شباب الإخوان الهاربون فى تركيا، ومنافٍ اختيارية أخرى، يسعون للعودة إلى مصر، رغم صدور أحكام قضائية بحقهم، لكنهم الآن وقد أعلنوا توبتهم، وتبرؤهم من الجماعة، طلبوا من مختار نوح القيادى المنشق عن الجماعة سابقا أن يلعب حاليا دور الوسيط بهدف، وتقنين إجراءات إعادة محاكمتهم.
ما سبق هو معلومات متناثرة وردت كشفها مختار نوح فى حواره الأخير لـ"اليوم السابع"، ينضم من خلالها القيادى المنشق إلى قائمة طويلة من الأسماء، الذين سعوا للوساطة لإعادة الإخوان بشكل، أو بأخر إلى المشهد من جديد.. ترى هل تنجح المحاولة الجديدة؟.
دعوة فردية وسياقات مختلفة
تأتى محاولات الإخوان الهاربين للعودة إلى مصر فى ظل مجموعة من المتغيرات، أهمها أن عددا من شباب الجماعة أعلنوا عن ضيقهم من وجودهم بالخارج، وأنقلب عدد منهم للهجوم العنيف على قيادات الإخوان، ومن ناحية أخرى فرضت مجموعة من القيود على حركة عناصر الإخوان، وتنقلات أموالهم بحكم أن كثير من الدول أصبحت تتجه الان لوضع الجماعة على قوائم الإرهاب.
الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أكد أن مختار نوح لا يمكنه أن ينجح فى تلك المساعى بإعادة شباب الإخوان الهاربين فى الخارج، موضحا أن هذه الدعوة فردية وليست جماعية، ومحاولة لجس نبض ليس أكثر من بعض الشخصيات غير المؤثرة، بعضها إعلامى، وبعضها شباب محسوب على تيارات سابقة.
وأضاف استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تصنيف التيارات الراهنة لشباب وكهول نظرى وغير صحيح، فبعد مقتل القيادى الإخوانى محمد كمال لم يعد هذا واردا، كما أنه كان مبادرات سابقة كانت مطروحة ولكنها لن تنجح.
وأشار استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن البعض حاول المزايدات وفشل، حيث ما زال التيار القطبى هو الحاكم وبناء المظلومية الثالثة مستمر.
شتات وانقسامات داخلية
وفى إطار متصل، أكد محمد حامد، الباحث فى شؤون العلاقات الدولية، أن ما ذكره مختار نوح يؤكد أن الجماعة تعيش حالة تشتت كبيرة، وأن الانقسامات الداخلية تتفاقم بشكل كبير دفع العديد من شبابهم لمحاولة التبرؤ من الجماعة والانفصال عنها.
وأضاف الباحث فى شؤون العلاقات الدولية، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن حديث مختار نوح حول وجود اتصالات من شباب الإخوان الطلب العودة إلى مصر من الصعب أن يتحقق، خاصة أن غالبيتهم صادر ضدهم أحكام قضائية، إلا أنها فى ذات الوقت تشير إلى أن أزمة الإخوان اشتعلت، وأن شبابها انقلب على تلك القيادات.
من جانبه قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن بعض شباب الإخوان بالخارج تعرضوا للتنكيل وقطع المرتبات وعدم دفع إيجارات المساكن من قيادات الجماعه نتيجة مخالقتهم لبعض الأراء والاتجاهات مثلما حدث مع شباب الجماعه بالسودان.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هؤلاء وغيرهم من الشباب الذين افزعتهم تلك الممارسات ورأوا بأم أعينهم مخالفات القيادات يرون أن العوده لمصر وسط اهلهم أفضل واحسن وأضمن من البقاء بالخارج تحت رحمة هذه القيادات التى لا تطبق ما تنادى به وما تدعو إليه.
بدوره قال الباحث الإسلامى، هشام النجار، أن مختار نوح من الشخصيات المحورية فى هذا الملف سواء بصفته القانونية كمحامى قادر على توجيه النصائح بهذا الشأن وإرشاد هؤلاء للسلوك القانونى السليم لحالتهم، أو باعتباره مفكر لديه خبرة طويلة وممتدة فى التعاطى مع الأفكار المتطرفة وكيفية علاجها ومحاورة الواقعين تحت تأثيرها.
وأضاف الباحث الإسلامى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذه الاتصالات دليل مضاف على فشل الإخوان فى الخارج وشاهد على انهيار التنظيم مما يدعو للتعامل مع هذه الحالة بجدية وتطوير جهود مختار نوح ليصبح نشاطًا جماعيًا منظمًا هدفه تصحيح الأفكار والرؤى المنهجية والسياسية ووضع تصور للتعاطى مع التائبين والراغبين فى الخروج من التنظيم والعودة إلى الوطن، كل حسب حالته ووضعه القانونى.
من جانبه أكد خالد الزعفرانى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك عشرات من شباب الإخوان بالخارج يشعرون باليأس والإحباط والغربة ويريدون العودة لمصر ويتصلون بكثير من الناس ليجدوا لهم حلا لما هم فيه.
هكذا تحدث مختار نوح
نص تصريحات مختار نوح، القيادى السابق بجماعة الإخوان، التى وردت فى حواره الأخير مع اليوم السابع، تكشف تفاصيل محاولات شباب الإخوان للعودة، والدور المطلوب منه لعبه على وجه التحديد، حيث قال نصا: الكثير من شباب الإخوان الهاربين بالخارج يتواصلون معى، ولكن أنا لست جهة أمنية كى أضمنهم أو أتحاور معهم، ولكن أنا فقط أوجه النصيحة، حيث يتصل بى البعض من الهاربين من الأحكام، ولدى كشوف بأسمائهم وهم تركوا الإخوان بالفعل ويطلبون مساعدتى وأنا أقول له هذا حكم غيابى وكى تقدم التماسا وأنت تركت الإخوان لابد من إعادة إجراءات ولابد من إعادة محاكمتك، وهذا الأمر مرهون بك، بأن تأتى وتسلم نفسك ثم تتم إعادة محاكمتك، ويظهر مدى تصميمهم فى الخروج من الإخوان من خلال تكرار المحاولة وتكرار الاتصال، وهناك أناس كثيرون يتصلون بنا ويقولون لنا ابحثوا لنا عن حل ويؤكدون أنهم الآن مع الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة