تعقد غدا جولة جديدة من محادثات البريكست بالتزامن مع قمة قادة الاتحاد الأوروبى، ويأتى الاجتماع وسط معارضة إسبانية مفاجئة لمضمون صفقة البريكست بشكلها الحالى، حتى أعلنت الحكومة الإسبانية إنها ستصوت ضد الصفقة.
ما هى مفاوضات البريكست المقبلة؟
تجرى المفاوضات بين تيريزا ماى رئيسة الوزراء البريطانية وقادة الاتحاد الأوروبى يوم الأحد، باعتبارها مفاوضات على نهائية على وثيقتين، الأولى هى اتفاقية الانسحاب وتسمى إعلاميا بـ"أوراق الطلاق" وهى مكونة من 585 صفحة من الشروط الملزمة قانونا حول طريقة مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبى، وهى العملية التى تبدأ فى 29 مارس 2019، وتستمر حتى 21 ديسمبر 2020، ولكن يمكن مدها إلى نهاية 2022.
وتتضمن الوثيقة بندا يقول إنه فى حال عدم التوصل لشروط حول العلاقات الجديدة مع الاتحاد الأوروبى بنهاية الفترة الانتقالية، فإن الاتحاد الأوروبى سيظل مسيطرا فيما يتعلق بالجمارك، وذلك لمنع إقامة حواجز بين أيرلندا الشمالية التى هى جزء من بريطانيا وجمهورية أيرلندا التى هى دولة مستقلة.
والوثيقة الثانية بحسب BBC تعرف باسم "الإعلان السياسى" وهى مكونة من 26 صفحة وتعد خريطة طريق للعلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى، وكيف ستكون العلاقات بين الطرفين بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، هذه الخطة تشمل بنودا تخص التجارة والشراكات بين بريطانيا والدول الأوروبية منفردة أو بشكل جماعى، وأيضا هناك بنود تتعلق بالأمن والسياسة الخارجية وتطبيق القانون والعدالة الجنائية والتعاون العسكرى المشترك.
والمشكلة فيها بحسب محللين أنها قائمة طويلة بلا تفاصيل فى 26 صفحة فقط.
ما هو رأى الدول الأوروبية الـ27؟
أغلب الدول الأوروبية ترى البريكست خطأ بريطانى، وبحسب صحيفة "الإندبندنت" فإن جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية وصل به الأمر أن قال إن تيريزا ماى تعيش فى مجرة أخرى.
بينما قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبى إنه لم يكن يتمنى حدوث ذلك لكنه يقول للبريطانيين "وداعا".
وترى الكتلة الأوروبية عموما أن بريطانيا لن تحظى بنفس العلاقات الوثيقة مع أوروبا مثلما هى الأن كعضو داخل النادى الأوروبى، لكن بما أن الاستفتاء تم فإن الدول الأوروبية تريد إنهاء المفاوضات بسرعة.
أما إسبانيا على نحو أخر فلها اهتمام بمشكلة محددة حيث قالت إنها ستصوت ضد اتفاقية البريكست إذا لم يتم تحديد موقف "جبل طارق".
مسودة اتفاقية البريكست تنص على إنشاء لجنة بريطانية إسبانية للاتفاق على إدارة حدود جبل طارق.
لكن وزير الخارجية الإسبانى جوزيب بوريل قال "مفاوضات البريكست تخص بريطانيا وأوروبا بينما ملف جبل طارق هى مفاوضات منفصلة وهذا ما يجب توضيحه".
ما هى المخاطر التى تواجهها تيريزا ماى؟
بالنسبة لرئيسة الوزراء البريطانية فهى بالطبع تريد تمرير الوثيقتين، وأن موافقة الاتحاد الأوروبى عليها تعنى بالضرورة تقوية موقفها أمام معارضيها السياسيين فى بريطانيا، بجانب بالطبع أن الحكومة البريطانية سيكون أمامها فرصة لتقوية مركزها الدولى بصفقات تجارية خارج أوروبا.
وهذا يعنى أنها مهتمة بالحصول على رضا الداخل البريطانى الأن بعدما حصلت على موافقة مبدأية من أوروبا.
ما الذى سيحسم الفوز لماى؟
تصويت البرلمان البريطانى بتمرير الصفقة فى الأسبوع الثانى من ديسمبر، وأيضا موافقة الاتحاد الأوروبى فى محادثات الأحد.
ما هو تأثير إسبانيا فى مسألة جبل طارق؟
إسبانيا ترفض سيطرة بريطانيا على جبل طارق - المستعمرة التى استولت عليها بريطانيا عام 1713- ولذا تعارض اتفاقية البريكست بصيغتها الحالية.
وزير الخارجية الإسبانى يشعر بالغضب وبأن أوروبا تجاهلته فى المفاوضات، فالمعروف أن جبل طارق مسألة تخص الشعور الوطنى الإسبانى.
فيما يرى رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز إن التعاون والنية الحسنة التى أبدتهما مدريد تمت إساءة استغلالهما.
وهناك دول تشارك إسبانيا مسألة أن مصلحة الدول الأوروبية منفردة تم تجاهلها لصالح الاتحاد الأوروبى عموما، هذه الدول منها فرنسا والدنمارك وهولندا، لكن السؤال هو إلى أى مدى يمكن أن يسفر هذا التعاطف عن نتائج.
علما بأن مدريد لا تملك حق فيتو أوروبى على الصفقة وهذا يعنى أن قوة موقفها ستأتى من عدد الدول التى ستقف معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة