بعد 20 عامًا كاملة على الفضيحة الأشهر فى الولايات المتحدة الأمريكية، كسرت مونيكا لوينسكى حاجز الصمت لتكشف أسرار جديدة فى علاقتها بالرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فى الوقت الذى تأمل فيه زوجته، وزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، وكافة قيادات ورموز الحزب الديمقراطى لمعركة سياسية جديدة مع الحزب الجمهورى والرئيس دونالد ترامب.
مونيكا لوينسكى
وكشفت مونيكا فى أولى حلقات سلسلة وثائقية تحمل عنوان "العلاقة مع كلينتون" عرضت مساء الأحد، عن تفاصيل العلاقة للمرة الأولى كيف بدأت علاقاتها السرية مع الرئيس الأسبق. وشرحت كيف قام صديق للعائلة بإدراج لوينسكى فى برنامج تدريب داخلى فى البيت الأبيض بعد انتهائها من الدراسة الجامعية فى بورتلاند.
وقالت لوينسكى: "كانت تجربة عاطفية يشوبها بالكثير من الإيجابية فى تلك المرحلة، كنت صغيرة وكان هناك شيئا مختلف فى هذا المكان.. المكان المحمل بعبق التاريخ والشعور بالقوة.. أحببت العمل فى البيت الأبيض".
ورغم أنها تذكرت كيف كانت المتدربات الأخريات منبهرات بالرئيس وجاذبيته ومدى "وسامته"، إلا أنها لم تره كذلك فى البداية. وقالت: "أتذكر كنت أفكر بينى وبين نفسى قائلة هذا رجل طاعن فى السن شعره رمادى، كيف يجدنه جذابا!. ولم أفهم الأمر كليا حتى المرة الأولى التى شعرت فيها بحضوره".
كلينتون ومونيكا قبل 20 عاما
وتابعت مونيكا: "وهنا حدث الأمر وبدأت أعجب به، وكنت مندهشة حيال قدرته على جذب الانتباه فى أى مكان يتواجد فيه"، أضافت لوينسكى فى أولى الحلقات الست.
وقالت لوينسكى، إن الرئيس الأسبق انتبه لوجودها فى اللقاء الثانى لهما، وحتى تبقى على اهتمامه، ارتدت نفس الزى ليومين متتاليين، وبالفعل بعدها "لاحظنى".
وأضافت مونيكا: "كانت لدينا حفلة لبيل في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، لقد فعلت شيئا غبيا، ركضت إلى المنزل في استراحة الغداء وارتديت بدلة خضراء، كنت ارتديتها في اليوم السابق، عندما لاحظني لأول مرة". وأشارت إلى أنها كانت تريد من ارتداء البدلة الخضراء إعادة لفت انتباه كلينتون، وهو ما حدث بالفعل.
كلينتون ومونيكا
وتذكرت لوينسكى: "كان لدينا عدد من هذه اللقاءات التى تبادلنا فيها الغزل، ولم يكن هذا يعنى أى شئ أكثر من مجرد مشاعر إعجاب وأن الشخص الذي أعجب به هو في الواقع مهتم بى". مضيفة أن بيل أصبح أكثر "غزلا" مع تطور علاقتهما التى كانت تتوطد بمرور الأيام.
وروت كيف كان الوضع عند إغلاق الحكومة عام 1995 داخل البيت الأبيض، حيث أصبحت العلاقة بين الموظفين أكثر حميمية نظرا لقضائهم الكثير من الوقت معا، وسردت كيف كانت تحاول لفت انتباه الرئيس بملابس معينة، وبالفعل لاحظ ما كانت تفعله.
آل كلينتون
وتابعت مونيكا حديثها، أن كلينتون أصبح أكثر اهتماما بها بعد ذلك، واصطحبها إلى مكتب مدير الاتصالات آنذاك جورج ستيفانوبولوس. وتذكرت قائلة: "لا أعتقد أن قلبى كان ينبض بسرعة أكثر من تلك المرحلة من حياتي. وكشفت عن أنها التى بادرت وقالت لكلينتون "هل تعلم أنى معجبة بك"، فضحك وابتسم وسألني إن كنت أريد الذهاب إلى المكتب الخلفي وفعلت ذلك."
