واستقبلت لندن مصادقة قادة الاتحاد الأوروبى الـ27 على اتفاقية الخروج التى تفاوض الجانبان عليه طيلة 17 شهرا، بموجة من الغضب العارم، حيث اعتبرت الأوساط السياسية البريطانية أن الاتفاق يصب فى مصلحة أوروبا ويمثل تنازلا كبيرا من قبل المملكة المتحدة.
ومن جانبه، حذر رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر من أن بريطانيا لا يمكنها توقع اتفاق أفضل من ذلك الذى تم المصادقة عليها صباح اليوم فى قمة بروكسل، حال رفض تمريره البرلمان البريطانى.
وقال، وفقا للإندبندنت، "هذا هو الاتفاق، وهذا أفضل اتفاق ممكن والاتحاد الأوروبى لن يغير موقفه الرئيسي".
أما المسئولون فى المعسكر البريطانى، فلم يبدو سعادتهم بالمصادقة على الاتفاق، حيث كتب اليستر كامبل، مدير الاتصالات والاستراتيجية السابق فى حزب العمال فى تغريدة على موقع تويتر للتدوين القصير "بالطبع قادة الاتحاد الأوروبى صادقوا على الاتفاق والإعلان المستقبلى. هذه هزيمة. وإهانة للمملكة المتحدة. هم يشعرون بالحزن لرؤيتنا نغادر لكنهم يسخرون منا".
وقال رئيس الوزراء الأسبق توني بلير إن إجراء استفتاء آخر هو "السبيل الوحيد لتوحيد البلاد".
وقال لبي بي سي في مقابلة مع أندرو مار ، إنه ينبغي على الأشخاص الاختيار بين نوع "بريكست الصحيح" الذي يدعو إليه بوريس جونسون أو البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وقال بلير ، وهو أحد النشطاء البارزين المؤيدين للاتحاد الأوروبي ، إنه يتوقع من حزب العمال أن يؤيد في نهاية المطاف تصويتًا آخر.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أغلبية في البرلمان لموقفه قال "ليس بعد لكن أعتقد أنه سيصل إلى هناك."
وامتدت موجة الرفض إلى اسكتلندا، التى ستخرج كذلك من الاتحاد الاوروبى بخروج المملكة المتحدة، وردت نيكولا ، ، رئيسة وزراء اسكتلندا ، على رسالة، رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي العامة والذى نادت فيه بتمرير الاتفاق فى البرلمان البريطانى، وقالت "لا شيء تقريبا في هذه الرسالة اليائسة صحيح".
وكتبت ستيرجن، فى تغريدة على موقع تويتر للتدوين القصير "لا أقول هذا باستخفاف، ولكن تقريبا لا شئ فى هذه الرسالة اليائسة صحيح. هذه صفقة سيئة مدفوعة بخطوط رئيسة الوزراء الحمراء المهزومة".
وأكدت فى تغريدتها أن البرلمان يجب أن يرفض الاتفاق ويدعم بديل أفضل.
ميركل فى حوار مع يونكر
ورفض بدوره، حزب أيرلندا الشمالية اتفاق بريكست، وقالت أرلين فوستر زعيمة الحزب الاتحادي الديمقراطي إنها لا تستطيع دعم تيريزا ماى إلا إذا تخلت عن خطتها. وقالت إنها لن تصوت تحت أى ظروف لصالح صفقتها.
ومن ناحية أخرى، حث قادة الاتحاد الأوروبي البرلمان البريطاني على التصويت لصالح صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، حيث أعربوا عن حزنهم للمغادرة الوشيكة للمملكة المتحدة.
وألقى كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي ، ميشيل بارنييه ، تحذيراً مستتراً للنواب للتصويت على الصفقة ، حيث أشار إلى أن التصويت "بلا" قد يضر بالمفاوضات حول العلاقات المستقبلية.
وقال: "لقد حان الوقت الآن لكي يتحمل الجميع مسؤولياتهم ، الجميع". كانت الصفقة "خطوة ضرورية لبناء الثقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي" لبناء "شراكة مستقبلية غير مسبوقة وطموحة"
ويدرك الاتحاد الأوروبي تمام الإدراك أن البرلمان البريطاني قد يرفض الصفقة ، ولكنه يريد إظهار أن الكتلة قادرة على تقديم عرض للمملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن تجد تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا تحدى كبير فى إقناع نواب البرلمان البريطانى بالموافقة على تمرير الاتفاق، لاسيما وإن كثيرين يرون أنه تنازل كبير من قبل المملكة المتحدة ولا يعطيها المزايا التى تتمتع بها وهى داخل التكتل.
واعترف شنكار سنجام، مستشار مؤيد للبريكست، أن المملكة المتحدة ستكون أفضل حالاً بالبقاء فى النادى الأوروبى، بدلاً من قبول خطة "بريكست" التى وضعتها رئيسة الوزراء تيريزا ماى.
وقال سنجام، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية: "لا يوجد منطق الآن من مغادرة للاتحاد الأوروبي" لأن الفرص التي تصورها ستكون ضاعت. وقال: "الجانب المفيد والفرصة ... يختفيان ، ولن يتبقى سوى ممارسة الحد من الأضرار".
وتتفق تصريحاته التي أدلى بها في مقابلة قبل إعلان رئيسة الوزراء لاتفاقها المقترح مع الاتحاد الأوروبي، مع تلك التصريحات التي أدلى بها وزير بريكست السابق ، دومينيك راب ، الذي قال لبرنامج فى هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن مقترح ماى أدنى من مميزات استمرار عضوية لندن فى الاتحاد الأوروبي.
كما أعرب مسئولون آخرون عن رفضهم لخطة تيريزا ماى للخروج، بمن فيهم إيان دنكان سميث وبوريس جونسون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة