قال الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إن تقارير الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة الدولية والمنظمات الناشطة في العمل الإنساني، لا تزال تدقّ أجراس الخطر، وتصدع بحقيقة مؤلمة يكاد لا يصدقها العقل، حول أعداد البشر، الذين يموتون سنويا جراء المجاعة وسوء التغذية، ويكفي أن نعلم أنه في كلّ خمس ثوان يموت طفل من الجوع، فضلا عن مئات الملايين الذين لا يجدون ما يسدُّ رَمَقَهم أو يروي عطشهم.
وأضاف خلال كلمته خلال بدء المرحلة الأولى من تنفيذ مبادرة "إطعام مليار جائع حول العالم"، التي عقد من أجلها مؤتمر "إنسانية واحدة ضد الجوع"، نظمته دولة الكويت بالشراكة مع "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" والأمم المتحدة في دولة الكويت، أن هذا الواقع المرير ناشئ عن اختلالات بنيوية في منظومة الإنتاج والتوزيع في الاقتصاد العالمي، لِما أصاب هذه المنظومة من انفصام حادّ بين فلسفة الاقتصاد وروح الأخلاق، حيث سادت القيم المادية الخالية من كل قيم إلهية أو إنسانية نبيلة، وغدا الإنسان مخلوقا جسديا، يعيش لِذاته مستغرقا في لَذّاته، فلا نبل ولا كرم ولا إيثار ولا تضامن، ولا نظر في المآلات إلا مآلات الربح من دون روح، والثروة من دون رائحة، حيث استولى الشح على النفوس وهيمن الجشع على الأثرياء.
وتابع :وهو ما يُلقي على عاتق رجال الدين مسؤوليةَ السعي من مواقعهم، انطلافا من دوائر تأثيرهم واهتمامهم؛ ليسهموا في استعادة الضمير الأخلاقي للإنسانية، الذي يُعيد الفاعليةَ لقيم الرّحمة والغوث، ويُرسي معاني التعاون والإحسان وفعل الخير، من خلال مبادرات، تتصف بالديمومة والتجدُّد، تجمع ولا تفرِّق، تنفع ولا تضر، تتّسق مع روح الأديان وتستجيب لحاجات الإنسان.
وفي الختام كرم الشيخ عبدالله بن بيه رئيس"مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي"، رئيس "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" على دوره المشهود في ترسيخ ثقافة التسامح وتعزيز السلم العالمي، وعلى مبادراته الإنسانية، التي تستعيد إحياء القيم الأخلاقية، التي تتسق مع روح الأديان وتستجيب لحاجات الإنسان في كل زمان أو مكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة