قالت البارونة جوانا شيلدز، مؤسسة تحالف «نحن نحمي» العالمي، إن استغلال الأطفال عبر الإنترنت جريمة لا تُغتفر، إضافة إلى أنها أمر بالغ التعقيد من الناحية التقنية.
وأضافت «شيلدز» الفائزة بجائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة 2018 باعتبارها إحدى الشخصيات العالمية المؤثرة في مجال حقوق المرأة والطفل، أن التكنولوجيا بجانب ما توفره من فرص للتمكين وتعزيز قدرات الأفراد، فإن لها آثارا سلبية قاسية، وللإسف فإننا في خضم للاهتمام بمزايا الواقع الرقمي أهملنا سلبياته ولم ندرك حجم الأضرار التي قد تصيب الأطفال من خلال هذه النوافذ المفتوحة.
وشدد مؤسسة تحالف «نحن نحمي» العالمي على أن الموقف بالغ الخطورة والتعقيد، خاصة ما يتصل باستغلال الأطفال جنسيا عبر وسائل الاتصال الرقمية، مشيرة إلى أن خلفيتها واهتمامها بالأمر بدآ مع شغلها منصب وزير الحماية عبر الإنترنت بالمملكة المتحدة، متابعة: «كثير من المؤسسات الموجودة اليوم أدركت أن مشكلة استغلال الأطفال سيتسع مداها، وإذا كان هناك ما تعلمناه من الواقع الرقمي، فهو أن التكنولوجيا تجعلنا أقرب، لكنها تترك آثارا سلبية، وتخلق فراغا يحتاج لمن يملؤه».
ولفتت البارونة جوانا شيلدز إلى أنه لا بديل عن العمل المشترك، وفي ضوء أن الأديان والعقائد كانت القائد الروحي لملايين
البشر فإن القيم الدينية والروحية تلعب دورا مهما في تعزيز أمن المجتمعات وحماية الأطفال، رغم آثار التطور الرقمي الكبير في العقدين الأخيرين على حضور الخطابات الدينية والروحية في حياة الأفراد.
وتحدثت «شيلدز» عن الإنترنت الأسود، أو «ديب ويب»، الذي أصبح ملجأ للخارجين على القانون ومستغلي الأطفال، مضيفة: «التكنولوجيا التي يتعين علينا جميعا استخدامها لتحسين الحياة، أصبحت تُستخدم في الأذى. الإنترنت أكبر تجربة اجتماعية في تاريخ الجنس البشري، وللأسف فالأطفال أصبحوا الضحايا الأبرياء لهذه التجربة الاجتماعية».
يُذكر أن فعاليات منتدى تحالف الأديان لأمن المجتمعات، انطلقت صباح اليوم الاثنين تحت عنوان "كرامة الطفل في العالم الرقمي"، وذلك في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بمشاركة عدد من القادة الروحيين لعدد من الأديان بدول العالم المختلفة.
ويهدف المنتدى، الذي يُعقد تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي، لمواجهة التحديات التي تؤثر على سلامة وأمن المجتمعات، وأبرزها: الاتجار بالبشر، والمخدرات، والعنف ضد الطفل وجرائم التطرف والإرهاب. وبحسب خطة العمل فإن المنتدى يستهدف استمرار الحوار العالمي بشأن حماية الطفل وكرامته في العالم الرقمي، وتحويله إلى خطوات ملموسة وحلول واقعية، عبر جمع القيادات الدينية المرموقة لضمان إحداث تأثير إيجابي على أمن المجتمعات، وتعزيز القادة الدينيين بالمعرفة لدعم كرامة الطفل في مجتمعاتهم.
كانت الإمارات قد أعلنت عن المنتدى في أكتوبر 2017، وتُعقد دورته الأولى بالشراكة مع عدد من الجهات والمؤسسات الإقليمية والدولية، أبرزها مشيخة الأزهر الشريف، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف"، والمؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام، والشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال. وسبقته ورش عمل تحضيرية منذ يناير 2018 غطّت 7 معتقدات دينية وروحانية أساسية في 30 دولة بمشاركة أكثر من 270 قائدًا دينيًّا.
تضم اللجنة التنفيذية للملتقى فريقًا من دولة الإمارات، إضافة إلى: إيرني آلن رئيس مجلس إدارة مبادرة "نحن نحمي" الدولية بالولايات المتحدة، والبارونة جوانا شيلدز مؤسس مبادرة "نحن نحمي" في بريطانيا، وكورنيليوس وليامز المدير المساعد لإدارة حماية الطفل بمنظمة يونسيف، والحاخام ديانا جيرسون نائب الرئيس التنفيذي لمجلس نيويورك للحاخامات، والأب هانز زولينر مدير مركز حماية الطفل بالجامعة البابوية الجريجورية، وهوارد تايلور المدير التنفيذي لمبادرة إنهاء العنف ضد الأطفال في منظمة يونسيف بالولايات المتحدة، ويليام فندلي الأمين العام للمؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام، ومصطفى يوسف علي الأمين العام للشبكة العالمية للأديان من أجل الأطفال.
ويُشارك في فعاليات المنتدى بدورة هذا العام عدد من القادة الدينيين والروحيين، منهم: البطريرك برثلماوس الأول رئيس أساقفة القسطنطينية، وقداستها ماتا أمريتانداماي الزعيم الروحي الهندوسي، والحاخام مايكل شودريش الحاخام الأكبر في بولندا، وبهاي صاحب بهاي موهيندر سينج الزعيم السيخي، وكيشي مياموتو رئيس مجلس إدارة منظمة مايوشيكاي البوذية، والكاردينال لويس أنطونيو تاجلي رئيس أساقفة مانيلا، والحاخام جو بوتسانيك رئيس حاخامات نيويورك، والحاخام جاي روسنبوم رئيس مجلس حاخامات أمريكا الشمالية، وصاحب السيادة متروبوليت عمانوئيل نائب رئيس مؤتمر الكنائس الأوروبية، والإمام عمر أحمد إلياسي رئيس هيئة أئمة عموم الهند، والشيخ أبو بكر أحمد الأمين العام لجمعية علماء أهل السنة والجماعة بعموم الهند، والبطريرك سبستيان كاماتشو رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية القديمة بأمريكا اللاتينية، و"بني دوجال" الممثل الرئيسي لدى الأمم المتحدة للمجتمع الدولي البهائي، وقداسة الكاثوليكوس كاريكين الثاني البطريرك الأعظم والكاثوليكوس لعموم الأرمن، والسفير يوسف عبد الرحمن نزيبو رئيس المجلس الأعلى لمسلمي كينيا، والأسقف خوليو موراي رئيس أساقفة الأنجليكاني لأمريكا الوسطى، وعدد من الشخصيات الدولية وممثلي المنظمات والمؤسسات العالمية المعنية بحقوق الأطفال وحوار الأديان.