فى 18 نوفمبر من عام 1978، أقدم نحو 918 شخص على الانتحار، فى واقعة صعقت العالم، ووصفها المؤرخين والمتابعين بأنها أكبر حادث انتحار جماعى فى التاريخ، ويعتبر البعض بأنها أكثر الحوادث خسائر فى الأرواح بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل أحداث 11 سبتمبر عام 2001.
الواقعة سالفة وقعت فى ما يسمى "معبد الشعوب الزراعية" لمؤسسه جيم جونز، حيث توفى 918 شخص فى المستعمرة من بينهم قتل أكثر من 300 طفل جميعهم من جراء التسمم بمادة السيانيد، بالإضافة إلى قتل خمس أشخاص آخرين بالقرب من مدرج هبوط للطائرات، مقاطعة بجورج تاون.
السموم والأدوية التى تناولها الضحايا
ما الذى حدث وما هو السبب الذى جعل هولاء الأشخاص يقدمون على الانتحار، وبهذه الطريقة؟
بحسب كتاب "حتى لا يعود جهيمان: حفريات أيديولوجية وملاحق وثائقية نادرة" من تأليف عدد من الباحثيين الأمريكين وترجمة وإعداد الدكتور حمد العيسى، بأن خلفية حدوث تلك المذبحة كما وصفها، تعود إلى عام 1955، عندما أسس القس الأمريكى ذو الميول الشيوعية جيم جونز طائفة دينية تحمل اسم "CUIT" بمدينة إنديانابوليس عاصمة ولاية إنديانا الأمريكية، ذات معتقدات شاذة تؤمن بقرب نهاية العالم وحلول القيامة، تحت مسمى مشروع معبد الشعوب الزراعية، وهو مشروع تعاونى على النمط الاشتراكى.
جيم جونز
انتقلت تلك الطائفة فى عام 1977 إلى مدينة جونز ناون فى جمهورية غويانا هربا من جحيم الرأسمالية المتوحشة كما كان يزعم "جونز"، لكن هذا الانتقال كان فى حقيقة الأمر هو هربا من الإعلام الأمريكى الذى بدأ فى انتقاد زعيم المجموعة وأفكار الشاذة، كما يصفها المؤلف.
ضحايا جونز تاون تناولوا السم للتخلص من حياتهم
واستطاع جونز فيما بعد بإقناع ابتاعه بقرب نهاية الزمان وحلول القيامة، كما ذاع إليهم بأن حربا وشيكة بالأسلحة النووية وشيكة الوقوع، وأمر ما يسمى بـ"الانتحار الثورى" للتخلص من شرور تلك العالم.
موقع الحادث قبل الانتحار
وفى 18 نوفمبر 1978، صعق العالم بعد تأكد انتحار 918 شخصيا بصورة جماعية بعدما تناولوا سم السيانيد، منهم 303 أطفال أجبروا على تناول السم، ومنهم أطفال جيم جونز نفسه، وتعتبر أكبر حادثة انتحار جماعة فى التاريخ الحديث، وكذلك أضخم خسائر للأرواح بالولايات المتحدة فى كارثة غير طبيعية تقع قبل أحداث 11 سبتمبر.
ضحايا جونز تاون
وتذكر عدد من التقارير والدراسات بأن جونز وأتباعه قاموا بتسجيل تلك الواقعة على شريط صوتى للحدث وقبله، وتبع التسمم فى جونز تاون قتل أعضاء المعبد لخمسة أشخاص فى مهبط كيتوما القريب للطائرات، وكان من ضن ضحايا القتل اشتملوا عضو الكونجرس ليو رايان وهو عضو الكونغرس الأول والوحيد فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى قتل أثناء تأديته لواجبه. بالإضافة الى أربعة أعضاء آخرين تم قتلهم بجورج تاون بناءً على أوامر جونز.
صورة لبيوت الطائفة في مدينة جونز