واستطردت لوينسكى: "كان المكتب مظلما وسألنى أخيرا عما إذا كان يمكن أن يقبلنى وقولت له نعم يمكنه. وبعدها بوقت قليل عدت إلى مكتبى ولكن فى وقت لاحق من المساء، كنت الشخص الوحيد فى المكتب وعاد وقال لى إذا كنتى ترغبين فى مقابلتى فى المكتب الخلفى خلال 10 دقائق، يمكنك فعل ذلك. وهذا ما فعلته. وأصبحت الأمور أكثر حميمية بيننا بعد هذا اللقاء".
أثناء نفيه وجود علاقة مع مونيكا
ورغم أن مونيكا لوينسكى قالت إن كل لقاء سرى مع كلينتون في البيت الأبيض كان له جانبا جنسيًا، إلا أنها أكدت أن المكتب البيضاوى لم يشهد أى لقاء بينهما، حيث كانا يلتقيان فى الغرف المجاورة، وغالبا ما كانت لقاءاتهما تتخللها المحادثات والتواصل.
ومع ذلك، كانت العلاقة من جانب واحد فكلينتون كان صاحب القرار. متابعة: "لم يكن لدى أى وسيلة للوصول إليه، إذا اتصل بى لم أستطع الاتصال به مرة أخرى ، كنت تحت رحمته ".
واعتبرت مونيكا أن ما حدث كان محزنا، مضيفة: "عندما أنظر إلى الماضى، كنت أنا هذه الفتاة البالغة من العمر 22 عامًا التى تعمل فى البيت الأبيض فى أول وظيفة لها بعد التخرج، وكان من المفترض أن استمتع بعطلات الأسبوع مع أشخاص فى عمرى، إلا أننى بقيت فى مكتبى يومى السبت والأحد، على أمل أن يتصل ".
وتحدثت مونيكا فى السلسلة التلفزيونية عن جهودهما الفاشلة لإبقاء العلاقة سرية، قائلة: "كنا حذرين. لكن ربما لم نكن حذرين بما يكفى".
وكتبت لوينسكى فى مقال لها بفانيتى فير الأسبوع الماضى: "وسألنى بعض أقرب الناس إلى لماذا أريد أن أعود إلى تلك الفترة الأكثر إيلاما فى حياتى - مرة أخرى. بل وهذه المرة على الملأ وعلى الكاميرا ..جزء مهم من المضى قدما هو البحث عن الماضى، وغالبا ما يكون مؤلما".
وأضافت لوينسكى: "أجبرنى تصوير الفيلم الوثائقى على الاعتراف لنفسى بسلوك فى الماضى ما زلت أشعر بالندم بالخجل منه. كانت هناك العديد من اللحظات التى تشككت فيها من سلامة عقلي".
وكان كلينتون سئل فى يونيو فى مقابلة على شبكة أن بى سى عما إذا كان يدين لوينسكى باعتذار، وقال إنه لم يظن ذلك.
وحول ذلك، قالت مونيكا: "الأكثر أهمية بالنسبة لى مما إذا كنت استحق الاعتذار هو اعتقادى بأنه بيل كلينتون عليه أن يرغب فى الاعتذار.. أشعر بخيبة أمل له أكثر من شعورى بخيبة الأمل منه. سيكون رجلًا أفضل (إذا اعتذر) ونحن بدورنا مجتمع أفضل."
وأشارت مونيكا لوينسكى، إلى إجابة كلينتون في مقابلة أخرى عندما سئل لماذا دخل فى علاقة غير لائقة مع إحدى المتدربات وأجاب: "لأنى أستطيع ذلك". مؤكدة على أن إفصاحها عن تفاصيل العلاقة معه أيضا لأنها تستطيع ذلك، متابعة: "فعلى مر التاريخ ، تم إقصاء النساء وإسكاتهن. الآن، حان وقت سرد قصصنا الخاصة بكلماتنا الخاصة ".
وأضافت لوينسكى: "كان رئيسى، كان أقوى شخص على الكوكب فى هذا الوقت، كان فى ذروة حياته المهنية، بينما كنت فى أول عمل لى بعد التخرج".
من جانبها، اعتبرت صحيفة "ديلى ميل" أن السلسلة التلفزيونية تمنح مونيكا القدرة على قلب الطاولة بعد 20 عاما ضد آل كلينتون، فهى لم تعد نفس الفتاة التى احتفظت بصمتها، بل نجحت فى قلب الأمور خاصة في أعقاب حركة "أنا أيضا".
وتحظى لوينسكى، التى كانت فى السابق شخصية غير محبوبة بتعاطف أكثر من أى وقت مضى، باعتبارها الضحية الآن.