يقصد البحر الأحمر سياح من شتى دول العالم لتميزها وتنوعها البيولوجى الفريد من نوعه، حيث أن البحر الأحمر يعد من أغنى بحار العالم من حيث التنوع البيولوجى، ويحتوى على العشرات من الجزر البحرية التى تنمو بالقرب منها شعاب مرجانية فريدة تبلغ أعمارها ملايين السنيين.
يقول الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، إن تتميز المناطق الشاطئية بالمحافظة بتنوع بيولوجى مميز قد يكون الأغنى على مستوى العالم، موضحًا أنه يتم رصد بداية من الكائنات الميكروسكوبية الدقيقة إلى أكبر الكائنات حجمًا على الأرض.
وأضاف غلاب، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الطحالب الخضراء والفطريات من الميكروسكوبية الصغيرة تنمو فى مناطق الشعاب المختلفة، والتى تتغذى عليها كائنات بحرية تجعل من البحر الأحمر مقصدًا سياحيًا لمشاهدتها، مثل السلاحف، وكذلك الدوجونج "عروس البحر".
كما أكد غلاب، أن البحر الأحمر به الآلاف من الأسماك مختلفة الأنواع والأحجام، مؤكدًا أن من بين الكائنات البحرية التى يتم رصدها بشكل متكرر فى البحر الاحمر والذى تعد الأكبر من حيث الكائنات الحوت الأحدب والقرش الحوت والقروش المختلفة التى يبلغ أنواعها 44 نوعًا وذلك خير دليل على وجود بيئة متنوعة ذات خصوبة تجعل تلك الحيوانات يتم رصدها بشكل متكرر.
وتابع: يكاد البحر الأحمر لا يخلو من أى تمثيل من كائنات المملكة الحيوانية على سطح الأرض باستثناء عدد قليل منها، لذلك صنفه العلماء بأنه من أهم مناطق التنوع البيولوجى على سطح الأرض، فهو يحتوى على أنواع مختلفة ومتعددة من الكائنات الدقيقة والصغيرة والكبيرة منها الشعاب المرجانية بأنواعها، الأسماك العظمية بأنواعها، الطحالب البحرية بأنواعها، والأسماك الغضروفية بأنواعها.
كذلك أكد مدير محميات البحر الأحمر، أن أنواعًا عديدة ومختلفة من الطيور المقيمة والمهاجرة، وكذلك أنواع الزواحف من السلاحف البحرية فى المياه والضب فى الصحراء والثدييات منها الدلافين والحيتان فى المياه والغزلان والماعز الجبلى فى الصحراء.
وأوضح مدير عام محميات البحر الأحمر، أن فى صحراء البحر الأحمر وعلى امتداد الصحراء الشرقية وبالقرب من ساحل البحر الأحمر تنمو أشجار الأكاسيا، وهى أشجار معمرة فى مخرات وديان السيول لتشكل بيئة ذات طبيعة خاصة، فهذه الأشجار مصدر حماية وغذاء للعديد من الكائنات التى تستخدمها للغذاء أو للاحتماء من أشعة الشمس فى الصيف.
ويتم رصد دائمًا أثار أرجل الغزلان والجمال بالقرب منها، وقلة المياه فى هذه المناطق جعلت من برك المياه الصغيرة فى بعض كهوف جبال الصحراء الشرقية مصدرًا للحياة لكائنات عديدة، منها القط البرى وطيور القطا والغزلان والماعز الجبلى أو ما يطلق عليه التيل، والضب من الزواحف الجبلية المعروفة فى الصحراء الشرقية فهو كائن يأخذ لون الجبل والتربة الصفراء للتخفى.
من جانبه، قال أبو الحجاج العمارى، الخبير السياحى، أن التنوع البيولوجى فى البحر الأحمر ورصد كائنات بحرية وجبلية متنوعة تجعل المحافظة على رأس المناطق السياحية فى العالم.
وأضاف أبو الحجاج العمارى، لـ"اليوم السابع"، أن سياح أوروبا بشكل عام عاشقين للبحر الأحمر، مؤكدًا أنه لا يصل سائح واحد للبحر الأحمر إلا وتكون على رأس برنامجه السياحية القيام برحلة بحرية سواء غطس أو صيد أو سنوركلنك.
وأوضح العمارى، لـ"اليوم السابع"، أنه فضلاً عن الرحلات البحرية هناك الرحلات الجبلية "السفارى"، التى أيضًا يكون حريص السائح الذى يصل إلى المحافظة فى فصل الشتاء تحديدًا بالقيام برحلة لمعرفة الطبيعة الغلابة والتعرف على حياة أهل البادية.
من جانبه، قال حسن سعد، غطاس، إن الشعاب المرجانية فى البحر الأحمر تميزه عن غيره من سواحل العالم، مؤكدًا أن الأوروبيين يصلون خصيصًا للغوص لمشاهدتها، مثل الشعاب بالقرب من جزر الروكى والأخوين والزبرجد.
وأوضح سعد، أن الشعاب المرجانية حول جزر الروكى والأخوين والزبرجد تبعد عددًا كبيرًا من الكيلو مترات من شاطئ البحر، وكذلك تتعدى أعماقها الـ100 متر، حيث تمتلك عالما آخر فى أعماق البحر من شعاب مرجانية وأسماك ذات أحجام وأنواع مختلفة بأعداد كبيرة .
وأضاف سعد، أن من أهم مناطق التنوع البيولوجى فى البحر الأحمر، الخلجان البحرية أهمها خليج مرسى عجلة وأبودباب، فى مرسى علم، والذى يعد مواطنًا لحيوان الدوجنج "عروس البحر"، حيث يزوره الكثير من السياح لمشاهدة حيوان الدوجونج الذى لا يوجد منه سوى قرابة 5 فقط تظهر فى المناطق التى تنتشر فيها الحشائش البحرية بتلك الخلجان