وكيل الأزهر: حماية الإنسان على كافة المتسويات من الواجبات فى شرعنا الحنيف

الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 04:35 م
وكيل الأزهر: حماية الإنسان على كافة المتسويات من الواجبات فى شرعنا الحنيف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أناب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فضيلة الشيخ صالح عباس، القائم بعمل وكيل الأزهر، فى المشاركة فى اجتماع الفريق التشاورى الإسلامى العالمى لاستئصال شلل الأطفال لمناقشة الوضع العالمى لشلل الأطفال، خاصة فى البلدان التى لا يزال هذا المرض يهددها ويصيب أطفالها المسلمين بالإعاقة بمقر منظمة التعاون الإسلامى فى المملكة العربية السعودية.

ونقل الشيخ صالح عباس، خلال كلمته للحضور تحيَّةً خاصَّةً من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتمنياتِه الصادقة للفريق بعقد بلقاءٍ مثمرٍ يسهم فى المضى قدما نحو حفظِ ثروةِ المستقبل .. وحمايةِ فلذاتِ أكبادنا .. بما لا يجعلُهم فريسةً سهلةً لمرضٍ لعينٍ يفتكُ بهم، ويهدِّدُ حياتهم.

وأضاف الشيخ صالح عباس فى كلمته أنه غنى عن البيان أن حماية الإنسان دينا ونفسا وعقلا وعرضا ومالا من أوجب الواجبات فى شرعنا الحنيف، وحول هذه الكليات الخمسة تدور مبانى الشريعة ومعانيها؛ لذا لا أرانى أضيف جديدا فى الموضوع قيد النقاش .. غير أنى حريص على تأكيد موقف الأزهر الراسخ من مشروعية التطعيم ضد مرض شلل الأطفال خاصة فى ظل الفتاوى الشاذة والآراء المنحرفة التى تحرم ذلك الإجراء الوقائى بذرائع لا يمكن أن توصف إلا بأنها كذب على الدين وبعد عن الحقيقة والواقع، وتجاهل واضح للنتائج المتحققة على الأرض، حيث تشير التقديرات إلى انخفاض حالات الإصابة بمرض شلل الأطفال بمعدل 99% منذ عام 1989 وحتى 2017م، وما كان هذا الانخفاض إلا بما يبذل من جهود على الصعيد العالمى من أجل استئصال هذا المرض اللعين، ومع هذا التقدم الذى أحرز لحماية الإنسانية لا نملك إلا أن نقدر هذا الجهد، ونتقدم بالشكر والعرفان لمنظمة الصحة العالمية ولكل العلماء والخبراء والأطباء الذين ساهموا فى إحراز هذا النجاح الباهر .. شكرا لكم فقد تعلمنا على مأدبة الإسلام أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله.

وأكد فى كلمته أن الأزهر الشريف ممثلا فى إمامه الأكبر وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، يستنكرون هذه الفتاوى التى تحرم التطعيم بزعم أنها تتعارض مع قدر الله، ويناشدون جميع الآباء والأمهات ألا يعرضوا أبنائهم لخطر الإصابة بهذا المرض الخبيث، حيث تؤكد شريعتنا الإسلامية وجوب فعل كل ما يحمى الإنسان من الأمراض ويوفر لهم الحماية الصحية والبدنية والنفسية، وأرشدت إلى طرق الوقاية، وإذا كان حفظ النفس من مقاصد الشريعة الإسلامية الخمس، فإن من التدابير المحققة لحفظ النفس البشرية منع الاعتداء عليها بما يتلفها، ووجوب الوقاية بالابتعاد عما يضرها والتداوى إن حل الداء بها. ولا ميزان لقول من يمنع التحصين عن بناة الغد ضد هذا الخطر الذى يتهددهم محتجا بالقدر، فالإيمان بالقدر لا يتناقض مع الأخذ بالأسباب.

وفى التِّرمِذى عن أبى خِزامَةَ عن أبيه قال: قلتُ: يا رسولَ الله؛ أرأيتَ رُقًى نَسْتَرْقيها، ودواءً نَتَداوى به، وتُقاةً نَتَّقيها، هل تَرُدُّ من قَدَرِ اللهِ شيئًا؟ قال: هى مِن قَدَرِ الله".

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة