تحول جديد لاقتحام قلاع الدواعش المتحصنة بستار الحرية، تفتح وزارة الأوقاف الملف الأكثر حصانة لهدم قلاع المتطرفين بالقارة العجوز، والوصول إلى عقر دار المتشددين الذين شوهوا الإسلام فى أوربا بممارسات نقلت للأوربيين صورة خاطئة عن الإسلام.
وتبحث وزارة الأوقاف، فى الأرجاء الأوربية عن شركاء يوفرون لها مرتكزات دعوية، وقاعدة للتحرك بحرية فى القارة التى تعانى من آثار الحرية الزائدة التى تتغزى عليها تيارات التطرف تحت ستار حرية الفكر لبث أفكار متشددة، حيث تكرر الأوقاف نشر أخبار حول ترحيبا بالوفود الأجنبية التى تبحث عن شراكات، وتكثف الوزارة أخبارها حول افتتاح الأكاديمة العالمية لتدريب الدعاة باللغات الأجنبية لتوسيع نطاقها المكانى والثقافى ولاسيما أوروبا.
وزير الأوقاف يتلقى دعوات لإلقاء محاضرات فى أوروبا
وخلال زيارات متعددة للأوقاف، تلقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، طلبات متعددة لأداء خطب الجمعة بعدد من البلدان الأوربية وإلقاء محاضرات عن التعايش وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتفكيك الفكر المتطرف بجامعات ومنتديات أوربية رسمية وشراكة فى إقامة مؤتمرات بأوربا، كما دعت الوزارة أكثر من 70 دولة أجنبية لحضور مؤتمرها الدولى التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى سيعقد في الفترة 19 – 20 يناير المقبل تحت عنوان: "بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها" بحضور مؤسسات إسلامية أوربية من فرنسا والدول الاسكندنافية الثلاثة وسويسرا وألمانيا وإيطاليا والامريكتين والبرازيل واليونان وروسيا وأفريقيا وعدد آخر من الدول.
وزير الاوقاف محمد مختار جمعة
وتخاطب الأوقاف، من خلال محاور مؤتمرها المقبلة "العقل الجمعى" للبشرية للحفاظ على "الإنسان والأوطان"، ودعم كل مواطن أن يحظى بحقه وحريته فى الحياة، والتأكيد على ضرورة دعم الأوطان وتماسكها فيما يسمى بدعم الدولة الوطنية.
رسالة الأوقاف لدعم الإنسان والأوطان
وتظهر رسالة الأوقاف لدعم الإنسان "أى إنسان" والأوطان "كل الأوطان" من خلال محاور مؤتمرها الموجهه للعالم كله فى شكل مؤسسات دينية وحوارية وقادة العمل الدينى، وهى: مشروعية الدولة الوطنية وأثر بناء الشخصية الوطنية في الحفاظ عليها، والخطاب الديني والثقافي وأثره في بناء الشخصية، و مفهوم الدولة الوطنية ومشروعيتها، و دور المجتمع المدني ومؤسساته في بناء الشخصية الوطنية، و المؤسسات الوطنية ودورها في بناء الشخصية – القوات المسلحة أنموذجًا، وأثر الأسرة والتعليم و الإعلام فى بناء الشخصية.
وقبل يومين استقبلت وفدًا من مؤسسة "بيرغهوف" الألمانية برئاسة البروفيسور هانس غيسمان المدير التنفيذي بالمؤسسة، و سونيا نويفايلر رئيسة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و فراس خير الله ممثل المؤسسة في لبنان، و رضوى صلاح مديرة مشروع التعاون الإقليمي، لبحث أوجه تعزيز التعاون في مجال مواجهة التطرف.
تنظيم داعش
وشهد اللقاء الذى جرى بمكتب الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى، والمتحدث باسم الوزارة، بحضور عمرو شكرى رئيس قطاع مكتب الوزير والمسئول عن التعامل مع الجهات الخارجية، نقاشات بين الوفد ورئيس القطاع الدينى، وأظهر النقاش وجود صور مغلوطة لدى الوفد عن المسلمين.
وأنتقد البروفيسور هانس غيسمان المدير التنفيذى لمؤسسة "بيرغهوف" الألمانية رفض المؤسسات الدينية الغربية حضور مؤتمر سنوى تعقده المؤسسة عن مكافحة التطرف والإرهاب بمشاركة وزارة الداخلية الألمانية.
رئيس القطاع الدينى: الدعاة الحقيقيون يدعمون الأوطان التى يعيشون على أرضها
من جانبه رد "رئيس القطاع الدينى"، بأن هؤلاء ليسوا دعاة بل رجال الإسلام السياسى الذين يعيشون على أرض دولة تمنحهم الحرية ليناهضوها ويرفضون التعاون معها، بينما الدعاة الحقيقيون يدعمون الأوطان التى يعيشون على أرضها حتى لو كانت بلاد مهجر.
