-
صقر الشاهين قد يصل سعره من 200 ألف إلى مليون جنيه
على مساحة واسعة من صحراء برج العرب غربى الإسكندرية، تعالت صيحات مربو الصقور المصريين، للنداء على صقورهم ودعوتهم للتدريب على الصيد، بعد أن ينزعوا الأقنعة التى تحجب عيون الصقور عن الرؤية وتعزلهم عن العالم، ليهنأوا بالهدوء المطلوب لهم، تبدأ الصقور تطير وتهبط بقنصها الجديد، والذى يتشاركونه مع أصحابهم، ويتكرر الأمر عدة مرات، حتى تنضج خبرة الصقر الصغير، ويعتاد الصيد بمفرده.
وتحت شعار "مصر.. حيث بدأ كل شيء".. قرر مجموعة من هواة تربية الصقور، الاحتفال باليوم العالمى للصقارة، بالتزامن مع يوم 16 نوفمبر الذى يحدث فى العالم كل عام، بحضور عدد من المهتمين بهواية تربية الصقور منهم نادى الجوارح المصرى، بالاشترك مع نادى القناص المصرى والصقار المصرى ونادى الوكرى من محافظات المنصورة والقاهرة والإسكندرية ودمياط والبحيرة والجيزة، وذلك من خلال تنظيم معسكر يضم كل محبى تربية الصقور فى مصر، داخل صحراء برج العرب غربى الإسكندرية، يقومون فى يومين بالتعرف على بعضهم البعض، ومعرفة الأنواع المختلفة من الصقور وطريقة تدريبها وإطعامها، وكذلك الترويج لفن ورياضة الصيد بالصقور دوليا.
ويقول محمد ممدوح الأمين العام لنادى الجوارح المصرى الذى أصبح عضوًا فى الاتحاد الدولى للصقارة، إن الاحتفالية تأتى فى كل عام يوم 17 نوفمبر، وفى مصر هذه هى النسخة الثانية للاحتفال به، وتم ضم كل محبى الصقور من مختلف المحافظات فى معسكر واحد، ويتم تدريب الصقور الصغيرة والجديدة فى جو طبيعى.
وأضاف ممدوح: نحن نشترى الطيور من صياديها شريطة أن تلتزم بقوانين وزارة البيئة، حيث يكون الصقر مازال فرخًا ويتم تدريبه وتعليمه الصيد والطاعة، حتى يبلغ من العمر عامًا كاملًا، ويتم بعد ذلك إعادته للطبيعة، وبالتحديد بعد انتهاء موسم صيد الكروان.
وأشار ممدوح إلى أن هناك الكثير من أنواع الصقور المختلفة والتى لها أنواع صيد معين، فطيور الباشق، أو الهوك، أو الوكرية، تصطاد اليمام والحمام أو فراخ الغيط، بينما يصطاد العقبان، ما لا يطير، مثل الأرانب البرية وغيرها، وبالتالى لكل طير طريقة تدريب على صيد مختلفة.
وأوضح ممدوح، أنه يتم إطلاق الطيور فور رغبتها فى التزاوج، وذلك لاستكمال دورتها الحياتية الطبيعية، فى التزاوج، وتفريخ صقور جديدة، على عكس بعض دول الخليج التى تنشئ مزارع وتعمل على تفريخ الصقور.
ويضيف أحمد سامى، رئيس نادى الجوارح، أن الطيور فى بداية تربيتها تحتاج إلى التكيف مع صاحبها لأنها غير اجتماعية، لذا فيتم وضع برقع أو عصابة على عينها حتى تشعر بالهدوء الذى تحتاجه، وقد تبقى على ذراع صاحبها لمدة 6 ساعات لكى تتكيف معه، ويقوم هو عند إطعامها بتوحيد صيحة معينة أو حتى اسم الطائر الذى يرغب فى تسميته، ويزيل البرقع عندها ويبدأ فى إطعامه، وبهذه الحالة يعرف الصقر أن صاحبه هو من يطعمه ويبدأ فى التعود عليه وعلى صيحته المرتبطة بالطعام.
