تعد قرية البسايسة فى الشرقية هى أول قرية أنشئ فيها أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى مصر، سنة 1974، حيث قرر أبناء القرية سنة 1972 على يد أحد أبنائها الدكتور صلاح عرفة الاعتماد على الجهود الذاتية فى إنارتها عوضا عن الكهرباء التى لم تصلها، فاستخدم أبناءها الطاقة الشمسية والضوئية وتحويلها إلى طاقة كهربائية، ليتم توصيل التيار الكهربائى للقرية عام 1974.
"اليوم السابع" زار القرية لإلقاء الضوء على تلك التجربة الفريدة، ويقول محمد سليم السيد، المدير التنفيذى لجمعية تنمية المجتمع بقرية البسايسة، ومن ضمن أنشطتها الاستفادة من الطاقة الجديدة والمتجددة، سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو إنتاج البيوجاز والاستفادة من المخلفات الصلبة، وإنتاج الأعلاف غير التقليدية للحيوانات، أو البيوجاز باستخدام روس الماشية، وتطور شغل الجمعية فى الاستفادة من الطاقات الشمسية.
وتابع: "الجمعية أيضا لها أنشطة أخرى فى التنمية الاقتصادية، من خلال التعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والمتوسطة، عن طريق توفير قروض متناهية الصغر لشباب الخريجين، أو المشروعات الصغيرة".
واستكمل حديثه لـ"اليوم السابع": "اشتغلنا بأخذ قروض متناهية الصغر، مع الجهاز فى رفع المستوى الاقتصادى للمرأة المعيلة والشباب، ونفذنا لهم مشروعات صغيرة من ورش خياطة ورش تريكو، وفى التنمية الاجتماعية فى الجمعية، مشروع الخياطة، توفير فرص عمل للسيدات وتدريبهم وتوعيتهم، ويتم من خلال فرص العمل لهن تدر دخل ثابت شهريا".
كما تضم الجمعية عددا من المشروعات منها ورشة نجارة، بها عدد من الصناعية المحترفين، وورشة خراطة، ونادى نسائى، مشغل للسيدات، وحضانة أبناء الشمس، بها 170 طفل من أطفال البسايسة باشتراك شهرى، فضلا عن قيام الجميع بتوفير قروض للشباب والأهالى لعمل مشروعات صغيرة، ومساعدة غير القادرات على تكاليف الزواج.
ويقول "طنطاوى السيد" مسئول الطاقات الجديدة والمتجددة بجمعية تنمية المجتمع البسايسة، إن المحطة قدرتها 7 كيلو ونصف، تعمل الجمعية بأكملها خلال الستة ساعات بالطاقة الشمسية، فضلا عن عدد من أهالى القرية والمنازل المجاورة، تستفيد من الطاقة الشمسية مقابل أجر شهرى 50 جنيه لكل شقة، فضلا عن مسجد القرية المجاور لمقر الجمعية.
وتابع: أن عدد من المواطنين تعرفوا على مشروعات البسايسة من خلال صفحتنا على التواصل الاجتماعى، وتردد علينا فى الجمعية، عدد من أصحاب المصانع من السلوم وليبيا ومن جنوب سيناء، للاستفادة من التجربة وتطبيقها.
فيما تضيف "عايدة محمد مصطفي" المدير الإدارى لجمعية البسايسة، إن فكرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بالقرية، ترجع إلى إبن القرية الدكتور صلاح عرفة، أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية، وأنه ساهم فى عمل مسح طبى للقرية من مرض البلهارسيا وتم إعلان قريتهم أول قرية خالية من البلهارسيا.
وتابعت: "عايدة" أنه يوجد بالجمعية أكثر من نشاط، وخاصة يوجد فرص عمل لسيدات غير المتعلمات، ويتم تدريبهم على إعداد الوجبات للسيدات العاملات، حيث يتم يوميًا تصنيع 200 كيلو دقيق لعمل الرقاق، بأجر لسيدات القرية وجميع أنواع المأكولات، كما يتم تعليم السيدات من خلال محو أميتهم.