وأضاف طايع، للوفد أن "الأوقاف المصرية" لديها شركاء وسطيون حول العالم وفى أوربا وتستطيع إحضار ألف مؤسسة إسلامية وسطية لو دعيت لمؤتمر وشراكة حقيقية تخدم الإنسانية وتظهر الوجه الحقيقى للإسلام وتدعم قيم التعايش، وتدعم القيم النبيلة وتدعم الدول الوطنية والاندماج مع الحفاظ على الهوية ونبذ العنف و الإنصاف فى التعاون والتعامل.
وتعقيبا على الزيارة أكد الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى، والمتحدث باسم الوزارة، أننا لا نستطيع أن نستغنى عن جزء منا، لافتا إلى أن منهج الدعوة لدى مؤسسة الدعوة المصرية تخاطب الإنسانية على أنها شيئ واحد فى خطاب يحترم الإنسان ويخاف على حياته بصرف النظر عن دينيه.
وأضاف طايع، لـ"اليوم السابع"، أن ما يضر أى إنسان فى الشرق والغرب يسبب إزعاج لنا، مضيفا أن الوزارة ترحب بأى تعاون يخدم الإنسانية، وتمنحهم المطبوعات الوسطية، وتبحث كافة سبل التعاون، والمشاركات، وتدريب العاملين فى حقل الدعوة، والتواصل المباشر لتلاشى الصورة المغلوطة، وتصحيحها.
كما تلقت الأوقاف، طلبا من عضو هيئة تدريس بجامعة تريسته الإيطالية ومدير المركز الإسلامى الكبير بتريسته لفتح آفاق التعاون، والتقى د. نادر العقاد بالشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى.
التعاون بين وزارة الأوقاف والجامعات الألمانية
فيما أعلنت وزارة الأوقاف، تلقى الدكتور محمد مختار جمعة، رسالة شكر وتقدير من الدكتور مهند خورشيد مدير مركز الدراسات والتربية الدينية الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، مطالبا بالتعاون العلمى بين وزارة الأوقاف المصرية بأكاديمياتها الدولية ومراكزها البحثية والدعوية والجامعات الألمانية والذى سيتوج بتوقيع اتفاقية التعاون العلمى بين جامعتنا جامعة مونستر الألمانية ووزارة الأوقاف المصرية.
وزارة الاوقاف
وتضمنت الرسالة إشادة بالغة بجهود وزير الأوقاف فى التواصل الثقافى وتجديد الخطاب الدينى ودعم الانفتاح والتعاون مع الجامعات الأوروبية وترجمة ذلك تعليميا وبحثيا، مع رغبة جامعة مونستر فى المزيد من دعم التعاون العلمى مع وزارة الأوقاف، والبدء فى وضع الاتفاقية بين الجامعة والوزارة حيز التنفيذ.
كما تقدم المجلس الأعلى للجالية المصرية بهولندا، بطلب إلى د. أحمد على عجيبة، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية، للحصول على مطبوعاته ومؤلفاته الدينية لنشر الوسطية فى هولندا من قبل المجلس والأعضاء.
وطلب المجلس الأعلى للجالية المصرية بهولندا، فى المذكرة التى تقدم بها سعيد الدغيدى المنسق العام للشباب بالجالية، بربط موقع الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بموقع الجالية هناك لعرض منشورات الأوقاف المصرية هناك لتعزيز ونشر الوسطية.
كما طالب المجلس الأعلى للجالية المصرية بهولندا، بتبادل الزيارات، والإشراف على النشاط الدينى وإنشاء مراكز إسلامية هناك حسب القوانين الهولندية، لدعم الخطاب الوسطى وقضايا التعايش وتعزيز السلم والحوار هناك.
من جانبه، أهدى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية، عددا من المطبوعات الدينية باللغتين العربية والانجليزية للجالية لإيداعها فى مكتبة الجالية، مقررا بحث التعاون مع الجالية فى الجوانب التى طالبت بالتعاون فيها لنشر الوسطية والتعايش فى المجتمع الأوروبى، ودعم الاندماج الوطنى للجاليات المسلمة والمغتربة فى هولندا بشكل إيجابى.
من جانبه رحب الدكتور أحمد عجيبة، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بإمداد مسلمى الغرب بمطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الأوقاف.
وأضاف عجيبة، لـ"اليوم السابع" أن منهج الأوقاف هو نشر الوسطية ودعم التعايش، وفتح باب الحوار، والتعاون مع الناس جميعا من أجل خدمة الإنسانية وإيجاد بديل وسطى.