تواصل الكتل السياسية العراقية صراعها على الوزارات السيادية وخاصة الدفاع والداخلية، وسط تمسك المحور الإيرانى بالحقيبة الأخيرة كى تحافظ طهران على نفوذها داخل الأراضى العراقية، وهو ما يرفضه المواطن العراقى الذى يسعى لابعاد بلاده عن الصراعات الإقليمية والدولية.
وكشف عبد الله الخربيط، عضو مجلس النواب العراقى عن المحور الوطنى، اليوم الأحد، عن ترشيح عدة أسماء من خارج المكون السنى لشغل حقيبة وزارة الدفاع من بينهم رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول ركن طالب شغاتى، والقائد فى الجهاز الفريق الركن عبد الوهاب الساعدى، مرجحاً عقد جلسة التصويت على استكمال الحكومة الوزارية مساء غد أو صباح بعد غد الثلاثاء.
وقال عضو مجلس النواب العراقى فى تصريحات لموقع السومرية نيوز، إن رئيس البرلمان العراقى محمد الحلبوسى أبلغ الأعضاء بأن رئيس الوزراء عادل عبد المهدى أرسل السير الذاتية للمرشحين للوزارات المتبقية إلى جهاز النزاهة والمساءلة والعدالة والقضاء لتدقيقها قبل المجيء بها إلى البرلمان العراقى للتصويت عليها ولضمان عدم تكرار ما حصل بالتصويت على الوزارات الـ 14، مؤكدا على أنه فى حال ورود الأجوبة فإن عبد المهدى سيأتى بالأسماء إلى البرلمان للتصويت عليها.
وتوقع الخربيط، أن يقدم رئيس مجلس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى الثمان وزارات كاملة ولن يقسمها إلى جلسات عديدة، موضحا أن المحور الوطنى العراقى كلف رئيس البرلمان محمد الحلبوسى لتقديم أسماء مرشحى وزارة الدفاع إلى رئيس الوزراء العراقى، متابعًا: "قررنا تقديم أسماء من خارج المكون السنى ومن الشخصيات المقاتلة ذات الخبرة والسير الرائعة بالعمل العسكرى ومنهم عبد الوهاب الساعدى وطالب شغاتى وأسماء أخرى".
وحاولت قطر خلال الأيام القليلة الماضية التدخل لإسناد حقيبة وزارة الدفاع العراقية إلى شخصية سنية مقربة من الدوحة، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن آل ثان إلى العاصمة بغداد، وفشل "الحمدين" فى دعم مرشحه لحقيبة وزارة الدفاع بسبب الصراعات الشرسة التى تجرى بين الكتل السياسية العراقية.
واستبعد مراقبون تمرير الحقائب الوزارية الأمنية فى حكو مة عادل عبد المهدى من دون اتفاق الكتل السياسية العراقية المتصارعة على تلك الحقائب وتسعى إلى اسنادها لشخصيات تنتمى إليها.
يشار إلى أن مجلس النواب العراقى صوت بجلسته التى عقدت مساء يوم الاربعاء 24 أكتوبر الماضى على منح الثقة الى 14 وزيراً من حكومة رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى فيما تم تأجيل التصويت على ثمانى وزارات.
بدوره قال الباحث السياسى العراقى باسل الكاظمى، إن رئيس الوزراء العراقى الجديد عادل عبد المهدى لن يستطيع تقديم الحقيبة الوزارية لحين اتفاق الكتل السياسية على مرشحى الوزارات الثمان، مؤكدًا أن رئيس الوزراء العراقى لا يستطيع حسم الموقف لأن المحاصصة والحزبية لا تزال تسيطر على العملية السياسية فى العراق.
وأكد الكاظمى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الأحد، صعوبة تمرير حقيبتى الدفاع والداخلية بسبب الصراعات الشرسة بين الكتل السياسية العراقية من ناحية ورغبة الشارع العراقى فى تولى شخصيات مستقلة لتلك الحقيبتين، مشيرا إلى أن الكتل السياسية العراقية تفرض بعض الأسماء على رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى، مستبعدا تمرير الوزارات الثمان خلال جلسة مجلس النواب العراقى المقبلة لحين اتفاق الكتل السياسية على مرشحى تلك الوزارات.
وشدد الباحث السياسى العراقى، على أن إيران تحاول بشتى الطرق أن يتم اسناد حقيبة وزارة الداخلية إلى أحد الموالين لها لكون طهران تسعى للسيطرة فى العراق، موضحا أن الشارع العراقى يرفض التواجد او التدخل الإيرانى بشكل كامل لكن الطبقة السياسية العراقية الفاشلة تخضع لإيران ومطالبها.
فيما قالت وسائل إعلام عراقية، إن رئيس تحالف الفتح الهادى العامرى هدد ساسة المحور السنى بأن جميع المناصب التى حصلوا عليها بدعم من التحالف الذى يقوده ستسحب منهم، فى حال خرجوا من تحالف البناء.
وبفعل انخراط المحور السني فى تحالف البناء حصل محمد الحلبوسى - ينحدر من محافظة الأنبار أحد أبرز المعاقل السنية فى العراق - على منصب رئيس البرلمان، فيما حصلت شخصيات من محافظتى نينوى وصلاح الدين على حقائب فى حكومة عادل عبدالمهدى، كالصناعة والتجارة والشباب، ومن المفترض أن يدعم تحالف البناء حصول حركة الحل بزعامة جمال الكربولى على حقيبة وزارة الدفاع العراقية.