بعد أن كانت الرقة هى أحد معاقل تنظيم داعش الإرهابى لسنوات طويلة، بدأت نسائم الحياة تعود إلى المدينة السورية رغم ما تعانيه من دمار، من أثار المعارك التى شهدتها المدينة، إثر العمليات العسكرية التى أفضت فى النهاية إلى تطهيرها من براثن التنظيم الإرهابى، حيث عاد الأطفال إلى المدارس للحاق بفرصة التعليم بعد سنوات التوقف.
خروج الأطفال، مرتدين القبعات والأوشحة والمعاطف للحماية من البرد القارص، يمثل تغييرا مهما فى نمط الحياة بالمدينة بعد سنوات الركود، بالرغم من الحالة المذرية التى تظهر عليها المدارس فى سوريا، التى مازالت تعانى من أثار العمليات العسكرية، ربما لتبقى شاهدة على حالة الفوضى التى لحقت بالمدينة، حيث مازالت الكثير من المبانى مهدمة، والملاعب التى يفترض أنها مكانا للأنشطة الطلابية، تكتظ ببقايا السيارات التى استخدمها التنظيم المتطرف للقيام بعملياته الإجرامية.
ابتسامة التحدى تعلو وجوه أطفال سوريا
ولعل العودة إلى المدارس يمثل انتصارا جديدا لسوريا، فبعد الانتصار العسكرى على الميليشيات، تعود العملية التعليمية التى حاربها التنظيم المتطرف، حيث أغلق المدارس، لفرض رؤيته التعليمية المنغلقة التى قامت فى الأساس على قواعد السمع والطاعة للتنظيم وقياداته.
أحد الأطفال
يقول رئيس مجلس التعليم فى الرقة على الشنان، فى تصريحات أبرزتها وكالة "رويترز" فى نسختها الإنجليزية، أن السلطات قامت بإعادة فتح 44 مدرسة بينما تم تسجيل أكثر من 45 ألف طفل للالتحاق بها، موضحا أنهم قاموا بالفعل ببعض أعمال التجديد التى غطت 10% فقط من الاحتياجات.
أحد الفصول بأحد مدارس الرقة
وعلى الرغم من التحديات التى تواجهها المدارس السورية، وأبرزها عدم وجود أبواب ونوافذ بالإضافة إلى انهيار حالة الصرف الصحى، إلا أن الإقبال يبقى واضحا بين العائلات فى الرقة لإلحاق أبنائهم بالمدارس.
وركزت بعض المنظمات الدولية المعنية بالأطفال على تقديم الدعم للتعليم فى مدينة الرقة، حيث قدمت منظمة "اليونيسيف" الكتب الدراسة إلى أكثر من 121 ألف طفل بالمدينة حتى يتمكنوا من الالتحاق بالعملية التعليمية، كما قامت كذلك بوضع برنامج للتعليم الذاتى يسمح للأطفال خارج المدرسة من التعلم بالمنزل أو من خلال مراكز تعليمية.
أحد الفصول
ويعد السبب الرئيسى فى اهتمام المنظمة بدعم العملية التعليمية فى المدينة هو العمل على تطهير أفكار بعض الأطفال الذين تأثروا بما سبق وأن لقنه لهم قيادات التنظيم المتطرف.
رغم الدمار أطفال سوريا يتحدون الدمار فى الرقة
يرى الشنان أن الدور الذى تلعبه المنظمات مهما يبدو مهما للغاية فى دعم العملية التعليمية، إلا أنه أكد أنهم تلقوا حوالى 75 ألف كتاب فقط، بينما كان العدد المتفق عليه هو 95 ألف كتاب.
طلاب حرصوا على العودة لمدارسهم
كان تنظيم داعش استخدم مدارس الرقة لأغراض عسكرية، حيث قام بحفر أنفاق داخلها، كما أن بعض المدارس تعرضت لضربات جوية، وهو الأمر الذى ترك تداعيات كبيرة على المدارس وكذلك العديد من المرافق الأخرى.
طلاب يحملون مقاعد إلى الفصول
من جانبها، وقالت منظمة العفو الدولية إن 80% من المدينة ما زالت مدمرة، وأن آلاف الجثث تحت الأنقاض. ووجهت منظمة العفو اللوم إلى التحالف الدولى، بقيادة الولايات المتحدة، لعدم قيامه بالمزيد لمساعدة عملية التعاف، وهو الأمر الذى ردت عليه الولايات المتحدة بقولها إن جهود تحقيق الاستقرار في الرقة ركزت على الضروريات الأساسية بما في ذلك إزالة الألغام والمياه والكهرباء. كما دعم التحالف إعادة فتح المدارس.
طلبة أمام مدرستهم
فصول بلا أبواب أو نوافد لم تمنع أطفال الرقة من العودة إليها
مجموعة من الأطفال عادوا إلى المدارس بعد سنوات الركود
مدارس الرقة تعانى من مشكلات الصرف الصحى
مدرسة يبدو عليها أثار المعارك