أنهي الدكتور خالد العناني وزير الآثار، جولات الـ4 ساعات في معابد الكرنك والأقصر بالمدينة الآثرية الأولي في العالم، والتي تابع خلالها أعمال الترميم وإعادة إحياء المقصورات والمعابد الداخلية بأيادي رجال الترميم والعمال المصريين، ورافقة خلال الجولات كل من الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، والمستشار مصطفي ألهم محافظ الأقصر، وعدد من قيادات المحافظة ومديرية الأمن ورجال البرلمان.
وبدأت جولة وزير الآثار بزيارة لمتحف الأقصر برفقة وفد من الضيوف والإعلاميين من القاهرة، وقدم شرح وافي عن أبرز وأهم القطع والجداريات الفرعونية النادرة داخل المتحف وكيف يتم الحفاظ علي التاريخ وتقديم القطع المكتشفة حديثاً في معارض دورية داخل المتحف لخدمة حركة السياحة ودعم الزيارات من الأجانب للمتحف لمشاهدة الجديدة كل عام، ورافقة خلال الجولات كل من الدكتور محمد عبد العزيز مدير عام آثار مصر العليا، وسناء عبد العزيز مديرة متحف الأقصر، ومصطفى الصغير مدير معبد الكرنك بالاقصر، وعدد من قيادات الوزارة بالأقصر، والنائبة نشوي الديب، والنائبة مي بطران، والنائب أحمد إدريس، ومحمد عثمان رئيس غرفة السياحة بالأقصر، والخبير السياحة محمود إدريس.
وتوجه الدكتور خالد العناني، إلي معابد الكرنك لمتابعة وتفقد أعمال مشروع ترميم وتطوير "معبد الإيبت" الواقع على المحور الجنوبي من معبد آمون رع بالكرنك، حيث قال الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن "معبد الإيبت" يشهد الآن أعمال تطوير وترميم إستعداداً لإفتتاحه للزيارة لأول مرة في أبريل المقبل، حيث تضمنت الأعمال ترميم وتنظيف الحوائط وتثبيت الألوان وإزالة السناج وعمل أرضيات جديدة لتمهيد طريق الزيارة وإعادة تركيب بعض البلوكات الحجرية التي تساقطت عبر الزمان، موضحاً أنه طبقًا للمعتقدات الطيبية المرتبطة بالمعبودة إيبت فن هذا المكان المقام به المعبد هو المكان الذى أستراحت به المعبودة إيبت قبل أن تُعطى الحياة والولادة لأبنها أوزوريس، أما عن المعبودة الإيبت فهي أنثى فرس النهر الحميدة والتي تعد بمثابة المعبودة المُغذية والواقية حيث ذُكر بنصوص الأهرام أن الملك رضع من ثدييها لدرجة أنه " لم يعطش ولم يجوع إلى الأبد" ، وأُطلق عليها بتلك البرديات التى تعود إلى عصور متأخرة بأنها "سيدة الحماية السحرية".
وخلال زيارة معابد الكرنك تابع الوزير أعمال رفع كفاءة وتأهيل معابد الكرنك لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك عبر مشروع (انطلق)، وهو المشروع القومى الذى تنفذه المحافظة بالتعاون مع وزارة الآثار ومؤسستى حلم وفودافون، ويقضى بجعل مدينة الاقصر متاحة لذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك عبر تعديل بعض التصاميم الهندسية فى الطرقات والشوارع الرئيسية والهامة والمناطق الآثرية والسياحية لتمكين ذوى الإعاقة من التحرك والمرور فى مختلف المناطق دون إعاقة، فى إطار الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية الأقصر 2032 والتى تتضمن تحويل الأقصر إلى واحده من المدن السياحية الداعمة لسياحة ذوى الاحتياجات الخاصة.
وإلتقي الوزير بفوج سياحي صيني خلال زيارتهم للمعبد وإلتقط الصور التذكارية معهم برفقة محافظ الأقصر، وأكد لهم علي أنه ولأول مرة في تاريخ معابد الكرنك ستشهد الأيام المقبلة بدء أعمال بعثة آثرية صينية لدعم الآثار والسياحة بمصر، وقال الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك، أن أول بعثة صينية أثرية فى مصر عملها بعد غد الأحد فى معبد مونتو شمال الكرنك، حيث أن عمل البعثة جاء بناء على إتفاقية التعاون التى وقعها الدكتور خالد العناني وزير الآثار مع مدير معهد الآثار الصينية للعلوم الاجتماعية فى شهر أكتوبر الماضى.
وأشار الدكتور مصطفى الصغير، أن مهمة البعثة هى أعمال الحفائر العلمية وترميم وتوثيق معبد الكرندك حيث أن الصينيون يحملون خبرات واسعة فى مجال الحفائر، وذلك بعد مذكرة التفاهم بين الوزارة والمعهد الصينى والتي تهدف إلى تنسيق العمل المتعلق بسبل حفظ الآثار، والمشاريع البحثية، وبناء القدرات، وتبادل المعارض المؤقتة، والبعثات الأثرية كما تهدف أيضا إلي دفع ودعم الأنشطة الثقافية والتعليمية والأثرية بهدف رفع الوعى بالتراث الثقافى المصرى والصينى وحمايتهما والحفاظ عليهما، والتشجيع على تجديد وتشكيل البعثات المناسبة للبحوث والحماية والتقييم والنشر وغير ذلك من فرص التعاون المشتركة فى مجال حماية التراث الثقافى.
وقال الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، إنه لا يوجد أى جامعة فى مصر تدرس علم الحفائر، ويجب أن يتم تدريسه، موضحاً أنه يجب تدريس علم إدارة المواقع الأثرية وعلم المتاحف، وهذه مجالات بدأنا التحرك فيها بالتعاون مع وزارة التعليم العالى، لدراسة هذه العلوم فى الدراسات العليا، مؤكداً أن المكتب الفنى بالوزارة إنتهى من كتيب للأطفال لشرح تاريخ الحضارة المصرية القديمة بطريقة مبسطة، وتم إرساله قبل بدء الدراسة بأسبوعين، وتقوم وزارة التربية والتعليم باصداره، مشيرا إلى أن تعليم الطفل فى الصغر بأهمية تاريخ بلاده يمنع تنشئته "حرامى للآثار" مستقبلاً.
وعقب ذلك توجه الوزير لمعبد الأقصر، لمتابعة الأعمال التي تجري في فناء الملك رمسيس الثاني، وأزاح الستار عن أعمال ترميم ورفع وإعادة تركيب رؤوس لتماثيل الملك رمسيس والتي يصل وزن كل واحد منها الي ٢٥٠ كيلو والتي من المرجح أنها تهشمت عمدا ًوسقطت منذ عهد الملك قمبيز أو بعد ذلك، منذ مايقارب من 700 سنة، كما تفقد الاعمال في مقصورة الإسكندر الأكبر والمقصورات الداخلية بمعبد الأقصر والتي يجري الترميم فيها بأيادي رجال الترميم المصريين بالكامل، وأشاد الوزير بأعمال التطوير التي يقوم بها رجال معبد الأقصر بقيادة أحمد عربي مدير المعبد ومجهودات العمال في رفع رؤوس التماثيل دون الإستعانة بأية معدات ضخمة لصعوبة دخولها للمعبد.
وخلال الجولات قال الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إنه طبقا لتعليمات الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، تم تزويد معبد جديد ضمن معابد الكرنك، وبالفعل تم إجراء التطوير على معبد الإبت، ومنذ 6 أشهر تم العمل.
وأضاف "وزيرى"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه من المنتظر أن يتم افتتاح معبد الإبت خلال الاحتفال بيوم التراث العالمى، وسيكون ضمن مسار الزيارة، لافتا إلى أنه تم تجهيز مسار للطريق للمتحف لذوى الاحتياجات الخاصة، حتى يتمكنوا من زيارته زيارة كل المعالم الأثرية بالكرنك، مؤكداً أنه تم اتخاذ موافقة اللجنة على العمل فى تجميع وترميم وإعادة تركيب لآخر تمثال للملك رمسيس الثانى أمام معبد الأقصر، ليكون هناك 4 تماثيل للملك الفرعونى جالسين و4 واقفين.