فى سابقة تحدث لأول مرة فى التاريخ، تستعد وكالة ناسا الفضائية، لإذاعة عملية هبوط مركبة فضائية والتجول على سطح المريخ في 26 نوفمبر الحالى، فى بث مباشر للمركبة التى أطلقتها ناسا إلى المريخ في الخامس من مايو الماضي، والتى ستصل إلى الكوكب الأحمر بعد رحلة تستغرق حوالي 6 أشهر نهاية الشهر الجارى.
مركبة إنسايت
ويعد كوكب المريخ أو كما يطلق عليه الكوكب الأحمر، أشهر كواكب المجموعة الشمسية بعد الأرض عند الإنسان، وهو أحد أكثر كواكب المجرة الذى يلقى حفاوة فى الأدب والشعر والأساطير والعلوم، ويظل السؤال الدائم هل يوجد حياة على المريخ، وهل هذا الكوكب القريب من الأرض ممهد كى يستقبل حياة مثل الأرض؟، لكن ربما السؤال الأغرب الذى طرحه الكاتب الكبير أنيس منصور فى كتابه "الذين عادوا من السماء" حيث تساءل "هل حدث على سطح المريخ ما حدث من قبل على سطح الأرض وهل كانت هناك حياة متطورة ثم اختفت؟".
الذين عادوا من السماء
ويذكر الكاتب بأن فلكيون لاحظوا وجود بقع سوداء فسروها على أنها مساحات مائية، ولاحظوا مساحات بيضاء، فسروها بأنها سحب، ثم كبرت العدسات أمام عيونهم فرأوا شكل المريخ يتغير، مرة أخضر ومرة أبيض ومرة أحمر، وكان تفسير ذلك أنه لابد أن مياه، وأن هناك مزارع ومواسم للحصاد، أى أن هناك حياة عاقلة، أى أن المريخ مسكون بكائنات مثلنا، عاقلة أو أكثر عقلا وتطورا.
ويوضح أنيس منصور أن من الحقائق التاريخية الغريبة جدًا، أنه حتى قبل أن يخترع الإنسان العداسات والمراصد، فإن الأساطير القديمة من ألوف السنين كانت تقول إن حول المريخ قمران يدوران، وهى حقيقة اكتشافها أحد الفلكيين الأمريكان ويدعى "هال" عام 1877.
وأشار إلى اكتشاف هز العالم بحسب وصفه، عندما كشف العالم الفلكى الإيطالى سكباريللى عن وجود قنوات على سطح المريخ، وأكد للعالم أن هذه القنوات من صنع كائنات عاقلة، أى أنها ليست أنهارا ولا بحيرات وإنما خطوط هندسية دقيقة، وكان ذلك دليلا مقنعا على أن هناك حياة على الكوكب.
رواد الفضاء على كوكب المريخ
ورغم أن الكاتب نفسه عاد وذكر ما كشف عنه السفينة الفضائية "مارينر الرابعة" التى مرت بقرب من المريخ فى 4 يوليو 1965، وجاءت نتائجها العلمية صادمة، فالمريخ ليس إلا صحراء جرداء، بلا قنوات ولا هندسة ولا عبقرية، وإنما مجهور كالقمر، كما أن السفينة فايكنج الأولى لافتت إلى أن نسبة الأوكسيجين والمتروجين صئيلة للغاية، وأن درجة حرارته باردة فى جميع أوقات النهار والليل طبعا.
إلا أن أنيس منصور، ذهب إلى أن الأوكسيجين والنتروجين والحرارة ليسا ضرورين من أجل الحياة، وذلك لأن هناك كائنات حية ليست فى حاجة للأوكسيجين، مثل البكتيريا، كما أن بعض الأعشاب والطحالب تنمو بغزارة تحت الجليد وتحت الصفر بعشرات الدرجات.
ويرى أنيس منصور، أن أغلب التفسيرات العلمية ليست دقيقة، وذلك لأننا نقيس أمكانية الحياة هناك بمقاييس إنسانية، فمن قال أن الذى يصلح للإنسان يصلح لكل الكائنات الأخرى، ومن قال أن الإنسان هو الكائن الوحيد فى هذا الكون.