"بيوت الرحمة".. كما يسمى الجميع مستشفيات الصحة، إلا أنها فى القليوبية ليست كذلك، حيث تعانى عدد من المستشفيات بالمحافظة من بالإهمال وسوء الخدمة ونقص المستلزمات وغياب الأطباء.
جولة مفاجئة كشفت العديد من أوجه القصور فى الخدمة المقدمة بتلك المستشفيات على مستوى محافظة القليوبية بلا استثناء، وخاصة المستشفيات الحكومية والجامعية، حيث تمثل هذا القصور فى سوء البنية التحتية لهذه لمستشفيات وسوء الخدمات إلى جانب تأخر إدراج المستشفيات الجديدة المقرر دخولها الخدمة بسبب التمويل اللازم لإنهاءها.
"اخدم نفسك بنفسك".. إهمال طبى بمستشفيات بنها الجامعى ونقص حاد فى المستلزمات
عندما تدخل إلى مستشفيات بنها الجامعى على الرغم من خطة التطوير التى خضعت لها بعد الحادث الشهير "سقوط الأسانسير" لم تختلف كثير عما كانت عليه مسبقا، فلا زالت النوافذ بلا زجاج يحمى المرضى من برودة الشتاء، إلى جانب غياب الخدمة والنقص الحاد فى المستلزمات الطبية وإجبار المرضى على شراء كم كبير من الأدوية من الخارج وكذلك المستلزمات، وفقا لشهاداتهم.
مصطفى سابق، مريض نزيل مستشفى بنها الجامعى قسم العظام، أنه مر بحادث أثناء قيادته لسيارته وعلى إثرها توفت زوجته وأولاده منذ عام 2009، ودخل مستشفى بنها الجامعى بعدها لمدة سنة و3 شهور على فترتين الاولى 9 اشهر والثانية 6 أشهر، أجرى 4 عمليات جراحية بقدمه اليمني، منهم اثنان غير صحيحة، وتم خلالها قطع عصب القدم اليمنى، وتم تركيب شرائح ومسامير بالمفصل، وقالولى هتيجى بعد سنة نشيل الشرائح والمسامير.
مماطلة لإجراء عملية جراحية منذ 9 سنوات
وأضاف "سابق": "دخلت المستشفى تانى 2010 لإزالة الشرائح والمسامير معرفوش فقالوا دا العظم كسى عليها ومفيش أى ضرر منها، وخرجونى، وبعدها بسنتين كل سنة لازم يحصل التهابات وغرغرينا وصديد ومش قادر أحط رجلى على الأرض، دخلت المستشفى 3 مرات بعد كده وروحت عيادات رؤساء الأقسام الخاصة فى الخارج، وكشفت الأشعة أن عظام القدم حدث بها تسوس وتآكل، مما أدى إلى نقص الطول بالقدم اليمنى 8 سم، الأزمة وضحت بعد ذلك فى أن الشرائح والمسامير التى تم تركيبها فى الجراحة الأولى لا تصلح للاستخدام "مفوته ومصدية"، وكل مرة يعملوا تنظيف للجرح وخلاص، ومفيش جهاز فى المستشفى يفك المسامير دى، فلازم اشتريها على حسابى ووقفوا العملية والجرح ضرب".
وأوضح، أنه صباح الأحد الماضى تم تحديد موعد للجراحة وبالفعل تم اصطحابى لغرفة العمليات من قبل ممرضة التخدير، وتم تخديرى نصفى وظللت بغرفة التخدير 4 ساعات، وتركنى الأطباء وفى النهاية "قالولى مش هنعمل العملية النهاردة وأجلونى تاني، لدرجة ان ممرضة التخدير بكت وعى بتفك الأجهزة من ذراعي"، مشيرا إلى أن الخدمات بالمستشفى متدنية لأقصى حالاتها، إلى جانى سوء حالة النظافة، وطفح الصرف الصحى بالحمامات، "أنا بمشى على رجل واحدة واروح القسم الثانى جنبنا علشان أدخل حمام نضيف".
3 عمليات جراحية فى شهر واحد لمريض بالخطأ
فيما قال أنور محمد، نزيل بنها الجامعي، أنه يرقد بالمستشفى منذ 30 يوما حتى الآن، بدأت بحجزه اسبوع وتم تحديد موعد لإجراء جراحة تركيب مفصل بقدمه اليسري، ومكث 4 ساعات بغرفة العمليات لإجراء الجراحة، وخرج ومكث 5 أيام، ثم طلب منه الأطباء بالمشى من خلال "مشاية"، وتم التصريح له بالخروج مع عمل متابعة أسبوعية، وتم حجزه لعمل عملية تنظيف للجراحة السابقة، وتم تحديد موعد ثالث لإجراء عملية أخري، وطلبوا منى الصيام، وبالفعل بدأت الصيام من اليوم السابق حتى أذان المغرب من اليوم التالى ولم يسأل طبيب واحد عنه.
وتابع، عمرى ما شوفت عملية فى جرح واحد تتعاد 3 مرات خلال شهر واحد، ودا مش بيحصل، ودا حرام، ولابد من وقفة من مجلس إدارة المستشفى ووضع رقابة حقيقية على جميع أقسام المستشفى، وضرورة تفعيل منظومة الشكاوى، "لأن مفيش شكوى حد بينظر فيها، ولو فيه زيارة بتلاقى الدنيا مفيش أنظف من كده، ولا يمشوا بتقلب خرابة".
مستشفى بنها التعليمى
لم يختلف الحال كثير فى مستشفى بنها التعليمي، حيث اشتكى نزلائها من إهمال "مستشفى بنها التعليمى"، مطالبين بوضع حد لمعاناتهم، فضلا عن سوء معاملة الموظفين للمرضى، حيث استغاثوا فيها من نقص المرشحات الخاصة بوحدة الغسيل الكلوى بالمستشفى، فضلا عن تعطل الأسانسير الخاص بنقل المرضى، "الموظفين بيعاملونا وحش، ومفيش أدوية".
وشن الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، والدكتور علاء عبد الحليم محافظ القليوبية، جولات مفاجئة على تلك المستشفيات والتى اسفر البعض فيها عن إحالة مديرى تلك المستشفيات لسوء الخدمات والنظافة والتعامل مع المواطنين.
وكيل صحة القليوبية: مليار جنيه لتطوير 4 مستشفيات ودخولهم الخدمة العام المقبل
ومن جانبه، قال الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أن المديرية تعمل على الانتهاء من خطة تطوير المستشفيات على مستوى المحافظة، حيث ان هناك 4 مستشفيات دخلت ضمن خطة الإحلال والتجديد بتكلفة إجمالية مليار جنيه، وهى مستشفيات "الخانكة، وقها، وكفر شكر، القناطر الخيرية"، ودخلت مستشفى طوخ المركزى هذا العام أعمال الطرح، ويتم حاليا انشاء مركز إصابات وطوارئ.
وأضاف الطباخ فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تم ترسيه انشاء مستشفى الحروق بمدينة القناطر الخيرية بتبرع من حاكم الشارقة، وستكون أول مستشفى حروق متخصصة بالقليوبية، مشيرا إلى ان المستشفيات الحالية تعمل بكامل طاقتها وفقا للإمكانيات المتاحة، وبمجرد دخول المستشفيات الجديد للخدمة ستخفف الضغط على المستشفيات الحالية.
وتابع وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أن يتم المرور على كل المستشفيات فى الفترتين الصباحية والمسائية، إلى جانب الجولات المفاجئة، لمتابعة الانضباط الإدارى ومراجعة مؤشرات الأداء وعقد اجتماع شهرى لمديرى المستشفيات لعرض تقارير العمل للمستشفى والأطباء أنفسهم، وفى حالة عدم تحقيق الانضباط يتم إحالة المسئولين عنه للتحقيق الفورى، والمستشفى التى لم تحقق المستهدف الخاص بها يتم إحالتها للتحقيق.
وأوضح، أنه على أى مريض تعريض لمعاناة داخل أى مستشفى تخص الوزارة بالمحافظة يتوجه على الفور لقسم الشكاوى بالمديرية وعلى الفور سيتم توجيه المفتشين لمتابعة الحالة ومجازاة المخالفين على الفور.
محافظ القليوبية: دراسة أسباب التعثر فى مشروعات تطوير المستشفيات
ومن ناحيته، أكد الدكتور علاء عبد الحليم مرزوق محافظ القليوبية، أن هناك قصور فى الخدمة وأزمات مزمنة فى مجال توفير الحضّانات والعناية المركزة بمستشفيات المحافظة، مشيرا إلى أن حالة المستشفيات كأنها مريض فى الإنعاش، حيث دخلت 5 مستشفيات كبرى بالمحافظة منظومة التطوير دفعة واحدة، مما أثر على الخدمة، لافتا إلى أنه يتم عمل دراسة أسباب التعثر فى مشروعات تطوير المستشفيات والعمل على إنهاء التأخير.
وأضاف "عبد الحليم" فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أنه بمجرد الانتهاء من اعمال التشطيبات بـ 4 مستشفيات ودخولها الخدمة ستنتهى معاناة الأهالى من سوء الخدمة، إلى جانب توقيع المحافظة بروتوكول تعاون لإنشاء المستشفى الجامعى الذى تعثر العمل فيه منذ قيام وزير التعليم العالى والمحافظ السابق بوضع حجر أساسه، وتم حل الإشكاليات التى تسببت فى توقف المشروع.
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس/ مجدي المصري - القاهرة ...
لابد ن إخضاع كافة مستشفيات وزتارة الصحة والجامعات للتصنيف الدولي ..
لا نتعجب مما يحدث في المستشفيات الحكومية طالما أن الإدارة فاسدة والأطباء تم السماح لهم بالعمل الخاص بالرغم من غلتحاقهم بالعمل الحكومي ..من يدخل مستشفى حكومي يرى العجب من أول باب المستشفى ..أنا دخلت مستشفى بنها وللأسف من الدخول للباب الرئيسي تتفاجئ بأفراد الأمن كل فرد منهم يمد يده لك طالباً الأتاوة وإلا فإن فترة الزيارة لم تحين ..وبالتالي لابد من الدفع لهم ..وعند مجرد الدخول للأقسام ترى المرضى يفترشون الأرض ومن يدفع للممرضة يتم تدبير سرير له ..وإن أردت الدخول للحمام فعليك أن تُجيد السباحة في المياة القذرة لأن الحمامات جميعها المياة القذرة تغطيها وتبحث عن أفراد النظافة تجد كل فرد يمد يده للزائرين طاباً الحسنة وتجد نفسك كأنك واقف أمام مسجد يفترشه المحتاجين طالبي الحسنة ..وللأسف لا نظافة ولا تمكريض والبهوات الأطباء منهم من هرب لعمله الخاص أو من يجلس بمكتبه ولا يسأل في مرضاه والكل يتحجج بالراتب وعلى أد فلوسهم وللأسف لا تجد كبير في المستشفى لتشكو له لأنه من نفس العينة والكل ينهب وينهش من المال العام والمرضى والزائرين ولا يوجد من يقوم بالتفتيش والمسائلة ..ناهيك عن الفضائع في العلاج لوجود طواقم طبية جاهلة مجرد موظفين يتقاضون رواتب وخلاص ..ما معني أن يتم تخدير مريض وبعد ساعات يتم تركه بحجج تافه ؟ظما معنى أن يتم تركيب دعامات ومسامير ولا يعرف الأطباء نزعها ؟؟ما معنى أن يستمر المريض سنوات يُطالب بحقه في العلاج ويتم رفض طلبه ؟ الإهمال متفشي في كل المنشئات الحكومية والسبب هو الإدارة الفاشلة ..أقولها لأنني أعمل في مستشفى حكومي بأحد دول الخليج مسئول قسم صيانة الأجهزة والمعات الطبية المناوب ..والمستشفى على أعلى مستشفى في النظافة وكأنك في فندق 5 نجوم ..ناهيك عن توافر الأجهزة الطبية على كافة المستويات وتوفير الأدوية والكوادر الطبية ..لدرجة أن المرضى مدللين يشتكون للإدارة لو قناة تليفزيونية غير متواجدة ..كنت احضر الإجتماعات الأسبوعية لكافة القيادات بالمستشفى لمناقشة كافة المشاكل الصغيرة قبل الكبيرة ..ناهيك عن تدريبات الحماية المدنية في حالة وقوع كارثة أو حريق وكيفية التصرف ..للأسف نحن فعلنا ذلك بأنفسنا لأنك لو قارنت المستشفيات الحكومية بمصر بغيرها من الدول المحيطة سنجد أنفسنا في القاع وكله بسبب الإدارات الفاسدة وعدم الإشراف والتفتيش ومجازاة الفاسد ..لابد من إخضاع كافة المستشفيات الحكومية للتفتيش وتصنيف الجودة الدولية وكل مستشفى لا تنطبق عليها المعايير وتفشل في الحصول على الجودة الدولية يتم فصل جميع الإدارات بها أو عرضها للإستثمار ..والله لم تم منح التأمين الصحي لكافة مواطني مصر وإعطاء الإختيار لهم بالعلاج في أي صرح طبي خاص أو حكومي أو إستثماري لإنصلح حال العلاج بمصر ..أين رؤساء الجامعات وأين المحافظين وأين وزير الصحة ؟؟للأسف يظهرون عند وقوع المصائب فقط ..حسبنا الله ونعم الوكيل في كل موظف لا يؤدي عمله بما يرضي الله ..والسلامة للجميع