من جديد عادت الحياة على الورق لـ 7 من الشباب والأطفال أبناء أسرة واحدة بمنطقة نخل فى وسط سيناء، بعد أن فقدوها نتيجة فقدهم أى إثبات رسمى لميلادهم.
العودة للحياة بدأت مع تحرير وثيقة ميلاد لكلا منهم، قام بها فرع المجلس القومى للسكان، بشمال سيناء، لتنهى فصل من فصول حكايات أطفال وشباب وأسر بلا شهادات ميلاد فى صحراء سيناء، وهذه الحكاية بدأت قبل 25 عاما بزواج "سليمان" من أم أولاده السبعة، عاشوا حياتهم المتقلبة بتقلبات الصحراء من حولهم فى مناطق وسط سيناء، حيث كثيرا من المهن بحثا عن لقمة عيشهم أينما حطت رحالهم.
رحلة البحث عن العمل والتنقل من مكان لآخر، أغلفتهم تحرير شهادات ميلاد لأبنائهم السبعة، وهو الأمر الذى تجاهلوه منذ ميلاد ابنتهم الأولى قبل 23 عاما مرورا بمن أعقبهم من أطفال حتى أصغرهم الذى لم يتجاوز عمره العامين ونصف.
الزوج "سليمان عياش محمد "، الذى بدأ مهموما بسرعة إنجاز وثيقة ميلاد لكل ابن من أبنائه، ترافقه زوجته وهى تحتضن أصغرهم بينما توسطهم بقية الأطفال فى حال يعكس وضع الأسرة بائسة الحال، وهم يحررون لهم أمام لجنة استخراج الأوراق الثبوتية التى نفذها المجلس القومى للسكان وثائق ساقطى قيد لأول مرة.
قال "سليمان" لـ اليوم السابع"، انه من سكان مدينة نخل فى وسط سيناء، وهو يعمل بوظيفة " حارس" على إحدى المصالح الحكومية، وكأى إنسان بسيط فى صحراء سيناء لم يكن معنى باستخراج وثائق ميلاد لأطفاله حتى وصل عددهم ل7 اكبرهم ابنة وصلت لعمر 23 سنة، مرورا بأولاده وبناته "اسماعيل، وهاجر، وعبد الرحمن، وخديجه، وعائشة وعبدالله "اصغرهم عامين ونصف.
أضاف أن ابنائه جميعهم لم يلتحقوا بأى فصل تعليمى رسمى لأنهم بلا ورق، وكان أقرانهم فى نفس السن يذهبون للمدارس، وحاول التغلب على المشكلة لدى الصغار منهم من خلال دروس خصوصية يعطيها لهم أحد المتعلمين فى منطقته ومدرسين فى مدارس مجاورة لهم بغرض أن " يفكوا الخط " بحسب قوله.
وتابع قائلا، "أنه يعلم أنه أخطأ فى حقهم، ويأمل أن يتصحح مسار الخلل مع استخراج أوراق ثبوتية لهم، ويلحق الصغار منهم بمدارسهم بشكل طبيعى"، لافتا إلى أن همهم كان يؤرقه، لكن ظروف الحياة فى وسط سيناء ليست بالسهلة، فعند ميلاد الطفل لتحرير وثيقة ميلاد عليه التنقل لمسافات بعيدة، وهو أمر يستسهل بعض الآباء الإهمال فيه".
وأضاف، أنه يكون حزينا عندما يحرم أطفاله من خدمات لاتصل إلا بأوراق رسمية، مثل خدمات الصحة والتموين وقبل كل هذا التعليم "، وأردف "ان الكبار منهم لا يستطيعون التحرك فى نطاق أبعد من مناطق سكنهم وهم لا يحملون اى إثبات شخصية".
وبدورها، أكدت والدتهم انها حضرت مع زوجها لتوثيق قيد ميلاد أبنائها، وهى سعيدة بهذه الخطوة التى طالما حلمت بها لتأمين مستقبل هؤلاء "الضعوف" فى وصفها لأبنائها الصغار.
وقالت انها ستكون أحرص فى المستقبل على دقة حصول كل منهم على اوراقه فى كل خطوة، فقد تعلمت الدرس خلال هذه الفترة.
وأوضحت نوال سالم مقرر فرع المجلس القومى للسكان بشمال سيناء، أن هذه الأسرة من بين عدة اسر تم الكشف عن حاجتها لأوراق تثبت انها توجد على قيد الحياة وهذا يعود لإهمال من الأب والأم فى حق ابنائهم انهم لم يوثقوا رسميا اوراقهم، وإهمال نتيجة مفاهيم خاطئة وظروف اقتصادية قد تكون مبررا لهم وان كان غير مقبول، ومن هنا يجرى تصحيح كل هذه الأخطاء بمعرفة المجلس القومى للسكان، الذى يبحث عن هذه الأسر ويوفر لها خدمة استخراج أوراق ثبوتية من سواقط قيد وتوثيق عقود زواج.
أضافت أن الدور لا ينتهى باستخراج وثيقة، ويتم متابعة الأسرة، لقيد الكبار من الأطفال فى فصول مجتمعية، وإلحاق الصغار بفصول التعليم لإنقاذ مستقبلهم.
وقالت "سناء جلبانة"، مقرر لجنة الأمومة والطفولة بشمال سيناء، أن البحث عن هذه الأسر لا يتوقف وتتضافر فيه لجان كل الأجهزة الحكومية فى المحافظة تحت رئاسة المجلس القومى للسكان حيث توفر محافظة شمال سيناء الدعم المالى لثمن الوثائق، وتندب جهات مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدنى والصحة مندوبين عنها وتشكل لجنة مشتركة تنتقل لكل موقع بعد تجميع قائمة بأسماء مستحقى الخدمة ويتم عمل اللازم لهم بكل سلاسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة