بعد مرور أكثر من أسبوع على إجرائها، طوى الأمريكيون صفحة الانتخابات النصفية ومعركة الكونجرس التى أسفرت عن فوز الديمقراطيين بالأغلبية فى مجلس النواب وتعزيز الجمهوريين سيطرتهم فى مجلس الشيوخ، ليبدأ الاستعداد لمعركة الرئاسة الأمريكية التى ستجرى انتخاباتها بعد عامين من الآن، ومن المتوقع أن تكون واحدة من أشرس الانتخابات خاصة بعدما أكد الرئيس دونالد ترامب عزمه الترشح فى سباق البيت الأبيض المقبل.
ومن المتوقع أن تكون المعركة قوية جدا داخل الحزب الديمقراطى للفوز بترشيح الحزب، لاسيما وأن هناك مجموعة من الوجوده القديمة التى تسعى لمواصلة التواجد فى الوقت الذى يغيب فيه عن المشهد حتى الآن وجوه جديدة.
هناك تكهنات تدور الآن حول احتمال ترشح هيلارى كلينتون مرة أخرى فى سباق الرئاسة رغم خسارتها الانتخابات الماضية وبشكل غير متوقع أمام دونالد ترامب. فقبل أسبوع من الانتخابات النصفية الأخيرة، قالت هيلارى فى تصريح أنها تؤيد أن تكون رئيسة.
وخلال جلسة حوارية معها، سألهتها كارا سويشهير عما إذا كانت ترغب فى الترشح مجددا. فردت كلينتون سريعا قائلة: "لا"، مما آثار ضحك من الجماهير الحاضرين، لكن عندما ضغطت عليها المحاورة بشكل أكبر قالت: "أريد أن أكون رئيسة".
وأوضحت هيلارى كلينتون، أنه سيكون هناك الكثير من العمل بحاجة لإنجازه بعدما يفوز ديمقراطى، كما تأمل فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشارت كلينتون، إلى أنها تشعر أنها مستعدة جيدا للقيام بهذا العمل بعد خدمتها فى مجلس الشيوخ لثمانى سنوات وتوليها وزارة الخارجية، فى تناولها للمؤهلات التى عليها من قبل فى معركتها الانتخابية السابقة، وقالت إنها لن تفكر فى احتمالات الترشح قبل إجراء الانتخابات النصفية المقررة فى نوفمبر المقبل.
هذه التكهنات تأكدت بنسبة كبيرة بعد تصريحات مساعد سابق لكلينتون قال فيها إن وزيرة الخارجية الأمريكية السابق ستترشح للبيت الأبيض مجددا فى عام 2020 . وقال مارك بين فى مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" إن كلينتون لن تسمح بهذه الخسارة المذلة على يد هاو أن تنهى قصة مسيرتها.
وأثارت هذه الأنباء سخرية من جانب بعض الجمهوريين، وعلى رأسهم مستشارة البيت الأبيض كيليانى كونواى التى تمنت أن تترشح كلينتون بالفعل حتى يتمكن ترامب من هزيمتها مجددا.
وإلى جانب كلينتون، يتردد اسم خلفها فى وزارة الخارجية فى عهد أوباما جون كيرى كمرشح أيضا لخوض لسباق، حيث ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" فى سبتمبر الماضى أن كيرى لم يغلق الباب تماما أمام فكرة الترشح، وأشار إلى أن التركيز ينصب فقط على الانتخابات النصفية. ومع انتهائها الآن، فإن كيرى ربما يكشف عن نيته بشأن هذا الأمر قريبا.
وكان كيرى قد خسر أمام بوش فى عام 2004، وحصل على 252 من أصوات المجمع الانتخابى مقابل 286 لمنافسه الجمهورى. وكان هامش التصويت الشعبى بينهما ضئيل أيضا حوالى ثلاثة ملايين صوت أى حوالى 3%.
ولو قرر كيرى الترشح هذه المرة، فإنه سيواجه منافسة قوية داخل الحزب الديمقراطيين فى سبيل تحقيق هدفه. حيث تتردد عدة أسماء قوية للمشاركة فى السباق التمهيدى لاختيار مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية، من بينها نائب الرئيس السابق جو بايدن، والسيناتور إليزابيث وارين والسناتور كامالا هاريس.
لكن حظوظ "كيرى" قد لا تكون كبيرة هذه المرة، فاتجاهات الناخبين فى السباق التمهيدى للحزب الجمهورى تدعم النساء والأقليات على حساب الرجال البيض بشكل غير مسبوق.