ويضيف سامى، أن التعامل مع الصقر له طريقة خاصة، يتم تعلمها من القراءة عنها أو مدربين قدامى له، حيث يقف الصقر على "جوانتى" لكى يحتمى من مخالبه، ويقوم برش المياه عليه لنظافته ولتهدئته أيضًا فى لحظات ما قبل الأكل أو خوفه، حتى لا يحطم ريشه الذى لا ينمو قبل عام.
أما محمود زيادة، الشاب الذى يبلغ من العمر 17 سنة، فهو يهوى تربية الصقور منذ 5 سنوات، بفضل شقيقيه الذين احترفوا هذه الهواية منذ سنوات، وأصبح فى منزلهم 3 صقور، يقومون بتربيتهما واستقطاع مبالغ مالية من مصروفهم لإطعام الصقور.
ويضيف زيادة، البعض يستنكر تربيتنا للصقور، بديلًا عن الكلاب والقطط، والحيوانات التى تتحرك كثيرًا، ولكن متعتهم الحقيقية تكمن فى الهدوء الذى يصنعونه حولها، ووقت الصيد والتدريب.
أما حسن يوسف العجرمى، من قبيلة العجارمة إحدى قبائل العرب، وهو أشهر الصيادين فى غربى الإسكندرية فيقول "تعلمنا مهارة صيد الصقور من أجدادنا والكتب التى تركوها لنا، فالأمر ليس بالسهولة فى شيء، فهو يحتاج إلى تخييم يستمر لشهور يبدأ من منتصف سبتمبر وحتى شهر ديسمبر، يتوكل فيها الصياد على الله، حاملًا معه مؤن تكفيه طعامه وصيده، إلى صحراء مصر، سواء مرسى مطروح وصحراء العلمين وبرج العرب والأماكن الساحلية عامة لأنه يطير بالطرق الساحلية".
ويكمل يوسف: "نبدأ المرابطة فى مخيمات، على سفوح الجبال حيث يهواها الصقر، وبين السفوح، ونضع الحمام واليمام كطعم للصقر والذى يمثل أيضًا ما يشبه الرادار لنا، فهو يشعر بالصقور قبلنا، ويبدأ النظر له بطريقة مختلفة والرفرفة كثيرًا حينها يتم إلقائه مربوطًا بحبل وفوقه ما يسمى "النقل" وهى عبارة عن شبك يقيد حركة الصقر فور نزوله على الطائر الطعم، ويتم بعدها سحبه واصطياده".
وكما أن صيد الصقور فى مصر، يخضع لتعليمات وزارة البيئة التى تجرم صيد بعض الأنواع منها مثل "الجرناص"، يحتاجون أيضًا لتصريح خاص من القوات المسلحة للتجول فى الصحراء، لذا يطالب حسن العجرمى، بضرورة تبنى هذه المهارة وزيادة الدعم الحكومى لها، لإنشاء مدارس تساعد على تنمية المهاراة وتربية الصقور وتدريبها على الطاعة واستخدامها فى الصيد.
وأوضح حسن، أن البعض يهوى تربية الصقور لمجرد الافتخار بحيازته لها، ولكن صيده يعلمنا الكثير، بداية من طريقة صيده التى تجعلنا نحرص على سلامته، وعدم تكسيره ريشه الذى ينمو بعد سنة على الأقل، وطريقة تضميد جراحه إذا حدثت، وحتى طريقة تدريبه على الصيد وطاعة صاحبه.
وأشار حسن إلى أن أفضل غنيمة قد يجدها الصيد هو صقر الشاهين الذى قد يصل سعره من 200 ألف إلى مليون جنيه، وأكثر من يشتريه هم محبوه فى دول الخليج العربى، ولذا فصياد الصقور، كصياد البحر، قد يعود فارغ الأيدى، وقد يأتى وقد كسب ما يقوته عامًا بأكمله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة