دائما ما تهتم المرأة بجمالها وأناقتها فتحرص أن تكون فى أبها صورها، وهذا ما حافظت عليه المرأة منذ قديم الأزل، فالمرأة المصرية القديمة كانت تهتم بمظهرها الأنيق والمتميز.
كانت المرأة المصرية القديمة تظهر فى زى كتانى أبيض جميل ذى طيات أنيقة، وتلبس باروكة شعر وحلا جميلة تتمشى مع زيها، حتى لا يستطيع المرء أن يذكر المرأة المصرية فى هذا العصر إلا بسيدة الأناقة، وسيدة الجمال.
والدليل على أناقة وجمال المرأة القديمة يكشف عنه كتاب "ملكات مصر" للدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، وأستاذ الآثار المصرية جامعة عين شمس، حيث يقول نجد مناظر الملكة نفرتارى تظهر فى مقبرتها بوادى الملكات بطيبة العربية، أو حتى فى أبسط الوضاع الاجتماعية مثل منظر مقبرة سنجم وزوجته فى دير المدينة، والتى تظهرهم فى حقول الجنة يعملان سويًا فى حرث الزراعة أحد حقول الجنة، وقد ظهر الزوجان فى صورة جميلة بزى كتانى أبيض أنيق، وعلى رأس كل منهما باروكة شعر مستعار.
وأوضح الدكتور ممدوح الدماطى، أن من روائع الفن المصرى الذى يظهر أناقة وجمال المرأة المصرية، ما عثر عليه من لوحات وحوج الفيوم التى ظهرت فى الفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والثانى الميلادى، وهى من أجمل ما ترك لما الفنان المصرى القديم عن أناقة المرأة واهتمامها بزينتها وحليها وتصفيفات شعرها، وكأنها صاحبات موضه تفرض نفسها على عصرها.
وفى منظر آخر جميل كشف عنه كتاب "ملكات مصر"، وهو الموجود على تابوت الملكة كاويت زوجة الملك منتوحتب الثانى من الأسرة الحادية عشرة حوالى "2020"ق.م، وقد جلست الملكة لتصفف لها شعرها وهى تمسك مرآه لترى تسريحتها، ووقف أمامها خادمها يقدم لها إناء من اللبن، ومن المنظر نعرف أن المرآ ملازمة للمرأة منذ أقدم العصور، حتى أنها كانت تصحبها معها فى العالم الآخر، كما نرى فى لوحة إمنمحات وزوجته من عصر الدولة الوسطى، حيث تظهر حقيبة يد الزوجة أسفل مقعدها وقد وضعت بها مرآتها.
لم تهتم الآثار المصرية فقط بأناقة المرأة، بل اهتمت بشتى أنواع مظاهر الحضارية فقد اهتمت برشاقتها، ومارست الرياضة، واهتمت بالحفلات الاجتماعية المصحوبة بألوان الرقص والموسيقى والغناء، وغيرها من متطلبات الحياة المتمدنة والمجتمع الراقى.