تمر اليوم ذكرى ميلاد أحد أبرز العقول المصرية هو عميد الأدب العربى طه حسين الذى ولد يوم 15 نوفمبر 1898، والذى ظل طوال حياته مثيرا للفكر ودافعا قويا للتأمل وساعيا لتغيير طرق التفكير البائدة.
وفى شهر نوفمبر عام 2016 كان للدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تصريحا مهما عن عميد الأدب العربى طه حسين، قال فيه "كنت وأبناء جيلى نقرأ أمثال هذه الكتب لنتعرف على هويتنا فى هذا المعترك الثقافى الدولى، فمثلا طه حسين بالرغم من أنه كتب كتابا معينا وكان للأزهر موقف منه، إلا أننى مع ذلك أعتبره شديد الأدب مع التراث ومع رسول الله ومع أبى بكر وعمر وعثمان، ومن هذا المنطلق كنا نعيش دائماً مع هذه الكتب ومع هذه القامات؛ لأنها فعلاً تربى العقول وتكون الزاد المعرفى".
كتاب الدكتور محمد عمارة "طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام"، وصدر مع مجلة "الأزهر" الشهرية فى عام 2014.
وفيه قسم عمارة حياة طه حسين إلى أربعة مراحل هى:
مرحلة الشيخ طه (1908-1914 م) وفيها، وفى هذه المرحلة يرفض طه حسين العلمانية، بل يذهب إلى ضرورة التزام المسلمين بنشر الإسلام والتوحيد ومحو الشرك، وعندما يكتب عن إصلاح أحوال المرأة يعلن أن معايير هذا الإصلاح هى ثوابت الدين.
المرحلة التى عاد فيها من فرنسا (مبهورًا) بالغرب (1919- 1930 م)، وهي مرحلة المعارك الفكرية الشديدة، وأهم هذه المعارك: معركة علمنة الإسلام، وعلاقة طه حسين بكتاب (الإسلام وأصول الحكم) لعلى عبد الرازق، الذى قال فيه طه حسين: (لقد قرأت كتاب الشيخ على (الإسلام وأصول الحكم) قبل طبعه ثلاث مرات، وعدلت فيه كثيرًا) ويرى محمد عمارة أن طه حسين أسهم فى كتاب (الإسلام وأصول الحكم)، وأنه القسم الخاص (بجعل الشريعة الإسلامية روحيةً محضه، لا علاقة لها بالحكم والتنفيذ فى أمور الدنيا).
ومعركة ما سماها محمد عمارة بـ العدوان على المقدسات، التى تمثلت فى كتابه (في الشعر الجاهلي) المنشور 1926 وقد رد عليه كثيرون منهم: الشيخ محمد الخضر حسين، والأستاذ محمد فريد وجدى.
ثالثتها: تلك المرحلة التى امتدت من بدايات الثلاثينيات، وحتى قيام ثورة يوليو سنة 1952م، وهى مرحلة الإياب التدريجى، والمخاض الحافل بالتناقُضات لطه حسين (1932-1952م).
وأهم معالمها خلو كتاباته من أى إساءة إلى الإسلام، والتوجه إلى الكتابة فى الإسلاميات، فكتب كتابه على (هامش السيرة) بأجزائه الثلاثة (1933: 1938)، قدم فيه مقالًا فى العقل مثل تطورًا كبيرًا وحاسمًا إزاء موقفه القديم، وفيه دعا إلى إصلاح العقل بالمعجزة القرآنية التى يفهمها العقل فلا يستطيع إنكارها، ويكبرها فلا يستطيع عليها تمردًا ولا طغيانًا.
وفى سنة 1933 خاض بفروسية وشجاعة مبهِرة، معركة شرسة ضد التنصير والمنصرين، فكتب ستة مقالات ضد زلزال التنصير، هى: (عدوان)، (هزل)، (حزم)، (فتنة)، (توفيق)، ((تجن))، فى صحيفة (كوكب الشرق) بتواريخ 10، 12، 16، 18، 19، 25 يونيو 1933م.
المرحلة الرابعة هى الإياب الفكرى الصريح والحاسم إلى أحضان العروبة والإسلام (1952-1960م):
وفيها ظهرت تحولات في فكر طه حسين أكثرَ فأكثرَ نحو العروبة والإسلام، ومن أبرز هذه التحولات: تأكيدُه على حاكميَّة القرآن، والانتقال من الفِرعونيَّة إلى العروبة التى صاغها الإسلام، وكتابة كِتابه (مرآة الإسلام) 1959م، ثم ختَم بكتابه (الشيخان) 1960م.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة