ما زالت السيول والأمطار ترسم آثارها على جدران منازل عزبة سعيد التابعة لقرية المعابدة بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط بعد أن هاجمت عددا كبيرا من المنازل قبل أيام وتسببت في خسائر لسكان هذه العزبة التي تقع تحت سفح الجبل مباشرة وكانت الدولة حاضرة بجميع هيئاتها وعلى رأسهم اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط، حتى تمت السيطرة الكاملة على آثار السيول وتم تشكيل اللجان المتخصصة من قبل الهيئات الهندسية ونقابة المهندسين لحصر الخسائر.
"اليوم السابع" توجهت للقرية، وتحدثت مع المواطنين عن احتياجاتهم من الدولة بعد السيول، والآثار التي ترتبت عليها، بخلاف المشكلات التى يواجهونها حتى الآن.
قال سعد المعبدى أحد سكان " عزبه سعيد"، :"العزبة يصل عدد سكانها إلى أكثر من 6 آلاف نسمة وأكثر وهؤلاء السكان لهم عدد من الطلبات بعد أن تم تدمير منازلهم أولها معالجة المخر الجديد الذى تسبب فى هذه الكارثة ثم الاهتمام بمياه القرية، وإن كنا رأينا بالفعل تم البدء فى توصيل خط جديد للقرية بعد أن أستمع المحافظ لشكوانا كما أننا نطالب بالاهتمام بالجانب الصحى بالقرية".
وأوضح أحمد عبد الهادى أحد سكان العزبة أن أهالي العزبة يعانون من عدم وجود وحدة صحية وأقرب وحدة لنا هى وحدة المعابدة وهى تبعد نحو 6 كم وهى خاوية تماما ولا يوجد فيها حتى مصل العقرب وأقرب مستشفى مركزى هى مستشفى أبنوب المركزي وهى تبعد عن قرية المعابدة 35 كم أى أن المريض الذى يتعرض للدغ لابد أن يموت حتما فى الطريق فطالب أن تكون هناك على الأقل سيارة إسعاف بالوحدة أو على الطريق السريع لنقل أى حالة فور تعرضها لأى شئ وخاصة أننا نسكن فى مناطق جبلية ومعرضون للدغ أو الكوارث فى أى لحظة كما اننا نطالب بعمل وحدة اطفاء حيث اننا تعرضنا قبل ذلك لاحتراق عشرات المنازل وكان التدخل متأخرا.
وطالب عبد الله على من أهالي العزبة، ببناء مدرسة إعدادية وأخرى ابتدائية بالعزبة حيث أنه لا يوجد إلا مدرسة ابتدائية واحدة بالقرية، ويضطر الطلاب للذهاب إلى مدرسة إعدادية بعيدة عن قريتهم مما يتسبب فى وجود وزيادة نسب المتسربين من التعليم وزيادة الأمية بين أهالى القرية وفى نهاية نجد الذين يصلون إلى الجامعة أعداد على أصابع اليد بسبب نقص المدارس والمعلمين والاهتمام بالتعليم نظرا لبعد العزبة وعدم اقبال المدرسين علي المدرسة الوحيدة بالقرية.
وأشار زين عبد الرحمن أحد سكان العزبة أن له موقف لا يمكن أن ينساه وهو تعرض ابنته لأزمة صحية وكانت تحتاج سريعا إلى أكسجين ونظرا لبعد المسافة بين القرية والمستشفى المركزي وهى 35 كم فارقت ابنتى الحياة وأنا فى طريقى لإسعافها فأطالب بعمل وحدة صحية أو على الأقل تفعيل عمل الوحدة الصحية القريبة بقرية المعابدة، والتي تتبع لها العزبة.
وطالب خالد عبد الصادق البريشي" أحد سكان قرية المعابدة"، بعمل صرف صحى لعزبة سعيد أو التفكير فى أي صرف مؤقت لأن معظم منازل القرية بدون حمامات لوجود المنازل على منطقة صخرية يصحب الحفر فيها فنطالب التدخل السريع لأن الأهالى يعيشون حياة غير آدمية بسبب عدم وجود مكان لقضاء حاجتهم فلابد من وضع حل ووجود طريقة للمرور من هذه الأزمة، مشيدا بتدخل المحافظة السريع لتخفيف الكارثة على الأهالي والقوافل الطبية فى كل التخصصات وبدء تلبية بعض الطلبات ومنها حفر خطوط مياه جديدة والبدء فى تمهيد الطرق لرصفها فضلا عن تعاون الجمعيات والمؤسسات لتخفيف الكارثة على الأهالى .
على الجانب الآخر، أصدرت نقابة المهندسين بأسيوط بيانا ذكرت فيه أن لجنة هندسية برئاسة المهندس عبد الحكيم عليان عبد العليم، نقيب مهندسى أسيوط، وأمانة المهندس الهيثم عبد الحميد نصر، أمين عام نقابة المهندسين الفرعية، تفقدت خسائر الأمطار الغزيرة بعزبة سعيد التابعة لقرية المعابدة الشرقية بمركز أبنوب لمساعدة الأهالى وتخفيف العبء عنهم بعد تضررهم من الأمطار الكثيفة التى شهدتها العزبة يوم الأربعاء الماضى وتسببت فى تصدع وغرق بعض المنازل والشوارع بالمياه دون أية خسائر فى الأرواح.
وأوضح نقيب مهندسى أسيوط، أن اللجنة رصدت الخسائر الناجمة عن تلك الأمطار الغزيرة بـ24 منزلًا بالقرية، وتم حصر كافة التلفيات سواء فى المنازل أو الأثاثات، للبدء فورًا فى معالجتها حسب اختصاص كل جهة، وتقديم التعويضات المالية والعينية للمتضررين، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة مشاكل البنية التحتية والعمل على توفير بيئة صحية للمواطنين، منوهًا إلى المشكلة جاءت نتيجة وقوع تلك المنازل بمواقع مخرات سيول، وأن الكثير منها مبنى من الطوب اللبن وعبارة عن دور أرضى فقط، مؤكدًا أنه سيتم عمل إحلال وتجديد لتلك المبانى المتضررة بصورة عاجلة.