها كانت تحصل على 350 جنيها معاش تكافل وكرامة التابع للتضامن الاجتماعى، ولا يوجد دخل لها سوى ذلك المبلغ، لكن منذ شهرين ذهبت لصرفه وأخبرها العاملين بمكتب البريد أنه تم إيقاف هذا المبلغ وعليها الذهاب لمديرية التضامن لفحص أوراقها وتجديدها، وإنها لا تستطيع الحركة.
وقالت: "كنت بدفع من الـ350 جنيها دول إيجار البيت وبدفع الكهرباء والميه، والباقى ربنا بيسترنا بيه أنا وبنتى، لكن لما وقف مش عارفة أعمل تانى واعيش إزاى، ونفسى أكمل جهاز بنتى لأن ناقصها كل الأجهزة الكهربائية ولوازم المطبخ، لكن ضيق الحال مش مخلينى أعرف اتحرك".
وطالبت حميدة الدكتور علاء عبدالحليم محافظ القليوبية، والدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى، التدخل لإعادة صرف معاش تكافل وكرامة لها من جديد، إلى جانب العمل على توفير جهاز لابنتها ليطمئن قلبها عليها فى بيت زوجها قبل أن تواجه ربها وتلحق بزوجها.
للتواصل مع الحالة:
01206809090
