على بعد قرابة 14 كيلو مترًا جنوب مدينة مرسى علم، وعلى مساحة تبلغ 4 كيلو متر مربع، توجد منطقة صمداى أَو كما يطلق عليها بيت الدولفين الفريدة من نوعها فى الشرق الأوسط، حيث يوجد بها أكبر تجمع للدلافين بأفريقيا من أنواع الدلافين الدوارة والمغزلى.
تأخذ شعاب صمداى شكل حدوة الحصان، تتميز بشعاب مرجانية مختلفة، أعلنت تلك المنطقة منذ 18 عامًا بأنها منطقة طبيعة لكونها تضم أكبر تجمع دلافين بأفريقيا والثالثة فى العالم، فأكبر تجمع للدلافين فى العالم فى جزر الهاواى والثانى فى البرازيل والثالث منطقة صمداى بمرسى علم.
من جانبه قال الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، إن فى عام 2000 استشعرت وزارة البيئة بأهمية منطقة صمداى وأعلنتها على الفور منطقة طبيعية، لتجمع الدلافين بداخلها، مضيفاً أن اسم صمداى أطلق على تلك المنطقة نسبة إلى طائر الصمد، الذى كان دائم التواجد بتلك المنطقة أثناء هجرته.
وأضاف مدير محميات البحر الأحمر، أن منطقة شعاب صمداى تعد من أكبر المناطق البحرية التى تتميز بتنوع بيولوجى مميز، حيث إن تلك المنطقة تم إعداد برنامج للتنمية المستدامة لها واستخدامها اقتصاديًا وتحقيق موارد مالية لإدارتها، وذلك من خلال رحلات الغطس من السائحين لهذه المنطقة مع الحفاظ فى المقام الأول على المورد الطبيعى، وهى الدلافين والشعاب المرجانية.
وأوضح مدير محميات البحر الأحمر، أنه تم وضع برنامج معين لإدارة تلك المنطقة الهدف منه الحفاظ على الدلافين والشعاب المرجانية بها، حيث تم تقسيم منطقة صمداى إلى مناطق مختلفة منها المنطقة A الخاصة باستراحة الدلافين، وممنوع على أى شخص دخولها، والمنطقة B للغطس فقط، والمنطقة C الخاصة بوقوف المراكب.
من جانبه قال أشرف القاضى مدير مركز غطس بمرسى علم، إن منطقة صمداى يطلق عليها السياح وخاصة الأوروبيين بأنها جنة مصر، حيث يقوم السائح بالغطس وسط ما لا يقل عن المئات من الدلافين.
وأضاف القاضى لـ"اليوم السابع"، أن إدارة محميات البحر الأحمر لمنطقة صمداى، أجبرت جميع العاملين فى النشاط البحرى الحفاظ على الكائنات البحرية، حيث وضعت المحميات عوامات بألوان مختلفة لتحديد مكان تواجد الدرافيل، وكذلك مناطق الغطس بلون آخر ومناطق وقوف المراكب لون مختلف.
وأوضح القاضى، لـ"اليوم السابع"، أن المئات من السياح بل الآلاف منهم الوافدون لمدينة مرسى علم تكون رحلة الغطس فى صمداى على رأس برنامج رحلتهم السياحية عند وصولهم مصر، وذلك لمشاهدة الدلافين.
ومن جانبه قال أحد باحثى البيئة بمرسى علم الذى رفض ذكر اسمه، إن منطقة صمداى للغطس فقط، والإبحار إليها يبدأ من الساعة 9 صباحًا وحتى 3 عصرًا، حسب برنامج المحميات.
وأضاف الباحث البيئى، أن رجال المحميات عكفوا على إدارة تلك المنطقة بشكل مختلفة بحيث قاموا بعمل كتالوج لجميع الدلافين داخل المنطقة وإعداد صور لكل منها وتسميتها وكذلك مراقبة والدتها وتكاثرها، وسلوكها، وكذلك ترقيمها ومعرفة طول ووزن كل منها، بالإضافة إلى العلامات المميزة بجسم كل دولفين، ورصد التغيرات التى تطرأ على سلوكها خلال تواجدها بالمحمية.
وأوضح أن من شروط إدارة المنطقة، والتى تم إبلاغ جميع مراكز الغطس بالمنطقة بها، أن يمنع منعًا باتًا الاقتراب من الدلافين أو التقاط صور معها خوفًا من تعرضها لعملية إجهاض أثناء الحمل.
وكشف أن محميات البحر الأحمر حددت يوميًا 100 سائح للغطس بمنطقة صمداى و185 لسنوركلينج، ويتم تحصيل 105 جنيهات عن كل سائح يتم إنفاقها على أعمال الحماية والمراقبة وشراء لنشات بحرية مجهزة وسداد مرتبات العاملين بالمحمية.
وأوضح، أن تلك المحمية العائد الاقتصادى لها بنسبة 40% لمجلس مدينة مرسى علم، 30% لإدارة المحميات الطبيعية و30% للبرامج الاجتماعية والصحية للصيادين.